الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

سفير مصر الجديد بألمانيا في حواره لـ"البوابة نيوز": برلين تنتظر السيسي.. لديّ طموح كبير في فتح آفاق جديدة للتعاون وزيادة فرص التدريب المهني والفني.. وبحث تأسيس كلية للتنقيب عن الآثار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خدم السفير خالد جلال عبد الحميد بوزارة الخارجية لمدة تصل إلى 35 عاما مضت، ترقى لمنصب سفير عام 2011، وحظى بثقة وزراء الخارجية الذين تولوا المنصب الرفيع، وسبق أن عمل مندوبا دائما لمصر لدى جامعة الدول العربية، ثم مساعدا لوزير الخارجية ومديرا لمكتب السيد سامح شكرى وزير الخارجية، قبل اختياره مؤخرا سفيرا جديدا لمصر في ألمانيا خلفا للسفير بدر عبد العاطى.

وبدأ السفير خالد جلال مهام عمله سفيرا للقاهرة في برلين بملفات ساخنة، فلم تمر أيام من تسليم أوراق اعتماده للرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بقصر بيليفو، واستقباله بشكل مميز ومختلف عن بقية السفراء الأجانب كما هو معتاد، حتى بدأ الإعداد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا خلال الأيام القادمة، ومن المقرر مشاركة الرئيس السيسي للمرة الثانية على التوالى في فعاليات القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين، والتى دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى جانب عقد لقاءات رسمية مع المستشارة الألمانية، والرئيس الألمانى، ورئيس البرلمان، إلى جانب عدد من الوزراء والمسئولين ورؤساء كبرى الشركات الألمانية.

حول الاستقبال المميز الذى حظى به السفير المصرى الجديد لدى برلين، والملفات التى يضعها نصب عينيه خلال المرحلة المقبلة، نظرا لما تمثله ألمانيا من أهمية لمصر، وتطلع المسئولون الألمان لمقابلة الرئيس السيسي والتعرف عن قرب على فرص الاستثمار والتعاون المشترك، اختص السفير خالد جلال «البوابة» لإجراء أول حوار صحفى معه فور وصوله إلى برلين، والتطرق إلى أجندته خلال المرحلة المقبلة، وأبرز الملفات التى سيقوم بالتركيز عليها خلال منصبه الجديد.


كيف ترى زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا كأول الملفات التى بدأتم الإعداد لها بمجرد تولى مهام عملكم رسميا؟

- بالطبع الأولوية التى تشغل بالى حاليا زيارة الرئيس السيسي إلى برلين، فمثل هذه الزيارات تكون فرصة لتقييم الملفات بين البلدين؛ حيث تعد العلاقات أكثر من ممتازة، فالرئيس السيسي والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل يتمتعان بعلاقات عمل ممتازة وتفاهم حول العديد من الموضوعات، مما يؤدى إلى تطابق في وجهات النظر إزاء العديد من الملفات المشتركة، واستغلال هذه الزيارة لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، كما أنه ستتم مراجعة الموقف التنفيذى للمشروعات والاتفاقيات التى سبق الاتفاق عليها، ومحاولة تذليل العقبات إن وجدت، وكذلك البناء مستقبلا على هذه العلاقات المميزة.

ما أهم ملامح برنامج الرئيس خلال وجوده في برلين؟

- برنامج الرئيس مزدحم للغاية، سيجتمع مع الرئيس الألمانى بقصر الرئاسة، وكذلك مع المستشارة الألمانية في مقر المستشارية الاتحادية الألمانية، وكذلك رئيس البرلمان «بوندستاج»، إلى جانب عدد من الوزراء والمسئولين، وهناك طلبات عديدة للقاء الرئيس، ولكن الوقت لا يساعدنا في تحقيق ذلك، ولكن هناك اهتماما من الشركات الألمانية الكبرى للتعرف على رؤية الرئيس السيسي في الملفات الاقتصادية وسبل الاستثمار مستقبلا، وهناك مجالات نوعية متخصصة ستكون جديدة في هذه الزيارة ومختلفة عن الزيارات السابقة، كما ستكون هناك فرصة توقيع لعدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادى والاستثمارى مع الجانب الألمانى، وبروتوكولات التعاون المشترك في عدد من الملفات ومنها الملف الثقافى لتطوير المتحف الآتونى في المنيا.

هل هناك ملفات أخرى ترى لها أهمية خلال المرحلة المقبلة؟

- بالطبع، بعد اجتماع الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس بالقاهرة مؤخرا، دعا السيسي إلى زيادة المدارس الألمانية في مصر إلى ٧٠ مدرسة، وهو ما اعتبرته تكليفا بشكل غير مباشر وله أولوية لعملى خلال الفترة المقبلة، لزيادة المدارس الألمانية في مصر التى يبلغ عددها في مصر حاليا سبع مدارس فقط.

كيف ترى العلاقات المصرية الألمانية حاليا؟

- ألمانيا تعد حاليا من أهم الدول لمصر، فهى شريك فاعل في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التى تنفذ بإشراف مباشر من الرئيس السيسي، كما أن العلاقات بين القاهرة وبرلين متميزة في كافة المجالات، وهناك مجالات عديدة للتعاون المشترك بين البلدين، تقوم على الاحترام الذى يحظى به الرئيس السيسي لدى ألمانيا، والتقدير البالغ لرؤية سياساته الحكيمة، ولدور مصر الإقليمى كعامل ضرورى للاستقرار والأمن في منطقة ملتهبة بالنزاعات والحروب. وسأسعى للبناء على ما حققه سلفى في المنصب السفير بدر عبد العاطى الذى قدم الكثير لتدعيم العلاقات بين البلدين.

ما أبرز الملفات والآمال التى تود تحقيقها خلال مرحلة عملك كسفير في برلين؟

- تشغلنى معرفة ما يمكن أن يقدمه الجانب الألمانى في ضوء احتياجاتنا الكثيرة والملحة، وبخاصة ملف التعليم، وقطاع الطاقة، إلى جانب استغلال المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لإقامة صناعات ألمانية ومخازن للمنتجات الخاصة بها، في ظل رخص أسعار مدخلات الإنتاج وتوفر العمالة الماهرة، وكذلك الاستفادة من السوق المصرية والانفتاح على أفريقيا والشرق الأوسط، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى أبرمتها مصر في إطار جامعة الدول العربية أو الاتحاد الأفريقي. فحتى الآن لا توجد صناعات ألمانية في المنطقة الاقتصادية في شرق بور سعيد وحول قناة السويس.

كذلك أسعى لزيادة فرص التدريب المهنى والفنى الذى تتميز به ألمانيا، وكذلك الاهتمام بالتعاون الثقافى بين البلدين، سواء مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير، أو تطوير المتحف المصرى بالتحرير، ونبحث التعاون مع المتحف المصرى في برلين والمتاحف المصرية، ويجرى الآن بحث تأسيس كلية للتنقيب عن الآثار، ونبحث مع الجانب الألمانى تأسيس هذه الكلية أو افتتاح فرع من الكليات الألمانية في هذا التخصص داخل مصر.

أيضًا رغم تسجيل عدد السياح الألمان لأكبر عدد زيارات لمصر خلال العام الماضي، وهذا انعكاس للحالة الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتسويق جيد للمنتج السياحى المصري، كما أصبح هناك عدد كبير من رحلات الشارتر بعد رفع الحظر عن الطيران الألمانى لشرم الشيخ، إلا أننى أتمنى زيادة الرقم بشكل أكبر وتحقيق طفرة كبيرة في هذا المجال، خاصة أن مصر تملك مقومات كبيرة علينا استغلالها بشكل كبير، وعدم التوقف عند رقم بعينه، فالطموح لا نهاية له.

لاحظنا ترحيبا واهتماما كبيرا من الرئيس الألمانى بشخصكم خلال مراسم الاعتماد الرسمى بالقصر الرئاسى الألمانى، كيف استقبلتم ذلك؟ وما أبرز الملفات التى دارت بينكم في الاجتماع المغلق؟

- الحقيقة كان استقبالا ودودا للغاية، وعرفت فيما بعد أن الوقت المخصص لى كان أكثر من المعتاد في مثل هذه الظروف، وهو في الحقيقة محل فخر وترحيب مما يعكس مكانة مصر ورئيسها لدى ألمانيا.

أما عن تفاصيل الاجتماع الذى كان بحضور مدير مكتبه، وممثل عن كل من وزارة الخارجية، الدفاع، ووزير الدولة تطرق لبعض الملفات المهمة واستمر اللقاء نحو ٢٥ دقيقة، بينما المعتاد لا يزيد على ١٠ دقائق على الأكثر، وخلال اللقاء تحدثنا حول تأثير الغزو التركى على سوريا، ووضع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وكان قلقا حول الوضع في العراق وأبلغته قلق مصر من الوضع في العراق والغزو التركى لسوريا، وخطورة فرار عناصر داعش إلى ليبيا ودول الساحل الأفريقي وأوروبا، مع استمرار استهداف مصر من هذه العناصر الإرهابية، وحاولت خلال اللقاء شرح أبعاد هذه العلاقات وتشابكاتها.

كذلك تناولت معه دور مصر في ليبيا وتعقيدات المشهد الراهن، خاصة أن ألمانيا تعمل حاليا على جمع الأطراف المختلفة للوصول إلى حل سياسي. كذلك كان الرئيس الألمانى مهتما بالوضع في غزة والأوضاع الإنسانية وكيفية دعم مصر للشعب الفلسطيني، وما تحقق بخصوص المصالحة الفلسطينية الداخلية. أيضا كان الرئيس الألمانى حريصا على معرفة تفاصيل الأوضاع في مصر والظروف الراهنة، وعملية التنمية والتحول الاقتصادى وأبعاد الخطط الاقتصادية الطموحة في إطار البرنامج الاقتصادى الشامل.

كيف ترى مستقبل السياسة الخارجية الألمانية ودورها في الشرق الأوسط؟

- مقترح وزيرة الدفاع الألمانية كرامب كارنباور إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا يعد تطورا مهما في السياسة الخارجية الألمانية، خاصة أن المقترح تم بالاتفاق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رغم رفض وزير الخارجية هايكو ماس للفكرة، وذلك يكشف أهمية المحاولات الألمانية لإيجاد دور بارز لها بالشرق الأوسط، وهو ما يمنح فعالية أكبر للدور الألمانى في المنطقة، وبالتالى يسمح بمرونة أكثر مع الموقف الألمانى لتفهم وجهة النظر المصرية، ومن ثم سيكون أيضا للأمر عمق أكبر في التفاهم مع الاتحاد الأوروبى في هذه القضايا وغيرها لتبنى المصالح المصرية في هذه المنطقة.

كيف ترى العلاقات المصرية الأوروبية في ظل عمق العلاقات مع برلين؟

- تولى أورسولا فون دير لاين منصبها كرئيس المفوضية الأوروبية، سيكون له دور كبير في تفهم الدور المصرى وأبعاده في أزمات الشرق الأوسط وغيره من الملفات التى تهم مصر والاتحاد الأوروبي، إلا أننا لا بد من الإشارة أيضا إلى أن العلاقة مع الاتحاد الأوروبى جيدة، وهناك مسار مفتوح يضم العلاقات الاقتصادية والحقوقية بالتوازي، فلم يتم التركيز على ملف دونًا عن الآخر، ومصر قادرة على تقديم وجهة نظرها في هذه الملفات وتوضيحها على أرض الواقع بدلا من الحديث بشكل نظرى لا صلة له بالواقع.

هل هناك فرق بين منصبكم السابق وعملكم الحالى؟ وكيف استقبلت خبر التعيين كسفير للقاهرة لدى برلين؟

- تجربة العمل كمساعد لوزير الخارجية لشئون مكتب الوزير تجربة ثرية وفريدة، وكان اختيارى من قبل الوزير سامح شكرى لتولى المنصب فيه تكريم كبير وتعبير عن ثقة أعتز بها. فهو منصب يتولى شاغله العديد من المهام الحساسة ذات الأهمية الكبيرة. ويتميز منصب السفير أن شاغله يمثل رئيس الدولة، ويصبح عنوانا لها في دولة الاعتماد، وهو ما يلقى على السفير عبئًا مضاعفًا، إلا أنه تحت كل الظروف يظل تتويجًا لمسيرة عملى بالخارجية طوال الفترة الماضية؛ حيث خدمت ٣٥ عاما بالوزارة، وأتمنى تحقيق مزيد من النجاحات خلال فترة عملى في ألمانيا.