الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في ذكرى رهبنته.. البابا شنودة معلم الأجيال وصاحب الإنجازات

البابا شنودة
البابا شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثير منا يعيش بدون أن يترك أثرا يذكره أحد بعد رحيله وقليلون هم الأشخاص الذين يصنعون التأثير، ويسطرون أسماءهم في كتب التاريخ، فإن رحلوا عن العالم يبقى ما قدموه للإنسانية شاهدا على قيمتهم الكبيرة تتحدث عنهم أعمالهم وتخلد أرواحهم، والراحل البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ 117 من باباوات الإسكندرية، أحد هؤلاء الرجال الذين سيذكرهم التاريخ بصفته رجلا وطنيا نبيلا حمل على عاتقه خدمة كل إنسان بدون أن يكل من أحدا، بل كان لدوره وحكمته الفضل في العبور بالوطن من عدة أزمات، واليوم تحل ذكرى رهبنة البابا شنودة الثالث، والذى سيم راهبا في 18 يوليو 1954.
كانت حياته زاخرة بالعديد من الإنجازات، ولد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، وتنيح في 17 مارس 2012، وهو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البطريرك وهو رابع أسقف أو مطران يصبح بطريركا بعد البابا يوحنا التاسع عشر "1928 - 1942" ومكاريوس الثالث "1942 - 1944" ويوساب الثاني "1946 - 1956".
تم رسامته راهبًا باسم أنطونيوس السرياني يوم السبت الموافق 18 يوليو 1954، وقد قال حينذاك جملته المعروفة " إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء"، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد نحو 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
مر عاما من رهبنته وتم سيامته قسًا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 سبتمبر 1962.
أجريت انتخابات البابا الجديد ثم جاء حفل تتويج البابا "شنودة" للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة، وجاء ذلك بعد رحيل البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ 116، عن عالمنا في 9 مارس 1971
وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
كما أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية، حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت، وفي عهده تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج مصر.
أعلن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر ناهز 89 عامًا، وذلك يوم السبت 17 مارس 2012، في بيان يقول "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع".
وضع جثمان قداسة البابا شنودة في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مارمرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في يوم الأحد 18 مارس 2012
واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار صدق عليه المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يكون جثمانه هناك وفقا لوصيته وهو موجود هناك إلى الآن في مزار تم إعداده لذلك، ويضم العديد من مقتنيات الراحل قداسة البابا شنودة الثالث.