صرح الدكتور هشام عيسى، الخبير الدولي البيئي، ورئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة السابق، بأنه قد تغير المفهوم الدولي تجاه اتفاقية التغيرات المناخية التى وقعت عليها دول العالم بالعاصمة الفرنسية باريس بعام 2015، والتى انسحبت منها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الاتفاقية لم تعد فقط تختص بالتزام الدول المتقدمة بعدد من الإجراءات للحد من الاحتباس الحراري، ولم يعد المعني بها اتخاذ إجراءات جديدة للتصدى للتغير المناخي، وتقلب الطقس الذي يجتاز العالم بواسطة الدول الغنية فحسب، ولكن أصبحت الدول النامية والمتقدمة معنية على حدا سواء بأمر وتقلبات الطقس والتغير المناخي، ووضع خطة للحد منهما، وتنفيذ الالتزامات الدولية على حد سواء.
وأكد عيسى، في تصريح حصري" البوابة"، أن الحكومات ليست المعنية فقط بقضية التغير المناخي ولكن المجتمع ككل معنى بتلك القضية، ومنوط بها، مشيرا إلى أن المجتمع يتمثل في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجمتع المدني، والشركات والمنشآت الصناعية التى تستخدم تقنيات معينة لدى منشآتها قائلا: "إن الحكومة هي التى تقوم برسم السياسات والقطاع الخاص يقوم بتنفيذها".
وأضاف الخبير الدولي، أن الحكومة والمنظمات لها دور كبير في مساعدة القطاع الخاص بجلب المنح من الخارج، مشيرا إلى أن هذا الدور له أهمية كبرى لما له عائد كبير يتمثل في توفير التمويل لإعادة تأهيل الشركات حتى تستطيع مواجهة التزاماتها الدولية تجاه استخدام منتجات وتقنيات تساعدها في الحد من التغير المناخي والتأقلم مع تقلبات الطقس، قائلا: "إنه لا بد لكل شركة تمارس نشاطها الاقتصادى بمصر بان تعلم جيدا بضرورة وضع خطة تضع فيها نهجها في تخفيض الانبعاثات، والمدة الزمنية".
مشددا بضرورة التمويل الأخضر لدى الشركات الخاصة بالالتزام بالاشتراطات البيئية وتعمل على الحد من انبعاثاتها الكربونية، مؤكدا أن هناك مجموعة من البنوك قامت بتوفير التمويل الأخضر للشركات التى تقدم من ضمن خططها خفض الانبعاثات الكربونية، والالتزام بخفض التنمية المستدامة، وذلك بتكلفة اقل وبمدة زمنية أكبر.
وعن دور جمهورية مصر العربية ومشاركتها بالقمة العالمية للتغير المناخي بنيويورك
أكد هشام عيسى، لـ"البوابة"، أن جمهورية مصر العربية ركزت من خلال خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة المناخ بنيويورك على أهمية التوافق والتكيف مع التغيرات المناخية التى تجتاز العالم، مشيرا إلى أن الرئيس ركز على الحقيقة الواقعة للتغير المناخي للعالم والتى تتمثل في أن الدول الأفريقية ومن ضمنها مصر من أكثر الدول تأثرا وضررا من تقلبات الطقس، وأقل الدول التى ساهمت في صعود الانبعاثات الكربونية والدفيئة.
وأشار الخبير الدولي إلى ان الرئيس السيسي، ركز على أهم نقطة تعني القارة الأفريقية بأكملها وهي أهمية توفير الدعم المالى والتكنولوجي للدول النامية لكى تستطيع أن تخفض من انبعاثاتها الكربونية وغازاتها الحرارية التى تساعد على احترار الجو، وتمارس التنمية المستدامة فعليا.
