الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانتحار في "بث مباشر".. رسائل الغضب والانتقام.. خبير استشارات أسرية: الإحساس بالإهمال وعدم التقدير أهم أسباب تصوير لحظات المأساة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتحار الشباب، على الهواء، من خلال بث فيديو مباشر عبر صفحته الشخصية على الـ«فيس بوك»، كما حدث في آخر واقعة انتحار لشاب يدعى إسلام في مدينة السلام، الذى وثق لحظة انتحاره بفيديو بث مباشر، ومنهم من ينتحر وسط تجمعات في محطات مترو الأنفاق، وهو ما فسره خبراء علم النفس والاجتماع بالانتحار، بأن المنتحر يريد توصيل رسالة إلى شخص بعينه أو توصيل رسالة للمجتمع بالكامل، أو تعرض للظلم من شخص ويريد الانتقام منه عن طريق إيذاء نفسه وجعله يندم على فعلته. شهدت مدينة السلام، واقعة مأساوية، عندما أقدم شاب على الانتحار بشنق نفسه، عبر بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وبإجراء التحريات تبين أن المنتحر يدعى إسلام على، يبلغ من العمر ٢٦ عاما، وكان يعمل سائق «توك توك» لفترة ثم تم تعيينه في إحدى شركات الاتصالات منذ فترة قريبة، وكشفت التحقيقات أن والد إسلام توفى منذ عدة سنوات، وترك وراءه ٣ أولاد ذكور منهم إسلام وزوجة أرملة، وبعد وفاة الوالد تحمل إسلام مسئولية الإنفاق على أسرته.

وفى محافظة المنوفية، كانت تلك الواقعة في نهاية شهر يوليو الماضي، وتعتبر الأولى من نوعها في المجتمع المصري، عندما أطل علينا طالب الثانوية العامة ببث مباشر من خلال صفحته على «فيس بوك»، يوثق لحظات انتحاره، وبين التحريات أن الطالب يدعى «إسلام. ح»، ٢٢ سنة، من قرية كفر بالمشط في مركز منوف، في محافظة المنوفية، بسبب سوء حالته النفسية في الفترة الأخيرة.


وفى منطقة غمرة، أقدمت سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر، على الانتحار، بإلقاء نفسها أمام عجلات مترو الأنفاق، في محطة غمرة، بسبب ضائقة مالية.


وفى هذا السياق، قالت الدكتورة «هالة يسري» أستاذ علم الاجتماع وخبير الاستشارات الأسرية، في تصريح خاص لـ«البوابة»، إن حالات الانتحار موجودة في كل المجتمعات وستستمر، لكن تلك الحالات هى حالات فردية تقع بين فترة وأخرى.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع، أن حالات الانتحار، تختلف في الجانب المجتمعى من حيث المرحلة العمرية والنوع؛ حيث إن أسباب انتحار الفترة العمرية من ٢٥-٣٠ غالبًا ما تكون أسبابه إما ضائقة مالية، أو عدم سعادة زوجية، أو ربما تكون بسبب عدم حصول الشخص على كم من التقدير والأهمية لدى المحيطين به، وأن المخدرات قد تكون من أهم الأسباب التى تؤدى إلى الانتحار.
واستكملت يسري، أن حالة الخواء الفكرى والثقافى، من أهم الأسباب التى تجعل المراهقين يقدمون على الانتحار، إلى جانب عدم وجود النموذج القيادى الصالح، وعدم التماسك الأسرى وهشاشة قوامها العام.
وأشارت خبيرة الاستشارات الأسرية، إلى أن السوشيال ميديا لها تأثير سلبى يؤدى إلى زيادة الانعزالية والاغتراب داخل الأسرة وخارجها، فتنتج عن ذلك أفكار مشوهة وغير صحيحة تؤدى إلى الانتحار.
وتابعت، أن تصوير الشخص لنفسه أثناء قيامه بالانتحار، يأتى بعد تراكمات وضغوطات شديدة، أهمها إحساسه بالإهمال، وشعوره أنه شخص غير مقدر من أهله وأصدقائه، واعتقاده أنه لو مات لن يحزن عليه أحد، ويريد أن يجذب تعاطف الناس تجاهه، وطالبت أستاذة علم الاجتماع، بضرورة وجود مكاتب ومراكز للاستشارات الأسرية، سواء قطاع خاص أو حكومي، لتقدم كافة الخدمات الأسرية من علاج نفسى واجتماعي لكل فئات الشعب. 

وقال الدكتور «سعيد صادق»، أستاذ علم الاجتماع، في تصريح خاص لـ«البوابة»، إن المنتحرين بتصوير أنفسهم أثناء الانتحار، يحاولون بعث رسالة للمجتمع بأنهم عانوا وتعبوا كثيرا من شىء ما، ويريدون أن يكسبوا تعاطفهم، مشيرا إلى أن الاكتئاب هو السبب الرئيسى للانتحار.
ومن الجانب النفسي، أوضح الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أن تصوير المنتحر لنفسه أثناء الانتحار يعكس معاناة المنتحر من مرض الهيستريا العصابية، فبفعله هذا يكشف أن الشخص يميل إلى كسب تعاطف الجميع ولفت الانتباه، فأقدم على الانتحار كى يهرب من الضغوط النفسية التى يتعرض له.
وأشار فرويز إلى حالات انتحار المراهقين الصغار، ووصف حالتهم النفسية بحالة «تدهور سن المراهقة»؛ حيث يكون الانتحار هو الخيار الأول إذا ما تعرض الشاب لأى ضغوط نفسية أو عاطفية من أى شخص.