الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة إلى وزارة البيئة سمك فاسد وتلوث وناموس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قولوا لى يا سادة لماذا نحن أساتذة في تشويه كل شيء جميل في حياتنا وفى مصر خاصة، فالكثيرون خلال العقود الأربعة الأخيرة كانوا يهربون من القاهرة والجيزة إلى المدن الجديدة والمدن الساحلية ينشدون السكون والراحة والهدوء وجمال الطبيعة، حيث الحدائق الغناء والمساحات الشاسعة الخضراء فسكان المنيل والجيزة هجر معظمهم النيل الذى كانوا جيرانا له، وذهبوا ليستمتعوا بالعمران الجيد الفخم الهادئ في ٦ أكتوبر فيما ذهب الكثير من سكان المعادى وحلوان ومختلف مناطق جنوب القاهرة إلى مدينة ١٥ مايو، حيث الراحة والنظافة والحدائق والخدمات المتوفرة فيما كانت مدن الشروق وبدر ومناطق التجمع الخامس والقاهرة الجديدة وغيرها امتدادًا لسكان مصر الجديدة ومدينة نصر هروبًا من الضوضاء والزحام.
ولكننا ومنذ عدة سنوات نهدم كل شىء جميل بنيناه ومناسبة هذا الكلام جاء مع الخبر الذى أسعدنى وأفزعنى في آن واحد بنجاح إدارة التحريات بجهاز شرطة حدائق أكتوبر بقيادة النقيب سيد الدسوقى بالتعاون مع إدارة الأمن بجهاز حدائق أكتوبر، بقيادة العميد أشرف الجوهرى في القبض على ٤ أفراد استطاعوا بشطارة وذكاء ودهاء في تحويل بركة المجارى أو الصرف الصحى والأكسدة بصحراء ابنى بيتك إلى مزرعة أسماك البلطى يلقون فيها الزريعة التى تنمو بسرعة؛ لأن الخير من الغذاء الملوث كثير في هذه البيئة غير النظيفة ثم يصطادونها بمركب ويبيعونها بسعر رخيص بالأسواق وخاصة بالحى السادس بمدينة ٦ أكتوبر وفى إحدى طلعاتهم تم القبض عليهم متلبسين وبحوزتهم ٦٠ كيلو جرامًا من الأسماك اصطادوها للتو مع عزمهم بنهاية يوم الصيد الانطلاق بالغلة القذرة من الأسماك الفاسدة المشبعة بالرصاص وكل أنواع السموم ليأكلها الشعب المصرى وبخاصة - الغلابة - وإذا كانت معدتهم رصاص من أكل الفول المدمس ستصمد لفترة، ولكن في النهاية لا مفر من الفشل الكلوى والكبدى والسرطان.
ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله، فالدولة والأسر وبخاصة الفقيرة تنفق المليارات على العلاج من هذه الأمراض فيما معدومو الضمير يدسون السم في العسل ببيع السمك الذى يعد من طيبات الله سبحانه ولكنه مع التلوث يصبح قاتلا يسبح في المياه ويرتع في الأسواق.
ونترك أكتوبر ونذهب إلى مدينة ١٥ مايو بحلوان والحالة هنا أسوأ وأكثر مرارة، فالتلوث ليس في الماء ولكن هذه المرة في الهواء بعدما تحولت المدينة التى كانت تتباهى بجمالها باعتبارها صاحبة المساحات الخضراء الأكبر بين جميع المدن الجديدة وبالطبع لم يكن هذا رفاهية ولكنه جاء كضرورة نتيجة دخان مصانع الأسمنت إلا أنه مع تركيب الفلاتر بمصانع الأسمنت وإغلاق أحد أكبر مصانع الأسمنت الحكومية أبوابه نتيجة الخسائر تنفس السكان الصعداء ولكن هذا لم يستمر طويلا بعدما شهدت مدينة ١٥ مايو خلال السنوات الماضية افتتاح مصانع للتخلص من النفايات الطبية والصلبة بالمنطقة الصناعية بمجاورة ٢٧ الملاصقة للعمارات السكنية فيما تحولت المنطقة المجاورة للمقابر والمواجهة تماما للمدينة مركزًا - مقلبًا عامًا - لتجميع القمامة والنتيجة هواء ملوث ودخان نتيجة حرق القمامة وجو خانق.
وشىء جميل ورائع أن ننشئ ونشجع الحكومة والقطاع الخاص على إقامة مصانع التخلص الآمن من النفايات ولكن أرض الله واسعة وليكن هذا بعيدًا عن البشر.
ولن يصدق أحد أن الساحل الشمالى أيقونة السحر والجمال في مصر بكى معظم رواده هذا الموسم الصيفى وبخاصة بقرية الصحفيين من الألم نتيجة الهجوم الكاسح لجيوش الناموس التى حولت حياة وإقامة الأسر والأفراد إلى جحيم ورغم كل وسائل الرش والصعق الكهربائى إلا أن جحافل الناموس لم تتوقف ليل نهار عن القرص ومص الدماء وحاول الجميع الوقوف على السبب لتحديد العلاج وتبين أن الأمر هين وبسيط لو توفرت العزيمة والإرادة من جانب الجهات المسئولة بالساحل الشمالى لحل المشكلة فعندما يعرف السبب يبطل العجب بعد اكتشاف أن القرية الساحلية الملاصقة لقرية الصحفيين في الطريق إلى مارينا والعلمين تقوم بتجميع مياه الصرف التى تزمع معالجتها أمام السور الخارجى لها والمجاور لقرية الصحفيين علما بأن أى من إدارة هذه القرية أو المحافظة أو إدارة ووزارة البيئة لو قامت برش برك المعالجة بمبيدات للحشرات لقتلها من المهد للحد لما تكاثر الناموس والذباب أو إيجاد حل آخر بديل للبرك لمعالجة مياه الصرف اللهم بلغت اللهم فاشهد فلا يعقل أن يعمل الرئيس السيسي ليل نهار لتجميل وجه مصر وجعلها بحق أم الدنيا فيما أنه نتيجة تقاعس البعض عن حل مشكلات بسيطة يساهمون في تدمير السياحة بالساحل الشمالى فنحن والرئيس نريد مصرنا جميلة، ولكن البعض يريدونها بأفعالهم عن قصد أو دون قصد قبيحة.