السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

علماء بالمغرب: التصوف نموذج كوني ضروري لإنقاذ العالم

جانب من الجلسة العلمية
جانب من الجلسة العلمية الثالثة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصل الملتقى الدولي الـ14 للصوفية، تحت عنوان "التصوف والتنمية.. دور البعد الروحى والأخلاقى في صناعة الرجال"، المنعقد بمنطقة مداغ بالمغرب، جلساته لليوم الثالث على التوالي، ضمن الفعاليات المقامة خلال الفترة من 6- 12 نوفمبر الجاري، وتنظمها الطريقة القادرية البودشيشة، برئاسة شيخها سيدى جمال الدين حمزة، بالتعاون مع مؤسسة الملتقى، برئاسة الدكتور منير القادرى البودشيشى.
وجاءت الجلسة العلمية الثالثة، اليوم الجمعة، تحت عنوان "التنمية المستدامة من تنمية العمران إلى تنمية الإنسان"، والتي أدارها الدكتور إدريس الفاسى الفهرى، نائب رئيس جامعة القرويين، فاس، والذي وصف التصوف بأنه انفتاح وليس انغلاقًا أو انعزالًا كما يردد البعض.
فيما أكد الدكتور عبدالعزيز راس مال، الباحث الجزائري في الشأن الصوفي، أن المشكلة تكمن في غياب الاستثمار في الإنسان، وهذه هى التنمية المفقودة حقًا، لأن المأمول هو الإنسان، مشيرًا إلى وجود أزمة صراعات إقليمية حادة، وهذا ما يجعل التصوف نموذجًا كونيًا يجب أن يُحتذى به لإنقاذ العالم، وأنه السبيل لحياة متوازنة بين الدين والحياة والإيمان، وهو يعنى اتصاف حضارة والتزام مجتمعى بالنسبة لنا.
وأشار "راس مال"، إلى أن صناعة الرجال تعنى الاستثمار في الإنسان، ونحن بحاجة ماسة لرجال يسيرون مع التاريخ، يستخدمون الكفاءات والموارد لبناء المشروع التنموى، بعد معاناتنا مع الاستعمار والاحتلال، الذى جعل الإنسان يعانى من أزمة حضارية، لأن لديه شوق للحضارة الأندلسية المفقودة، واليوم هو محرك للتنمية والسياسة التنموية، ليسترد أمجاد أجداده، صانعى الحضارة القديمة، فنتطلع إلى الوليد المحمدى، الإنسان الكامل، سيدنا رسول الله، والوارث المحمدى، حيث يقول تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، فالإنسان هو الصانع الحقيقى للمستقبل.
فيما أشار الدكتور عبدالمجيد سنكى، الباحث في المالية الإسلامية، بجامعة السلطان مولاى سليمان، بنى ملال، المغرب، إلى أنه لا بد من الانطلاق للتنمية، من الإنسان أولًا، فالله تعالى يقول: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وأمرنا ببذل الجهد، خاصة وأن التنمية ليست مشكلة حسابية بل الإنسان هو محورها، والحاجة أصبحت ماسة اليوم للمنهج الصوفى الذى يحوّل الإنسان للقيمة العليا.
كما استعرض الدكتور نور الدين الشرقانى، الباحث في التصوف بجامعة عبدالمالك السعدى، تطوان، مسيرة التصوف المعاصر بالمغرب والتنمية البشرية، مقدِّما لسيرة حمزة القادرى، جمال حمزة، منير ومعاذ القادرى، من خلال معايشته وتعامله معهم كإمدادات علمية وروحية، وكل هذا في محاولة لاكتشاف وتقديم التصوف الحق وإعادة الإنسان إلى فطرته التى فطره الله عليها وحنيفيته كما خلقه الله.