كيف يمكن لقلب الأب أن يتحمل مشهد مقتل ابنه على يديه، ويتناسى ذكريات أيام العمر معه؟
سؤال طرح نفسه بعد تلك الحادثة البشعة، التى شهدتها منطقة «أوسيم» مؤخرا، وقام فيها أب بمساعدة نجله الأكبر، بإزهاق روح الابن الأصغر، والسبب إدمان الابن.
الحادثة تكشفت، حينما تلقى المقدم مجدى موسى رئيس مباحث قسم شرطة أوسيم، إشارة من مستشفى أوسيم العام، باستقبال شخص جثة هامدة، وبه كدمات وآثار خنق، وبالانتقال والفحص والتحريات «تبين أن المجنى عليه يدعى «حسين عزت-٢٢ عاما سائق توك توك» وبالتحريات تبين أنه لقى مصرعه على يد والده ويدعى «عزت محمد - ٥٩ عاما - مزارع» وشقيقه ويدعى «خالد عزت -٢٥ عاما - مزارع» وكلاهما يقيم بدائرة مركز أوسيم، محافظة الجيزة.
التحقيقات كشفت، أن المجنى عليه كان يعيش مع زوجته وطفله الوحيد في بيت أسرته في منطقة «برطس» التابعة لمركز «أوسيم» محافظة الجيزة، وأنه اتجه لإدمان المخدرات مع رفاق السوء، وأنه أهمل أسرته بعدما وقع في براثن الإدمان، واعتاد العودة كل يوم متأخرا لمنزله، وهو ما أحزن والده الذى حاول مرارا إصلاحه دون جدوى، لذلك نشبت مشاجرات عديدة بينهما.
وأضافت التحقيقات أنه يوم الحادث تغيب المجنى عليه عن المنزل، فخرج الأب للبحث عنه يصحبه نجله الثانى خالد، حتى عثرا عليه في منزل أحد أصدقائه، فأعادوه للمنزل لتنشب مشاجرة بين الأب مع المجنى عليه ليقوم الأب والشقيق الأكبر بتقييده بالحبال، وانهالا عليه بالضرب بعصا لتأديبه، بعدها ضغط الأب على عنقه ليسقط مغشيا عليه، حاول الأب إفاقته متصورا أنه أغشى عليه دون جدوى فقام مع ابنه الأكبر بحمل المجنى عليه والتوجه به إلى مستشفى أوسيم العام، إلا أن الطبيب المعالج أخبرهما بوفاته نتيجة ما تعرض له، لينهار الأب بعدها.
تم تحرير محضر وإحالة الجناة لنيابة أوسيم، حيث اعترف الأب بعد تضييق الخناق عليه بقتله للابن وقال: إنه كان يريد تأديب ابنه لأنه كان سيئ السلوك مضيفا «قتلته علشان أربيه» لإدمانه المخدرات ولم أكن أقصد قتله، مشيرا إلى أن ابنه الأكبر شاركه في ضرب المجنى عليه حتى سقط قتيلا.
