الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

4 ساعات في المشرحة.. «البوابة نيوز» تنفرد بكواليس رحلة هيثم أحمد زكي إلى القبر.. تغسيل الجثمان بماء زمزم.. النقيب الأب يستقل توك توك وموقف إنساني من المحامي العام.. والناس: يتيم ملوش غير وجه الكريم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمجرد أن تلقيت خبر وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكي أصابني الفزع للحظات، لم أستفق من هول المفاجأة إلا على مكالمة تأكيد الخبر من الفنان إيهاب فهمي عضو نقابة المهن التمثيلية، بعدها مكالمة أخرى من النقيب أشرف زكي، تذكرت شيئًا وحيدًا جمعني بالراحل وهو "اليتم"، تلك الأزمة التي علمت بمدى قسوتها في صباح اليوم التالي الخميس.


لم أنم ليلتي وجلست أتابع عن كثب كل ما يكتبه نجوم الفن من نعي نابع من جنبات القلب، ولم يهدأ هاتفي طوال الليل من متابعة مع نقيب يدعى "أشرف زكي" يحمل كل معاني الإنسانية في كل تصرفاته، فتابعت معه ماذا سيحدث مع ذلك الفنان الذي أصبح جثمانًا بينه وبينه المقابر ساعات قليلة، أبلغني "زكي" بأن هناك اتفاقا مبدئيا بضرورة نقله في الساعة السابعة صباحًا لإحدى المستشفيات بمنطقة المهندسين ليكون الجثمان قريبًا من مسجد مصطفى محمود الذي تقرر أن يتم تشييعه منه، ولكن مع حلول السابعة أجريت اتصالًا آخر بالنقيب للاتفاق على اللقاء أمام المستشفى، ففوجئت به يبلغني بأن النيابة أمرت بتحويل الجثمان لمشرحة زينهم كإجراء احترازي للكشف على الجثمان وحتى يرتاح قلب النيابة بأن الوفاة كانت طبيعية.
بالفعل، التقينا في الثامنة تحديدًا أمام مشرحة زينهم لتبدأ الرحلة القاسية التي استغرقت أربع ساعات كاملة بين أروقة المشرحة، حيث التقينا هناك بمدير عام المشرحة الذي أكد لنا ضرورة وجود أحد أقارب الراحل من الدرجة الأولى أو كما يقولون "عصب"، حتى يستلم الجثمان ويوقع على الأوراق والمستندات باستلامه، ولكن بالبحث لم نجد أحدًا من أقاربه، وكان أمام النقيب إما الانتظار حتى يظهر أحد الأقارب أو محاولة إتمام الإجراءات واستلام الجثمان بصفته نقيبًا للمهن التمثيلية تلك النقابة التي ينتمي إليها الراحل.

اتصل أشرف زكي بالمحامي العام وطلب منه السماح باستلام الجثمان حتى نستطيع اللحاق بتشييعه في الموعد الذي سبق وتم تحديده أمس وهو عقب صلاة ظهر الخميس، وتفهم المحامي العام هذا الأمر، وأمر كافة الجهات بضرورة إتمام كل الإجراءات بأقصى سرعة، وبالفعل طلبت المشرحة تفويض من المحامي العام للدكتور أشرف زكي باستلام الجثمان، ومنحه هذا التفويض مكتوبًا، وكان لزامًا علينا الحصول على إذن مكتب الصحة بدفن الجثمان، فنزلنا معا وقمنا باستقلال توك توك من مشرحة زينهم لمكتب صحة زينهم وهناك أتممنا باقي الإجراءات.
في تلك اللحظات ظهرت إحدى أقاربه فتم إبلاغها بأن كافة إجراءات استلام الجثمان والتصريح بالدفن حصل عليها النقيب أشرف زكي الذي وقع على كل المستندات، وهرولنا سريعًا لتصوير تلك المستندات ومنح كل جهة صورة من التصريح. 

أثناء انشغالنا بهذه الأمور، كان هناك على الجانب الآخر الفنان أحمد عبدالله محمود الذي حضر سريعًا ومعه ماء زمزم لإتمام "غسل" الراحل، كما اتصل أشرف زكي بالفنانة فيفي عبده التي أبلغته مسبقًا بتوفيرها "الكفن"، واطمأن أشرف لوصول الكفن، وبدأت مرحلة "غسل" هيثم أحمد زكي، وفوجئنا بأن الغسل بدأ أثناء صلاة الظهر وهو الموعد المحدد لتشييع الجثمان من مسجد مصطفى محمود.
في تلك الأثناء تركنا الجثمان في المشرحة مع أحمد عبدالله محمود والفنان أيمن عزب وبعض أقارب هيثم من ناحية والدته، وذهبنا سريعًا لمسجد مصطفى محمود حتى يطمئن الفنانون والإعلاميون والصحفيون الذين ينتظرون الجثمان بأنه بالفعل قد قارب على المجيء، وقمنا بتأجيل الصلاة عليه حتى الساعة الواحدة ظهرًا. 
هناك وأمام مسجد مصطفى محمود، اصطف المئات من محبي هيثم ومحبي والده الراحل أحمد زكي في انتظار وصول الجثمان، ولم أستمع بين همسات الحاضرين سوى جملة واحدة ترددت بين ألسنة الجميع "يتيم ومحدش لا وراه ولا قدامه غير وجه الكريم".