يعد القديس البابا كيرلس، مؤسس عصر النهضة الكنسية في العصر الحديث كما يعد شعاع نور خرج من الظلمة أعاد الروح للزهرة القبطية ونفض عنها غبار السنين وأيام الأنين.
نزل على رجله يفتقد أولاده في المدن والقرى والنجوع، جال في القطر يتفقد أحوال رعيته، وكان الشعب ينتظره بالآلاف على محطات السكك الحديد، وفى الطرقات والشوارع لاستقباله بالفرح والتهليل والتراتيل.
انطلقت في عصره الخدمات الروحية، وامتلأت الكنائس بالشعب القبطى، وفتحت الأديرة، وزاد عدد الرهبان والعمران، كانت انتفاضة عظيمة سار في موكبها بطرك بروح الله، وبحسب إنجيله فسار خلفه شعبه الأمين، وباركت القديسة العظيمة فخر البشرية السيدة العذراء بالتجلي فوق قباب كنيستها بالزيتون، وكأنه إعلان سماوي بمباركة شعبه الذى عاد إلى الروحانية وأحضان كنيسته.
كان البابا كيرلس حيًّا في الأرض، كان يخدم، كان يصلي، كان يتعبد، كان يبارك، كان يخدم الناس، وببركاته كثيرون انتفعوا وبكلمته كثيرون أرشدهم والذين عرفوه بعد حياته على الأرض أكثر من الذين عرفوه في حياته؛ لذلك استحق لقب قديس تطوبه جميع الأجيال.
