الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

توت عنخ آمون.. شمس أضاءت البر الغربي والعالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشرقت شمس الرابع من نوفمبر عام 1922 على أرض مصر لتشهد الكشف عن أعظم كنوزها والتاريخ القديم على الإطلاق، إنها مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، في وادي الملوك على الضفة الغربية من نهر النيل بمحافظة الأقصر بصعيد مصر.
بدأت الحكاية الساحرة عندما كان عالم الآثار والمتخصص في تاريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك، والذي لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات وكان المشهد في غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذي كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة ويقال ان مساعده سأله "هل بإمكانك أن ترى أي شيء ؟" فجاوبه كارتر "نعم إنّي أرى أشياء رائعة".
كان هوارد كارتر أول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة تطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون، والذي لاحظ وجود صندوق خشبي ذو نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يُغطّي صندوقًا ثانيًا مزخرفًا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أن الصندوق الثاني كان يغطي صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.
قام العلماء المصريون بترميم مومياء الفرعون توت عنخ آمون التي تعرضت لأضرار بالغة بعد إخراجها لفترة وجيزة من تابوتها الحجري عند إخضاعها للتصوير الطبقي المحوري، وكان الجزء الأكبر من جسد المومياء – وفي تصريحات سابقة للدكتور زاهي حواس - مفتت إلى 18 قطعة تبدو كحجارة تحطمت أجزاء عندما اكتشفها عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر أول مرة وأخرجها من قبرها وحاول نزع القناع الذهبي الذي كان يغطي وجه الملك توت عنخ آمون وأشار إلى أن الغموض الذي أحاط بتوت عنخ آمون وضريحه الذهبي أثار فضول وحماسة المعجبين بالدراسات المصرية القديمة منذ كشف كارتر موقع المومياء في 4 نوفمبر 1922، وما كانت تخبئه من كنوز الذهب والأحجار الكريمة.
هذا وقبل يومين على ذكرى اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، تزينت العاصمة البريطانية لندن لاستقبال الفرعون الذهبي من خلال الافتتاح الرسمي لمعرضه تحت عنوان "توت عنخ آمون.. كنوز الفرعون الذهبي، الذي افتتحه الدكتور خالد العناني وزير الأثار وحضر مراسم افتتاحه السفير طارق عادل سفير مصر في لندن، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس وعدد من السفراء المعتمدين وعلماء المصريات وممثلي العديد من شركات السياحة والسفر.
تزامن المعرض مع الاحتفالات باقتراب الذكرى المئوية لأهم اكتشاف في القرن العشرين المتمثل في مقبرة الملك توت عنخ أمون الذى تم عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر بالبر الغربي بمدينة الأقصر. وضم المعرض 150 قطعة أثرية من مقتنيات الملك الشاب من بينها عدد من تماثيل الأوشابتي المذهب والصناديق، وبعد كلمته قام العناني بجولة داخل قاعات العرض المخصصة للمعرض استغرقت ما يقرب من ساعة، تفقد خلالها جميع القطع الأثرية التي يضمها المعرض.