السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الرئيس الجزائري المؤقت يلقي خطابا بمناسبة ذكرى الثورة التحريرية

الرئيس الدزائري المؤقت
الرئيس الدزائري المؤقت عبد القادر بن صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، الشعب إلى جعل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل "عرسا وطنيا" يشهد له العالم، كما حثهم على ضرورة العمل من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي. 
وقال الرئيس بن صالح في خطاب متلفز للشعب الجزائري عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لاندلاع الثورة التحريرية - "إنني أهيب مرة أخرى بالشعب الجزائري، ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة، أن يجعل من الاستحقاق القادم عرسا وطنيا يقطع الطريق على كل من يضمر حقدا لأبناء وأحفاد شهداء نوفمبر، الذين ننحني بخشوع أمام أرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة الوطنية الخالدة".
ودعا بن صالح، المواطنين للعمل من أجل إنجاح هذه الانتخابات المصيرية، معربا عن يقينه بأن الجزائريين لن يتركوا أية فرصة لأولئك الذين يحاولون الالتفاف على قواعد الديمقراطية وأحكامها.
وأكد الرئيس الجزائري، أن الدولة سوف تتصدى لكافة المناورات التي تقوم بها بعض الجهات، وقال "إن الشعب مدعو من جانبه إلى التحلي بالحيطة والحذر وأن أبناءه المخلصين مدعوون لأن يكونوا على أتم الاستعداد للتصدي لأصحاب النوايا والتصرفات المعادية للوطن".
وأشار إلى أنه لا يحق لأي كان التذرع بحرية التعبير والتظاهر لتقويض حق الآخرين في ممارسة حرياتهم والتعبير عن إرادتهم من خلال المشاركة في الاقتراع، معتبرا أنه مهما كانت الظروف، فإن المصلحة العليا للوطن تملي على الدولة الحفاظ على النظامِ العامِ والقوانينِ ومؤسسات الدولة والسهر على أمنِ واستقرارِ البلاد.
وشدد الرئيس الجزائري في خطابه، على أن الدولة مصممة على إعطاء الكلمة للشعب ليختار بكل سيادة وحرية من يرغب في أن يسند إليه مهمة تأسيس النظام الجديد للحكم.
وأكد الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، أن بلاده تحتاج في هذه الأوقات الحساسة إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات مجهولة العواقب، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية مصغية للتطلعات العميقة والمشروعة للشعب نحو التغيير الجذري لنمط الحكم والتمكين لعهد جديد قوامه احترام المبادئ الديمقراطية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية، مشددا على التزامه العمل وفق ما ينص عليه الدستور.
وقال بن صالح في خطابه المتلفز إلى الشعب الجزائري، "تابعتم في الأشهر القليلة الماضية وتتابعون المساعي المبذولة والمكاسب غير المسبوقة التي تحققت من أجل أن يجرى الاستحقاق الرئاسي معززا بالآليات والأدوات القانونية واللوجستية الضامنة لانتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن إرادة شعبية حقيقية، تمكنه من مواجهة التحديات الوطنية مسلحا بكامل الشرعية وقيادة الجزائر إلى المرحلة الجديدة المأمولة".
وأشار إلى أن استحداث السلطة الوطنية المستقلة وإدخال تعديلات جوهرية على النظام الانتخابي يعد استجابة ملموسة للمطالب الأساسية التي رفعها المتظاهرون خلال مسيراتهم السلمية المتطلعة إلى تغيير عميق لنظام الحكم وهي كذلك استجابة لطلب ملح للطبقة السياسية الرامي إلى وضعِ قواعد جديدة كفيلة بضمانِ شفافية الانتخابات.
وقال الرئيس الجزائري المؤقت، "كما تلاحظون فإن السلطة الجديدة تؤدي دورها بكل حرية واستقلالية من خلال ممارسة كل المهام التي كانت من قبل من اختصاص السلطات العامة، وهذا تطور غير مسبوق في تاريخ بلادنا".
وأضاف "أن هذه المكتسبات التاريخية تبرهن بصدق على أن مسار التغيير المنشود أخذ منحاه وأن عملية تطهير الدولة وتجديد تأطيرها عرف تقدما ملحوظًا، إذ شهدت بلادنا عملية غير مسبوقة لمكافحة آفة الفساد وتبديد الأموال العامة تضطلع بها العدالة وفق المهام والصلاحيات الموكلة لها واضعة بذلك حدا لظاهرة الإفلات من العقاب".
وأكد الرئيس عبد القادر بن صالح، أن هذه التطورات الإيجابية لم تكن لتتحقق لولا التنسيق المحكم والمشاورات المستمرة بين مؤسسات الدولة، وكذلك دعم الجيش الجزائري وتصميمه الدائم على صونِ الدستور وضمان سيرورة الدولة وحماية مؤسساتها من الأخطارِ المحدقة بها. ووجه الرئيس الجزائري، التحية لقيادة الجيش التي أدركت بعد رسالة الشعب الأبي وسعت بخطى ثابتة نحو تحقيق آماله المشروعة في إحداث التغيير التدريجي المأمول.
وقال بن صالح، "إن الجزائر التي ضحى من أجلها أبناؤها وبناتها وشيدتها سواعد مخلصةٌ وإرادات وطنية صادقة، تستعد هذه الأيام لهذا الموعد الحاسم بدلائل قوية تزيد كل يوم من قناعتنا بأن الشعب الجزائري، بفضل الانخراط الواسع في المسار الانتخابي، يسير بثقة نحو التأسيس لعهد جديد".
وأكد الرئيس الجزائري المؤقت في ختام خطابه المتلفز، أنه في الظروف الحالية تستوجب مصلحة الوطنِ توحيد جهود كافة أبنائه واستنهاض هممهم ليكونوا في موعد مع التاريخ مثلما كان أسلافهم في كل المحطات والمواعيد الوطنية الكبرى، وقال "حينما يتعلق الأمر بالجزائر يتسابق أبناؤها وبناتها لحملها على الأكتاف، نابضة بتاريخها المجيد ومباهية بشعبها الأصيل وبشبابها الغيور على تماسكها ووحدتها".