الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

شيخ الطريقة التجانية بالسودان لـ"البوابة نيوز": الإخوان فشلوا في تتبع النهج الوسطي للإسلام.. والسلفيون أداة لتعقيد حياة البشر.. داعش كفار.. والصوفية توازي الرهبنة وأهدافنا التربوية

شيخ الطريقة التجانية
شيخ الطريقة التجانية بالسودان لـالبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تزايد وتيرة أعمال العنف والإرهاب في الشرق الأوسط ومناطق متفرقة من العالم، ارتأت القيادة السياسية في العالم الإسلامي أن الحرب على الإرهاب لا تكفي وحدها دون وجود حركة تجديد خطاب ديني قوية، وقد برز على الساحة في الآونة الأخيرة محاولات عديدة لتجديد الخطاب الديني قاده رجال الأزهر والمثقفون والمفكرون والإعلاميون لكن هنالك تيارات إسلامية أخرى تتصدى للإرهاب وتنبذ العنف ولا تنتمي لأي من تيارات الإسلام السياسي.
وتلتقي "البوابة نيوز" في هذا الحوار بالشيخ أحمد بدوي عزو شيخ الطريقه التجانية إحدى الطرق الصوفية الموجودة بالسوادن؛ لفتح معه الملف الصوفي أثناء تواجد بمصر وكيفية تصديه للإرهاب والأفكار المتشددة، حيث إن التيار الصوفي يعد أحد أبرز التيارات الدينية في مصر التي لديها باع في الشارع المصري؛ وإلى نص الحوار..



ما هو العامل المشترك بين الطرق الصوفية سواء في مصر أم السودان؟
للصوفية عوامل مشتركة كثيرة بل الأحرى أن نقول: إنه لا يوجد اختلاف بين الصوفية سواء في مصر عن غيرها في كافة أنحاء العالم الصوفي، فالتصوف نهج أحمدي يسير على خطى الحبيب المصطفى، فالرسول هو المعلم الأول للصوفية، وما يشاهده البعض اليوم من مسميات لطرق واختلاف لبعض الأوراد والأسانيد والشيوخ لا يعني اختلاف المنهج بل هو اختلاف الأب الروحي لكل طريقة فقط، وفيما يخص صوفية السودان فهم أقرب إلى الطرق الصوفية في مصر لقرب الموقع الجغرافي حيث معظم الطرق الموجودة في مصر، موجودة في السودان بل تنتمي إلى شيخ واحد، ومنها "الشاذلية، الرفاعية، البرهانية، والتجانية".
البعض يعول على الصوفية كبديل للتشدد، فما رأيكم؟
الصوفية هي درع الحماية من الإرهاب، حيث تاريخ الحركات الصوفية في إطار الحضارة الإسلامية تاريخ حافل بالومضات المضيئة نقف فيها أمام محطات مهمة لعل أبرزها إسهامًا "جلال الدين الرومي"، والصوفية ليست بدعة ولكنها استغراق في التدين الصحيح والمضي في رحلة العشق الإلهي إلى حيث يمكن الوصول إلى مرحلة الطرح الصوفى الكبير الذى يضع صاحبه في مكانة رفيعة يختلط فيها التعبد بالزهد وتمتزج فيها بساطة الدين وروعته بطقوس روحية لا تتعارض مع الأصول الثابتة للعقيدة ولا الشريعة، كما أنها تخرج من عباءة الجدل الفقهى لتصل إلى حالة من التوحد مع الذات الصافية والمضى في ذكر الله بطرق مختلفة فيها إيقاع حى يربط المخلوق بالخالق، بينما التطرف هو نمط بائس ويائس من الهجرة الزمانية إلى كتابات بعض فقهاء القرن الثالث الهجرى في محاولة لتطويع النصوص في خدمة أهداف لا تمت لصحيح الدين من قريب أو من بعيد وهى تأتى نتيجة جرعات من الشعور بالعزلة وتكفير الآخر ورفض حياة العصر، إن التطرف داء لعين إذا أصاب شخصًا هوى به إلى الحضيض، وإذا أصاب جماعة أخرجها من زمرة المسلمين، إن التطرف امتداد طبيعى للتعصب والغلو والتشدد في غير موضعه، ولأن المتطرف يسعى إلى تغيير طبيعة المجتمع ونظام الدولة وإيجاد نمط يريده هو ويتعايش معه دون غيره لذلك ظهر ( الإسلام السياسى) لكى يكون ابنًا شرعيًا للتطرف والمغالاة ومحاولة توظيف الدين لخدمة أغراض دنيوية ومصالح سياسية.

وكيف يمكننا في إيجاز إيضاح الفارق بين التصوف والتشدد؟
الصوفية تتوازى أحيانًا مع الرهبنة المسيحية برغم الاختلافات الكبيرة بينهما ولكن نزعة الزهد والانصراف عن طيبات الحياة تجعل للصوفية شأنًا خاصًا في التاريخ الإسلامى كله، وهى جماعات كثيرة العدد، قوية التأثير، ولكنها لا تميل إلى استعراض عضلاتها لأنها وجدان روحى وليست قوة سياسية لذلك كان أقطاب الصوفية دائمًا محل احترام عن بعد لا يحملون عداوة، ولا يبشرون بأيديولوجية معينة، ولا يتدخلون في حياة الناس، وبنظري الفارق بين الصوفية والسلفية كبير وواضح، فنحن على منهج قائم على علاقة الإنسان بخالقه، بينهم هم اشتباك مع المجتمع بالقبول أو الرفض.
كما أن الصوفية تمثل جيشًا سلميًا لخدمة الإسلام وليست جماعة مغلقة بالمنطق (الماسوني) للكلمة، إنها روح متجددة وحب للآخر واحترام لخيارات الغير لذلك عاشت عبر القرون دون صدام يذكر مع السلطات الحاكمة رغم أن بعضها كان ظالمًا يجور أحيانًا على رجال الزهد وأصحاب النظرة الشفافة تجاه الحياة والناس، ولقد اتسم الطابع الصوفى دائمًا بقبول التعايش المشترك مع أصحاب الديانات الأخرى فضلًا عن نزعة متأصلة تدعو إلى احترام خيارات الغير، وإذا كانت الصوفية قد ارتبطت بالأعلام الخضراء والإيقاع الموسيقى الراقى فإنها قد عرفت أيضًا التعددية والتشعب بين طرق صوفية مختلفة ومدارس متعددة في ذكر الله قد تختلف في الأسلوب ولكنها تتوحد أمام الغاية وهى الاندماج في ذاته والانصياع لجلاله وعزته.، كما أن الصوفية فلسفة قبل أن تكون عقيدة أو مذهبًا، إنها سلوك إنساني يصل بالفرد إلى حالة من السمو الأخلاقي والارتفاع عن المباذل والرذائل والخصومات.
إذن أنت مع إحلال الصوفية كبديل؟
بالطبع، لأن التصوف سلاح إسلامي معتدل نرفعه في وجه محاولات الغلو والتطرف المشوبة بالعناد الذى يستند إلى الجهل ويعتمد على الخرافة ولا يدرك الدلالة الحقيقية لصحيح الدين، ولدينا في مصر مشيخة للطرق الصوفية يتناوب عليها رجال ثقات يعرفون قدر المنصب وأهمية الدعوة مع إدراك الفلسفة الحقيقية للحركة الصوفية.

نعود إلى مشاركتكم بمصر، ما الهدف منها؟
زيارتنا إلى مصر جاءت للمشاركة في احتفالات أشقائنا في مصر بمولد، ونحن نؤمن بزيارة آل البيت، التي تحتضنهم مصر بشكل خاص، كما أننا جئنا لزيارة مشايخ الطرق الصوفية، ورؤية أرض الكنانة، الحضارة، والوطن الأول للصوفية.
كيف ينظر صوفية السودان للأوضاع التي تعيشها مصر الآن؟
لقد كانت زيارتي الأخيرة لمصر في عام 2006 والآن عام 2019 والوضع يختلف تمامًا، فمصر في أحسن حال حيث أصبحت قمة الجمال والاستقرار وقد لحظة سهولة الداخلي إلى مصر هذا المرة عن الزيارات السابقة، إلى جانب وجود ما يقرب مليون سوداني هنا يتحدث أنهم في وطنهم الثاني.
وكيف ترون الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها"داعش"؟
داعش بالنسبة لنا هم كافرون، لا يمتلكون دينًا، وهم في جهنم وبس المصير، حيث من يستطع قتل نفسك بغير حق لن يكون مصيره سوي أن يكون في الهالكين والمطرودين من رحمة الله.
وكيف تنظرون إلى الإخوان؟
الإخوان جماعة جديدة حولت الوصول إلى السلطة في كل بلاد العالم مستغلة الدين، وفشلت هذه الجماعة في مصر وتونس وبلاد كثيرة حيث لم تتبع نهج الوسطية في الدين والعمل.
ماذا عن السلفيين؟
السلفيون هم من يعقدون حياة البشر، أما دين الإسلام فهو دين اليسر وليس دين عسير، وإني لأتساءل: كيف للناس أن تحرم كل شيء وتفقد الإنسان الأمور المتاحة؟