الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ختام معرض بلجراد الدولي للكتاب.. ومشاركة مميزة لضيف الشرف "مصر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختتم معرض بلجراد الدولى للكتاب فعاليات الدورة الـ٦٤ بقاعة المعارض الدولية بصربيا، الأحد الماضي، بمشاركة مصرية مميزة، حيث حلت مصر كضيف شرف المعرض لهذا العام.
الجناح المصري الذي يحمل شعار «تاريخ ثقافي ورؤى متعددة» استلهم تصميمه من فن عمارة المعابد الفرعونية ليعبر عن طابع الحضارة العريقة التى نجحت فى إثراء التاريخ الإنساني، شهد إقبالا ملحوظا من الزائرين.


ومن جانبه زار النائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير خارجية صربيا إيفيتسا داتشيتش، الجناح المصري، مشيدا بالجناح وطابعه الفرعونى المميز، وبما يحتويه من عناوين، مؤكدا أنها بداية لمشاركات متميزة مع مصر فى مختلف المجالات والأنشطة الثقافية. وسلمت مصر سجل ضيف الشرف لمعرض بلجراد الدولى للكتاب فى نسخته المقبلة الـ٦٥ لعام ٢٠٢٠ إلى رومانيا.
قدمت مصر خلال مشاركتها برنامجًا متميزًا، حيث عقدت عدة لقاءات فكرية فى مختلف المجالات الثقافية والفنية، ومناقشة للكتب المترجمة إلى الصربية التى شهدت حضورا كثيفا من رواد المعرض، ومنها ندوة عن ديوان شعر «سوق الله» لطارق الطيب، «صربيا فى عيون مصرية» لعمر الجويلى سفير مصر فى صربيا، «الأدب المصرى» للكاتبة مى خالد، ومنصورة عز الدين، وسلوى بكر.
هذا بجانب لقاءات عن مركز الإبداع للفنان خالد جلال، حيث تناول أهمية مراكز الإبداع فى إثراء الساحة الفنية فى مصر ودعم وزارة الثقافة المصرية للمبدعين الشباب، كما تحدث الدكتور أحمد عواض عن تاريخ السينما المصرية ومراحل تطورها خلال أكثر من مائة عام، بجانب العديد من الأنشطة الفنية التفاعلية التى قدمت بالجناح المصرى منذ انطلاق المعرض، وتهدف إلى التعرف على الثقافة والتراث المصرى، منها ورش للخط العربى لمحمد بغدادي، الرسم الفرعونى والألوان للفنان هانى شمس، وعروض لخيال الظل والأراجوز.



سفير مصر بصربيا: المعرض حصد ثمار الثقافة على مدى 111 عامًا من العلاقات الدبلوماسية
قال السفير عمرو الجويلي، سفير مصر بصربيا، إن الفترة من ٢٠ إلى ٢٧ أكتوبر «شوهدت صربيا بالعيون المصرية، وتحدثت ملكات مصر باللغة الصربية، وارتقى سوق الشعر إلى أسمى من الإنسانية»؛ لافتا إلى أنه تمت مشاركة ثلاثة كتب مصرية باللغة العربية مع جمهور معرض بلجراد باللغة الصربية، على هامش حلول مصر ضيف شرف الدورة الـ٦٤ من المعرض، مؤكدًا أنها حكاية مصر رواها مثقفوها. وأضاف «الجويلي» أن أسبوعا واحدا جمع الدبلوماسيين والروائيين، والكتاب والناشرين، الموسيقيين والراقصين، والشعراء والصحفيين، العارضين والجمهور، الممثلين والمخرجين، مؤكدًا أنها كانت تظاهرة ثقافيةً ربما لم يسبق لها مثيل عبرت فجوات الإدراك، حبكت نسيج الأدب، ووحدت التخصصات فى بوتقة منصهرة رحيقها ملء القاعات عطرًا، ومذاقها استمر مع الزائرين «طعمًا». وتابع: اندمجت حكاوى عرائس اليد لمسرح الأراجوز التقليدى مع مزيج أوبرا القاهرة الكلاسيكى والرقص الشعبى التقليدى، وتحركات الإيقاع الراقص نطقت بتضاريس الجغرافيا لأرجاء مصر، وأطلق الأطفال براءتهم فى ورش الرسم، ولخص الشيوخ حكمتهم فى ندوات الذكريات. وكانت أوراق الشجر الثقافية لجناح مصر كضيف شرف حصاد لثمرات البستانيين المتواصلة الذين رووا بجهدهم أشجار الحديقة.
وأوضح أن ثمار الثقافة على مدى ١١١ عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا حصدت اليوم فى معرض بلجراد للكتاب، بينما نُثرت بذور الصداقة الدائمة فى نفوس الزوار، والحصاد هذه المرة لا ينضب، يتضاعف أكثر كلما زاد التهامه شهية، فهذه هى حقيقة الثقافة التى تبلغ قيمتها الحقيقية فقط عندما نشاركها أكثر مع جميع من حولنا.




- طارق الطيب: لا أعتبر نفسى من شعراء المهجر لأسباب.. ولا أقتنع بفكرة التقسيم
- شاعر المهجر من الضرورى أن تكون لديه رؤية بانورامية للوضع فى بلاده.. والشعراء القدامى عانوا أكثر منا فى البُعد عن أوطانهم

أعرب الكاتب الكبير طارق الطيب، عن سعادته بمشاركته فى فعاليات معرض بلجراد الدولى للكتاب، من خلال أمسية شعرية ألقاها الخميس الماضى، ضمن أنشطة الجناح المصرى، دولة ضيف الشرف، فى المعرض؛ التى ألقى فيها العديد من قصائد ديوانه «سوق الله»، الذى ترجمها الشاعر الصربى زلاتكو كراسنى إلى اللغة الصربية فى ٢٠٠٦ فى بلجراد، وقدم الكتاب آنذاك فى مهرجان «سميدريڤو» فى صربيا، ثم بعدها بسنوات فى «نوفى ساد» أيضا، وأعيد طباعته مؤخرًا فى هيئة الكتاب قبل أسابيع قليلة من معرض بلجراد احتفالا بمشاركة مصر.
وجود الطيب، الذى يعيش فى العاصمة النمساوية فيينا، فى هذا الحدث، أعاد إليه الكثير من الذكريات؛ فهو لا يرى أنه حقًا واحدًا من أدباء المهجر بالتعريف القديم للمصطلح، لكنه فى الوقت نفسه لا يُمكن أن ينفى ذلك، يقول: «المشكلة أن الناس ترى أديبَ المهجر واحدًا من فئتين، الأولى: هى أن البعض يعتبر أدباء المهجر وكأنهم جنس مختلف أو كائنات فضائية أدبية، وفى هذه الحالة لا أعتبر نفسى من هؤلاء»؛ لافتًا إلى أن كُتاب المهجر خلال نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كان الواحد منهم يذوق الأمرين حتى يستقر فى موضع آخر من العالم، وربما كان الواحد منهم يعود بعد سنوات طويلة كى يتأقلم ثانية مع عالمه المتروك؛ الآن العالم تغيّر ويُمكن للمرء أن ينتقل من مكان لآخر خلال ساعات، وحتى لو تركت بلادك يُمكنك الذهاب لمكان مُشابه فى الجغرافيا أو اللغة، لكن فى الماضى كان الأديب ينتقل إلى مكان قصيّ فى العالم، فيستغرق، على سبيل المثال، وصول الخطاب أو الجريدة المرسلة إليه عدة أشهر بسبب بطء وسائل الاتصال وابتعاد المكان. المسافة فى هذا الزمن القديم نسبيا، كانت حاسمة، وكان هناك غياب شبه تام عن حراك الحياة الأدبية اليومية الحادث فى الوطن الأم.
والفئة الثانية «الأديب الذى يطبع نفسه فى الغرب على أنه كاتب أجنبى على الدوام، ويحب هذه الصفة التى تُخلع عليه، فيثبّت نفسه فى خانة أدبية بعيدة تهتم أكثر بالمساعدات الأدبية المادية أكثر من رغبته فى المشاركة الحقيقية ضمن جملة الأدباء فى البلد!».
يُشير «الطيب» إلى أنه رغم مُتابعته لكل الأحداث اليومية فى النمسا، لكنه قضى وقتا طويلا وصل إلى ما يقرب من سبع سنوات حتى استطاع أن يكتب عن المجتمع النمساوى الذى يعيش فيه، ويحتاج الآن لوقت آخر للكتابة أيضا عن نفسه كجزء ثان من السيرة الذاتية، وهو العمل الذى يستعد لإصداره مرة أخرى فى نهاية العام المقبل، بعد الكثير من الإضافات التى ولّدتها الخبرات اليومية على مدى سنوات الاغتراب «فأنا لا أقتنع بفكرة التقسيم الصارمة للاغتراب. يمكن قبولها أكاديميا أكثر من قبولها كحد فاصل فى النقد الأدبى».
لفت الكاتب، الذى قضى سنوات طويلة بالخارج، إلى أن الأديب الذى قضى ردحا من حياته فى القاهرة بدأت بالولادة والنشأة ثم انتقل إلى الغرب، لا يُمكنه أن ينسى كل هذا، ويستطيع بالتأكيد أن يُعبر عن هموم بلاده وأهله وما يعانون مهما امتدت به الإقامة بالخارج «فأغلب الأدباء، من مصر مثلا، يسعون للتواصل، ويزورون مصر ولو مرة واحدة فى السنة»، ومع ذلك ففى زيارة كهذه قد تشعر بأن تغييرًا ما قد طرأ على صديق قديم لم تره منذ سنوات أو حبيب قد مرض أو شيبا غزا شعره فجأة، لكن لا بد لك أن تتأقلم على هذا التغيير لأنك أيضا تغيرت دون أن تدري؛ مؤكدا فى الوقت نفسه أن شاعر المهجر تكون لديه رؤية بانورامية للوضع فى بلاده لأنه يراها من مسافة كبيرة بحكم اطلاعه المباشر بلا قيود على كل الميديا المتاحة وسهولة الانتقال وعدم وجود موانع أو صعوبات فى النشر أو وصول الكتب القادمة من بلاد أخرى، «وهو أمر مثير للحزن أن بعض الدول تمنع كتبا أو مواقع ما».


يتمتع الأديب الذى يحيا فى بلاد المهجر بحرية فى الكتابة يوفرها له المجتمع: الناشر والقارئ، كذلك حرية الانتقال متاحة له بشكل أكبر وأسهل مما لدى الأديب المستقر فى بلاد الشرق؛ حيث إن القاطن بالشرق قد يلقى قيودا متنوعة على إبداعه لأسباب تفرضها المجتمعات، يتفق الطيب بشكل ما مع هذا القول، ويؤكد أن الناشر فى الشرق يقع فى كثير من الأحيان فى حرج بسبب قيود فى النشر، على عكس الناشر الغربى الذى يترك للكاتب حرية تامة فى العمل «هكذا يصل الكاتب فى الشرق إلى نوع من التحايل يستغل فيه معرفته اللغوية الواسعة إذا كانت موجودة، ويستطيع عبرها أن يُمرر- بهذا المجاز أو ما يستخدمه من تورية- كل ما يرغب فيه بعيدا عن الرقابة».
أشار «الطيب» إلى أن الجيل القديم من أدباء المهجر، مثل الشاعر الكبير جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، ممن ابتعدوا حقا عن أوطانهم الأصلية بشكل كبير بسبب الظرف الزمنى الذى كانت فيه وسائل الاتصال وإمكانيات التواصل بعيدة وقليلة للغاية وتستغرق أوقاتا طويلة «كانوا يكتفون بالخطابات، وهى الوسيلة الوحيدة التى كانت مُتاحة لديهم، وينتظرون الرد أسابيع طويلة أو لشهور، لكن كانت لديهم ميزة هى أن كثيرا منهم مثل طه حسين والطيب صالح وتوفيق الحكيم فيما بعد وغيره كانوا يعرفون لغات البلاد التى يذهبون إليها، كما أن بعض المجتمعات فى ذلك الوقت كانت مُتشابهة، مثل لبنان وأمريكا، أو مصر وبريطانيا أو فرنسا، وكانت هذه التشابهات فى الطرز المعمارية أو وسائل المعيشة والتواصل كافية إلى حد ما للتقليل من الشعور بالغربة؛ لكن فيما بعد السبعينيات، صار المغترب يبدأ من الصفر، فيذهب دون معرفة بلغة البلد الذى يذهب إليه أو طبيعته أو ثقافة شعبه أو عاداته وتقاليده، فهو مضطر للذهاب إلى أى بلد يقبله، وهو أمر يستهلك الكثير من الجهد حتى يصير هناك نوع من التأقلم داخل البلد الجديد، هذا إن حدث هذا التأقلم.
اللغة وتقارب المجتمعات الشرقية والغربية والعلم والمعرفة لدى الشرقى هى ما تُميز مبدع المهجر القديم عن بعض الموجودين الآن. يلفت طارق الطيب كذلك إلى وجود نوع من الراديكالية لدى الكثير من كُتّاب المهجر الجدد «فبعضهم دون دراية كافية قد يكتب عملًا ما مثل رواية يحط فيها من شأن الغرب دفاعًا عن القيم الشرقية لمصلحة قارئ فى ذهنه، أو يُهاجم المجتمعات الشرقية ويحتقرها فى مجاملة للغرب الذى لم يصبح هو نفسه جزءًا منه بعد».



هيثم الحاج علي: المشاركة بداية لمشروعات مشتركة
قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن المشاركة المصرية على مدى سبعة أيام فى معرض بلجراد الدولى للكتاب، كانت رحلة عبر التاريخ والجغرافيا فى مدينة تمنح معنى حقيقيًَا للحياة والحب ودفء الاستقبال. جاء ذلك خلال حفل ختام المعرض الذى شاركت فيه مصر ضيف شرف الدورة الحالية.
وأضاف قمنا بعرض كتبنا، وأقمنا فعاليات ثقافية وفنية، واجتمعنا بزملاء من الكتاب والمترجمين والناشرين، ولمسنا عن قرب ثقافتكم وحياتكم، واكتشفنا أن ما يجمعنا الكثير، وإذا كنا قد خططنا عبر عام كامل لهذا الأسبوع، فإن إقبال الكثيرين منكم على جناحنا وفعالياتنا وحماس العديد منكم للأفكار التى تم طرحها بيننا تجعلنى أؤمن بأن مشاركة مصر كضيف شرف للمعرض هذا العام هى بداية لمشروعات مشتركة سنعمل عليها خلال العام المقبل، لتكون مشاركاتنا القادمة بناءة ومؤثرة، ونأمل أن نأتيكم العام القادم وقد حققنا منها الكثير فما زال أمامنا عمل كثير نبنيه معا.



«ملكات مصر».. يرصد دور المرأة المصرية فى بناء أعرق حضارات العالم
حاز كتاب «ملكات مصر» لمؤلفه الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق، على إعجاب زائرى معرض بلجراد الدولى للكتاب.
تمت ترجمة الكتاب للغة الصربية، بمناسبة مشاركة مصر كضيف شرف فى معرض بلجراد، وقد أكد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن «ملكات مصر» هو الكتاب الأعلى مبيعًا بالمعرض. يضم الكتاب حياة ٢٠ ملكة مصرية، منها: الملكة مريت نيت، والملكة خنتكاوس، والملكة حتشبسوت، والملكة نفرتيتي.. إلخ، ويوضح الكتاب كيف سبقت مصر الأمم جميعًا، وكيف استطاعت المرأة الحصول على مكانتها بداخل المجتمع، ووصولها إلى سدة الحكم فى كثير من فترات التاريخ المصرى، وكيف حكمن مصر بدءًا من ملكات العصر الفرعونى مرورًا بالعصر البطلمى، وحتى حكم السلطانة العظيمة شجر الدر فى نهاية العصر الأيوبى وبداية العصر المملوكى.
«مريت نيت» ملكة مصرية، وهى أول امرأة فى التاريخ حكمت مصر، ثم توالى حكم ملكات عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة، ومن بين الجميع برزت خمس ملكات حكمن بقوة عظيمة، وأطلق عليهن المتعبدات الإلهيات، واستمر حكمهن لمصر قرابة الـ٢٠٠ عام، واستمر دور المرأة المصرية حتى العصر البطلمى؛ فأصبحت أكثر سيادة إلى أن انتهى بكليوباترا السابعة أقوى ملكات مصر على الإطلاق.
ويشدد المؤلف على دور الملكة حتشبسوت، أعظم الملكات الفرعونيات، التى نجحت فى أن تكتسب احترام الجميع، وقد تركت آثارا عديدة تدل على مدى حكمتها وقوتها وبراعة عمارة ما شيدت من مقابر ومعابد.
يحلل المؤلف دور الملكة «شجر الدر» التى حكمت فى نهاية عصر الدولة الأيوبية وبداية عصر الدولة المملوكية، وحياة شجر الدر تبرز دور المرأة فى مناحى الحياة الأيوبية، وكيف أنقذت مصر وقادت البلاد فى فترة عصيبة، لكن المصريين الذين تقبلوا حكم الملكات منذ فجر التاريخ رفضوا حكم المرأة أيام شجرة الدر؛ لأن عاداتهم وتقاليدهم آنذاك لم تتقبل إلا جلوس رجل على العرش، وهو ما كان يتطلب معالجة دينية وسياسية.
تناول الفصل الأول «المرأة ومكانتها فى مصر القديمة»، وفى الفصل الثانى تناول «ملكات العصر الفرعوني» بداية من الملكة مريت نيت مرورا بحتشبسوت والملكة نفرتيتي، أما الفصل الثالث «المتعبدات الإلهيات»، والفصل الرابع جاء بعنوان «الملكات البطلميات»، أما الفصل الخامس فأتى بعنوان «السلطانة شجر الدر».