الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفيوم.. هنا أصل الطبيعة.. مدير عام المحميات: المحافظة تمتلك أضخم متحف للحفريات على وجه الأرض.. و«وادي الحيتان» يكشف طبيعة التغيرات المناخية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحولت محافظة الفيوم خلال السنوات الأخيرة إلى قبلة للباحثين عن التاريخ بكل تصنيفاته سواء الإنسانية أو الجيولوجية، خاصة بعد الاكتشافات الأثرية الضخمة التي ظهرت على أرض المحافظة خلال السنوات الماضية، فعلى بعد مائتي كيلو متر من آخر خط ساحلي، يظهر «وادى الحيتان» بينما ترتفع من بين الرمال صخور ملساء صقلتها العواصف القوية عبر مئات السنين، قبل ٤٠ سنة كانت هذه الصحراء قاعا لبحر الدفس الذي اختفى الآن.


قصة اكتشافات الفيوم بدأت عندما قام مستكشفو القرن العشرين بالتنقيب هنا فلم يكتشفوا أى معابد قديمة بل بقايا كائنات بحرية عملاقة، بينما قام عالم الحفريات محمد سامح بالتنقيب في آثار هذا الموقع عام ٢٠٠٠م، قائلًا «هذا المكان ملىء بالأسرار المخفية وكل يوم يكتشف سر جديد فيه، فالطبقات هنا بمنزلة كتاب مفتوح، يمكننا قراءته لمعرفة تاريخه».
«أذا أردتم أن تعرف حضارة العالم فلتزوروا مصر وإن أردتم تاريخ الكون فلتزوروا الفيوم».. هكذا تحدث الدكتور محمد سامح عالم الحفريات، مدير عام البيئة والمحميات بالفيوم، موضحا أن محافظة الفيوم من المحافظات الرائدة على مستوى العالم من سنة ١٨٨٤ منذ أن قال العالم «shnfours» إن هذا المجال مهم جدًا على مستوى العالم ولدى مصر أهم منطقتين على مستوى العالم هى قبلة العلماء هما «جبل قطرانى ووادى الحيتان».


وأشار مدير عام البيئة والمحميات بالفيوم، بأن جبل قطرانى ووادى الحيتان هما موقعان لمحمية قارون ووادى الحيتان، مؤكدا بأن الفيوم محظوظة بهذه المواقع وكل علماء الحفريات الفقرية حتى يثبتوا أصل الحياة وكيف بدأت، يبدءون من الفيوم، فبمقولة مصر أم الدنيا لأنها أم الدنيا بالعلم، ومن خلال اكتشاف ١٤ أوردر من أصل ٢٨ على مستوى العالم جميعهم في جبل قطرانى بالفيوم.
وأردف «سامح» قائلا: «تخيل موقع ٢٠٠ كيلو متر مربع به نصف الأوردر أو الرتب التى تم التفافها على مستوى البحر، بالإضافة إلى أن هناك موقع تراث الطبيعة والذى رصد كأفضل موقع في عام ٢٠١٣ و٢٠١٤ و٢٠١٨ وعرض على القائمة الخضراء، ويعد ذلك من أفضل لأفضل بشهادة اليونسكو.
ويسعى مدير محميات وادى الحيتان بأحياء جبل قطرانى تراث عالمى للمرة الثانية في الفيوم، فالموقع مساحته ٢٠٠ كيلو متر مربع ويحتوى على أصل الكائنات.
وأضاف: «هل تتخيلوا بأن الفيوم في يوم من الأيام كانت قطاع بحر ثم أصبحت غابات مطيرة ثم غابات يوسفن ثم هى الآن صحراء جرداء، فهذا دليل واقعى بتغيير المناخ، فمحافظة الفيوم هى الوحيدة التى تحوى متحفا وحيدا في على العالم هو متحف الحفريات وتغير المناخ وموقعه وادى الحيتان، فمعظم دول العالم المتقدمه لم تصل لمثل هذه التقنية، حيث تصل مساحة المتحف ٥٠٠ متر مربع يحوى ١٩٥ عينة تحكى تطور الحياة في أرض مساحتها صغيرة كمحافظة الفيوم.