مثلت نكسة ١٩٦٧ منحدرا مهما في علاقات الدول الأفريقية بإسرائيل خلال تلك الحقبة؛ حيث اتجهت أنظار دول القارة السمراء إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن القاهرة كانت مركزا لقادة ثورات التحرر في العالم الثالث، بعد تسلم الزعيم جمال عبدالناصر الحكم في مصر إثر ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
وتمخض ذلك الاهتمام الأفريقي بأزمات الشرق الأوسط في تشكيل لجنة تضم ١٠ حكماء أفارقة للتوسط بين مصر وإسرائيل، برئاسة الرئيس الموريتاني مختار ولد داده، في عام ١٩٧١ إلا أن إسرائيل أفشلت عمل اللجنة الأفريقية.
وفي الفترة التي سبقت حرب أكتوبر ١٩٧٣ كانت تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية مع ٢٥ دولة أفريقية، إلا أنه وبحلول يناير من العام التالي ١٩٧٤ تقلص ذلك العدد إلى ٥ دول فقط، هي جنوب أفريقيا وليسوتو ومالاوي وسوازيلاند وموريشيوس، بعد قطع ٢٠ دولة لعلاقاتها مع تل أبيب.
ففي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من أكتوبر ١٩٧٣، قطعت نيجيريا علاقتها مع إسرائيل تضامنا مع مصر، وعلى مدى الشهر اتخذت عدة دول أفريقية نفس الموقف، من بينها زائير «الكونغو الديمقراطية»، ورواندا، وبنين، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وغينيا الاستوائية، وتنزانيا، ومدغشقر، وأفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وجامبيا، وزامبيا، وسيراليون، وغانا، والسنغال، والجابون.
