عندي القدرة أتعامل مع أي حد في الدنيا إلا الشيطان
أصبت جلطة بعد وفاة والدي وفقدت توازني سنتين
أنا رجل دمي حر ولا أقبل أي تجاوز من حد
تعرضت لدقات نقص من أشخاص قريبة لكن "بعرف صاحبي وبعلم عليه"
ليس لدى خطايا أندم عليها.. وتعودت التعامل بهدوء مع الأزمات والمشكلات
ساعة ونصف الساعة، هى عمر اللقاء الذى جمعنى بفارس شباب السينما النجم الكبير أحمد السقا، في منزله، وهى المرة الأولى التى يخص بها الصحافة بهذا الحوار الخاص جدًا منذ سنوات طويلة مثلما أكد لنا، تحدث خلاله وفتح قلبه لـ«البوابة نيوز» بعيدًا عن عمله الفنى لأول مرة في حياته.
التقيت السقا بعيدًا عن الزحام، في حوار غير تقليدى لا يعتمد على السؤال والجواب، الذى اعتاد عليه من خلال لقاءاته التليفزيونية، ورأينا ألا نغوص معه في الفن كثيرًا، واخترنا التنقيب داخل حياة هذا الرجل، ورغم السياج، الذى يحيطه بحياته الخاصة، رافعًا شعار «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، اخترقنا كل هذه الحواجز، وكشفنا عن الوجه الآخر لـ«السقا»، الذى لا يعرفه الكثيرون.
حدثنا «السقا»، عن حياته، وطفولته، وكيف أصبح نجمًا، وأبحرنا بداخله للبحث عن الإنسان الذى لا يعرفه أحد، وتطرقنا معه للحديث في مناطق حياته الشائكة، وأسرار أخرى يبوح بها لأول مرة في حياته.
السقا والأجيال
يتمتع فارس شباب السينما النجم الكبير «أحمد السقا» بقاعدة جماهيرية كبيرة للغاية جعلته مستمرًا مع أجيال سابقة وحالية كفنان ومبدع بالإضافة إلى تنوعه في اختيار الشخصيات التى قدمها على مدى تاريخه الفنى الحافل، وعن هذه الاستمرارية والتنوع التى أحدثهما السقا وكيف استطاع إنجاح تلك المعادلة فيقول:
هى معادلة إلهية بحتة فبالنسبة لى دائما هناك استراتيجية معينة أسير على نهجها منذ أن بدأت أخطو أولى خطواتى في هذا المجال، فعندما أفكر في أى عمل فني، أدرسه من ناحية إلهية وأوضح لك بالمعنى الدارج «فهناك مثل بلدى أمشى عليه خليةا ماشية شراعى من غير مواتير».
وأضاف: «عندما يعرض على مسلسلًا أو فيلمًا سينمائيًا أقرأه جيدًا وإذ أعجبنى ووجدته يليق بى وسأقدم من خلاله شيئًا جيدًا لجمهورى أقبله دون تردد وإذا لم يتماشى معى أعتذر عنه لكن طوال حياتى لم أتبع منهج أن يتم تفصيل عمل على مقاسى أنا بمفردي، فهذا ليس طبعى على الإطلاق، أما محافظتى على القمة وسط النجوم فهذا توفيق من عند الله عزوجل بجانب كل الأشخاص المقربين المحيطين بى وبالنسبة لعملى وفني، أدين بالشكر لمدير أعمالي محمد حسن، فأنا أرى أن الدوام والمجد لله سبحانه وتعالى ولم تعرني أي اهتمام تلك النقطة لأن الله خلق الكون كله به متغيرات وأنا على يقين تام إذ كانت دامت لأحد فلم تصل للآخر وأنا بقدر المستطاع أحاول أن أحافظ على مكانتى بأخلاقى وتعاملى المباشر والصريح مع كل البشر وأرى أن سبب استمرارى ومحافظتى على القمة هى تعاملى الإنسانى قبل المهنى فالسيرة الإنسانية للشخص هى الداعم الأول القوى لنجاحه وتميزه الفني وأى خطوة أخطوها في حياتى أو أمر أنا فيه يكون معى الله بالستر لأن الكاميرا بتصور قلوب وليس وجوه فبالتالى الذى في قلبى يخرج على وجهى سواء كنت أقوم بتصوير عمل أو أتعامل خارج الكاميرا.
السقا الذى لا يعرفه أحد
بعيدًا عن فنه، كثيرون يرون «أحمد السقا» أيقونة مغلقة يحيط حياته بسياج من السرية التامة لا يستطيع الاقتراب منها أحد رافعًا شعار «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، هذا ما دفعنا للاقتراب أكثر من فأبحرنا بداخله وتركنا له العنان كى يتحدث:
هذا صحيح فحياتى الخاصة مغلقة فقد نشأت وتربيت داخل عائلة من الطبقة المتوسطة والدى العظيم رحمة الله عليه صلاح السقا كان وكيل أول وزارة الثقافة رئيس هيئة المسرح، وكان مفوضًا بأعمال وزير ووالدتى كانت تعمل موظفة في بنك ولكن لم تستكمل عملها وتقاعدت عنه كى تقوم بتربيتنا أنا وشقيقتى الوحيدة، فأنا تربيتى فلاحى قائمة على الأصول وهى خريجة مدرسة داخلية للراهبات وطبعها حاد وشديدة للغاية فقامت بتربيتى على الصراط المستقيم أما أبى فكان يتسم بالمرونة عنها وأدعو لها ولوالدى رحمة الله عليه فقد غرسا كل شىء مبنى على الأصول ولى دائرة معارف كثيرة للغاية ولكن المقربين لى قلة قليلة وبالنسبة لى شخصيتى بيتوتية للغاية لا أحب الصخب كثيرا وأيضا أخرج وأمارس حياتى بشكل طبيعى ولكن لست مسرفا في السهر وقليل الخروج، وأى شىء أفعله في حياتى يغلفه الأصول تعاملى صريح واضح مع الجميع والمواعيد لدى مقدسة ولم أستهن بأى موعد فإذا كان لدى مقابلة أو أى موعد مع أى شخص لم أتأخر عنه قط وفى التصوير أكون متواجدا قبل ميعادى بساعتين على الأقل.
أشخاص أثروا في حياته
أثر في حياة أحمد السقا أشخاص تركوا بصمة في حياته سواء على المستوى الإنسانى أو المهني، عن هؤلاء الأشخاص تحدث السقا: «بالفعل مررت بمراحل عديدة في حياتى والحمد لله كل هذه المراحل أشعر برضا تام عنها، ومنذ طفولتى إلى المرحلة العمرية التى أعيشها، هناك العديد من الأشخاص الذين أثروا في حياتى وكان لهم الدور الأكبر بها بداية من والدى رحمة الله عليه ووالدتى ثم زوجتى مها الله يخليها لي.
الزمن وتقلباته مع السقا
أى شخص له العديد من العادات والقناعات لكن مع مرور الأيام والسنين من الممكن أن يتنازل الإنسان عن قناعاته أو تتغير عاداته فهل هناك قناعات أو عادات غيرها في السقا فأجاب بصراحته المعهودة:
بالتأكيد لدى العديد من القناعات والمبادىء بداخلى من المحال أن تتغير مهما مر الزمن ولكن هناك أشياء متغيرة وليست أساسية تغيرت مثل طبعى فأنا كنت عصبيًا للغاية وأتعامل مع الأمور بعصبية شديدة ولكن في ذات الوقت لا أحب المشكلات وبالمعنى الدارج «عمرى ما كنت بتاع مشكلات» ومؤمن أنا كل شىء في العالم يحل بالكلمة الطيبة والحسنة أما الآن فلدى ثبات انفعالى كبير وأخذ كل الأمور على مهل دون أى تسرع وبالنسبة لى لدى العديد من المبادئ أولهم وأهمهم أننى أحترم جميع البشر بكل أعمارهم وإننى أقوم ببناء اسم وليس جمع أموال، وأقولها لك بالمعنى الدارج «مش مهم أكون مليونير الأهم يكون اسمى لوحده فلوس بسيرتى الطيبة وأخلاقى»، وأن أصبح محل ثقة للآخرين ولو عاد بى الزمن إلى الخلف ليس هناك شيء فعلته وندمت عليه الحمد لله، ليس لدى خطايا تجعلنى أصل إلى درجة الندم عليها أو أقول أتمنى أن لم أفعلها وأيضا هناك مبدأ مهم للغاية على المستوى المهنى إذ لم يخرج من كل عمل أقدمه وجه جديد يكون بطلًا أو نجمًا من خلاله وبعد ذلك أشعر بضيق كبير لأننى في ذات يوم كنت وجهًا جديدًا وأصبحت من عمل ما نجمًا.
قسمة ضهر السقا
كل شخص منا يمر بالعديد من اللحظات في حياته، وتمثلت أشدها قسوة في حياة السقا، في وفاة والده، الذى أعتبر موته أفقده توازنه، وعن هذه التجربة، قال: بالطبع مع مرور الأيام والمواقف مررت بالعديد من اللحظات في حياتى ولكن أشدها فجعة لى هى وفاة والدى فهو الذى قسمت ظهرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو لم يغب عن عيناى لحظة واحدة ولأول مرة أقولها أصيبت بجلطة عندما توفى ودخلت على إثرها المستشفى ومكثت بها شهرين وظللت عامين فاقد التوازن ورغم مرور تسع سنوات على وفاته وأشعر أنها ٩ أيام ودائما أذهب له إلى المدافن وأشعر كأنه يتحدث معى ويشعر بى، الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة.
غدر وطعنات
لكل شخص منا له لحظات صعبة في حياته ويتعرض أحيانا للطعن والخيانة، وعن تلك اللحظات في حياة السقا من الأشخاص المقربين له قال: ليس طعنا بالمعنى الدقيق ولكن تعرضت لدقات نقص من أشخاص قريبين لى ومن وقتذاك يتم تحديد مساحتهم في حياتى لأن بطبعى لا أحب أن أخسر أى شخص على وجه الأرض وأنا أسير على المقولة الدارجة «اعرف صاحبك وعلم عليه» وفى النهاية لا أخسره فبالنسبة لى الكراهية لا تعرف إلى قلبى طريقًا ولم أكره أحد طوال حياتى فأنا بفضل الله لدى القدرة أن أتعامل مع أى إنسان في العالم إلا الشيطان.
الأمل في الحياة
وعن كل تلك الأحداث والتحديات التى واجهها «السقا» سألناه عن الشخص الذى يشعر معه بالدفء ولم يستطع الاستغناء عنه ويغرس فيه الأمل فأجاب مبتسما، المقدم «محمد شحاتة» هو ليس أقرب الأشخاص إلى قلبى فقط بل يعتبر «ابن بطن أمى» فهو الصندوق الأسود لأحمد السقا أما الأمل يغرسه في الله سبحانه وتعالى ثم المقربون فهناك أشخاص يستطيعون أن يحلقوا بالإنسان إلى عنان السماء وآخرون يهبطون بك إلى الأرض وعلى الإنسان أن يختار من يكون رفيقه.
مفاتيح شخصيته
أى شخص يريد أن يكسب النجم الكبير أحمد السقا، ويحظى بثقته، عليه أن يعرف مفاتيح شخصيته، وخاصة أنه شخصية تتسم بالسهل الممتنع فقال:
أنا إنسان واضح للغاية وأعشق الصراحة فهى بالنسبة لى سلاح أقيم بها الذى أمامى ولا أحب أن أخسر أحدا فلا بد لمن يتعامل معى أن يكون صادقًا، وأقولها بالمعنى الدارج «محلتيش في حياتى غير التسامح لدرجة الناس اللى قلو بأصلهم معايا سامحتهم» وأى شخص يريد أن يكسبنى بالكلمة الطيبة يستطيع أن يقتلع عيناي.
جرأة السقا
عندما يطل علينا النجم أحمد السقا على شاشة التليفزيون يتحدث بكل جرأة وعمق، وهذا ما دفعنا لسؤاله عن طبيعته الشخصية في الحقيقة بعيدًا عن الأضواء وكاميرات التليفزيون فأجاب: بالطبع ما يظهر من شخصيتى على الشاشة في أى حديث أو لقاء فهى شخصيتى الحقيقية مع أسرتى وأصحابى فأنا واضح للغاية ولا أحب التصنع وبالنسبة للقاءاتى التليفزيونية لا أحب أن أعرف الأسئلة من المعد أو المذيعة قبل اللقاء فأنا أحب الوضوح والصدق وأن أطل على جمهورى دون أى تزييف.
أخطاء يتعلم منها
كل شخص أخطأ في حياته فهل أخطاء السقا تمحو بسهولة أم تظل تلازمه طوال الوقت:؟
لم تمحو الأخطاء من حياتى وتظل تلازمنى كى أتعلم منها وتؤثر في ودائمًا أضعها في درج كى عندما أخذ خطوة جديدة أتذكر ما أخطأت فيه لكن لا تجعلنى أصاب بفترات يأس أو إحباط طويلة قط.
الزوج والأب
أسلوب الفنان أحمد السقا دائمًا هو الحوار الدائم والحرية في النقاش فسألناه هل هذا المنهج يتبعه مع زوجته وأبنائه فأجاب:
أتمتع مع زوجتى وأولادى دائما بالحرية في النقاش وأترك لهم المجال لنتناقش دائما ونتحاور ولم أفرض رأيي على أحد منهما وأرى أن حريتى معهم هو إكسير الحياة.
شائعات تلاحقه
السقا نجم غني عن التعريف ويحظى بمكانة كبيرة بين عشاقه وتعرض للعديد من الانتقادات والشائعات من حين لآخر آخرها انفصاله عن زوجته عن حقيقة ذلك وكيفية تعامله دائمًا مع الانتقادات والشائعات، فأجاب: بصراحة شديدة منذ زمن بعيد كان يتنابنى عصبية كبيرة للغاية خاصة بسب السوشايل ميديا وأنا رجل دمى حر ولا أقبل أى تجاوز مبالغ فيه ولكن الآن بدأت أتعامل مع الأمر بهدوء شديد وعندما أجد شيئًا به تجاوز أتناقش مع الآخر وعادة أكسب الطرف الآخر أما بالنسبة لشائعة انفصالى عن زوجتى غير صحيح بالمرة فهى كل شىء بالنسبة لى ومثل ما تحدثت منذ قليل فهى لها تأثير كبير في حياتى ولا أعرف من أين يأتون بتلك التكهنات ولكن أنا لدى يقين كبير بأن الله عز وجل في أى خطوة أخطوها في حياتى أو أمر أنا فيه يكون معى الله بالستر لأن الكاميرا بتصور قلوب وليس وجوه فبالتالى الذى في قلبى يخرج على وجهى سواء كنت أقوم بتصوير عمل أو أتعامل خارج الكاميرا.
نقطة ضعف
رغم قوة شخصية النجم أحمد السقا الذى يتسم بها، سألناه هل لك نقطة ضعف في حياته فأجاب دون تردد: بالطبع لى نقطة ضعف وهى إننى لا أحب الافتراء على أحد حتى إذ كان الأمر لم يخصنى وحدث العديد من المواقف الإنسانية مررت بها لا أريد الغوص فيها فنقطة ضعفى التى لا أتحملها قط هى الافتراء على الآخرين دون وجه حق.
المجهول
وبسؤالنا عن ماذا يمثل المجهول بالنسبة له وهل يخاف منه؟ أجاب: لا يمثل لى أى شىء ولا أخاف منه فيقينى بالله عزوجل هو يقينى وأقول لك شيئًا مهمًا الذى لديه مشكلة أو قضية يقوم بتوكيل محام كى يخرجها فما بالك الذى يوكل الله عزوجل في أموره.
هو أنا وأنا هو
قدم النجم الكبير أحمد السقا العديد من الشخصيات على مدى تاريخه الفني، وترك من خلالها بصمة كبيرة لدى عشاقه، لنسأله عن الدور الذى يرى السقا نفسه فيه فأجاب دون أى تردد: دورى في تيمور وشفيقة هو الذى أرى فيه نفسي.
باقة نجاحه
يتمتع السقا برصيد فنى كبير، وحصد من خلاله نجاحًا كبيرًا على مستوى الجمهور والنقاد، وسألناه: لمن يهدى باقة نجاحه؟ فأجاب: أهدى باقة نجاحى إلى والدى رحمة الله عليه ووالدتى الله يديم عليها الصحة وزوجتى الحبيبة وأربعة من أصدقائى وقفوا بجانبى في أصعب الظروف التي مررت بها في حياتى كنت في حالة لا يرثى لها وهم المقدم محمد شحاتة ورأفت حنفى وأحمد فاضل والدكتور الجراح أحمد عز.
هوايات السقا
وبعيدًا عن عمله الفنى سألناه عن هواياته فأجاب: الجميع يعلم أن هوايتى المفضلة الخيل وبجانبه ضرب النار والشعر العامى ولدى مدونة أكتب فيها هذا الشعر وأيضًا تربية الكلاب.
المتاجرة بالخير
كل شخص منا في محرابه الخاص العديد من أفعال الخير التى يظهر منها للآخرين وغيرها في خفاء، سألنا السقا عن الخير الذى يقوم به، والذى لا يعلمه أحد، وحقيقة الشائعات التى خرجت عنه أنه يتقاضى ملايين الجنيهات لظهوره من خلال مستشفى السرطان فأجاب بصراحتها المعهودة: هناك إعلان دائم لى على مدى أربع سنوات هو مستشفى السرطان بإحدى المحافظات ولم أتقاض أى أجر منها وأظهر من خلاله لوجه الله واسمى المستشفى بات داخل البنوك مستشفى السقا لأن من يتبرع فيها يقولون نريد أن نتبرع في المستشفى الذى يظهر في إعلانها السقا وأرسل رسالة للجميع وأقسم بالله العلى العظيم عمرى ما عملت حاجة فيها خير لوجه الله تعالى وتقاضيت مليمًا واحدًا خردلة حتى.
حديث مع الله
كشف النجم أحمد السقا لأول مرة خلال تاريخه كله عن حديث تحدث فيه مع الله وقال: أقص لك حديثًا لأول مرة في حياتى أتكلم عنه قائلًا بالمعنى الدارج «في يوم من الأيام كنت صغيرا أجلس في الاسطبل مع نفسى وقولت له يارب نفسى أبقى نجم ولو كسبت ١٠٠ ليك فيهم ٩٠ لوجه الله تعالى وأنا هاخد ١٠ ليا ومش عايز غير اللى يكفينى ويكفى بيتى والستر والصحة وحسن الختام وحب الناس.
