أكد عدد من نواب البرلمان ان كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام المنتدي الروسي الأفريقية والمنعقد في مدنية سوتشي بمشاركة أكثر من 40 دولة أفريقية، جاءت شاملة لكافة القضايا التي تعاني منها القارة الأفريقية.
حيث قالت النائبة ثريا الشيخ، عضو مجلس النواب، أن هناك تعاونا وثيقا بين روسيا والقارة الأفريقية حيث يتطلع العالم بأسره إلى القارة باعتبارها سوق متكامل ومجال للتعاون وغنية بالثروات الحيوانية والزراعية، وبها آفاق للاستثمار، وثروات معدنية مهمة، وبالتالي فإن اللقاء سينشط التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
وأشارت الشيخ، إلى أن موسكو تعي جيدا أهمية مصر كمحور استراتيجي للوصول إلى قارة أفريقيا، مؤكدة على أن أي مساعي روسية ستكون بالتنسيق مع مصر، نظرا لطبيعة العلاقات بينهما فضلا عن المنطقة الصناعية التي تدشنها روسيا في محور قناة السويس باستثمارات إجمالية تصل 7 مليارات دولار، وهو ما يعني أن وجود أي خطة روسية للتواجد في أفريقيا ستكون لمصر دور فيها.
وقد وصف الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، إن الرئيس السيسي حرص على إعطاء أولوية لقضايا القارة السمراء خلال هذه القمة بتأكيده أن الدول الأفريقية تتطلع إلى مساهمة روسيا في دعم جهود التنمية في أفريقيا والمساهمة في تمويل وتنفيذ مشروعات البنية التحتية بالقارة الأفريقية، خاصة مشروعات توليد الطاقة ومشروعات ربط الطرق واشادته بالعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا على مختلف الأصعدة منذ توقيع الاتفاقية الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في أكتوبر عام 2018، موضحا أنه يتطلع إلى مزيد من الارتقاء بها وتطويرها في مختلف المجالات إضافة إلى إشادته بالشراكة والتعاون مع روسيا في مجال تطوير منظومة السكك الحديدية وتصنيع عربات القطارات في مصر وتأكيده بأن الدولة المصرية مهتمة بسرعة الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس والانتهاء من صياغة عقد التشغيل وتذليل أى عقبات أى شركات روسية.
فيما أكد النائب طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، أن الرئيس السيسي، استعرض في كلمته قدرات القارة الأفريقية ككل في مجال الاستثمار من موضوعات تطوير البنية التحتية ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي وأوضح استعداد أفريقيا للتعاون مع شركائها بهدف تحقيق نقلة نوعية سواء في بناء القدرات ونقل المعرفة وتحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي، كما أوضح أن القارة قطعت شوطًا كبيرًا في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية فضلًا عن اتخاذ خطوات ملموسة ومتلاحقة لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي والقاري.
ومن ناحية أخرى، طالب رضوان، مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بتعظيم دورها في تمويل جهود التنمية بأفريقيا وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، ويحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة.
وأكد الرئيس أن أفريقيا مقبلة على مرحلة مهمة تشهد تغيرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي بدفع من مجتمعات شابة وطموحة وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية.
