السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فاينانشيال تايمز: واشنطن تقدم لموسكو هدية ثمينة بسحب قواتها من سوريا

انسحاب القوات الأمريكية
انسحاب القوات الأمريكية من سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، اليوم الإثنين، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يقدم هدية ثمينة إلى روسيا، باعتبارها القوة الأجنبية الوحيدة التي لا تزال تتمتع بقوات عسكرية ونفوذ سياسي في سوريا، حتى أن ذلك ربما يمكنها من أن يصبح لها اليد العليا في أوضاع الأمن في هذا البلد. 
وقالت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- إن روسيا حصلت حتى الآن على الحق في لعب دور في سوريا، ولكن إذا أرادت أن تصبح فعلا القوة الرائدة هناك، فإن عليها أن تدرك أن ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة لن يكون كافيًا لتحقيق ذلك بدون الارتقاء إلى مستوى التحديات التي يفرضها المشهد الراهن في سوريا.
وأضافت: "أنه لوحظ منذ فترة طويلة أن الأمريكيين يخلقون مشاكل عندما ينتقلون إلى بلدان أجنبية وأيضا عندما يغادرون منها، فضلا عن أن قرار الرئيس دونالد ترامب بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد شجع الأتراك على التوغل في سوريا لنطاق أوسع من ذي قبل، وقد أتاح ذلك لموسكو إمكانية غير مستحبة لها للتصادم المباشر بين حلفائها في أنقرة ودمشق، ومن غير المرجح أن تكون روسيا قد أيدت غزو تركيا لسوريا الذي يهدد بدوره نظام التوازن الإقليمي".
وأوضحت الصحيفة: "أن روسيا تدين بنجاحها في سوريا حتى الآن لقدرتها على البقاء على اتصال مع جميع اللاعبين المعنيين في المنطقة، ويشمل ذلك خصوم واضحين مثل إسرائيل وإيران من جهة ثم إيران والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى، وبالنسبة إلى سوريا وتركيا وإيران، فقد أقامت روسيا تحالفات تشبه التحالفات المتغيرة التي سادت في أوروبا في القرن الثامن عشر بالمقارنة مع التكتلات الصلبة التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه العلاقات تكون ظرفية ومحدودة في المكان والزمان والموضوعية".
وتابعت (فاينانشيال تايمز) أن "موسكو تفتخر بإنقاذ سوريا كدولة ومنعها من الإنزلاق إلى الفوضى مثل ليبيا، ومع ذلك هذا لا يعني أن روسيا تدعم طموح الرئيس السوري بشار الأسد في أن تتسلم البلاد بالكامل له بأي الثمن، فقد اعتبر الكريملين أن الهجوم الشامل الذي استهدف المعارضين في إدلب بمثابة عملية محفوفة بالمخاطر من حيث الخسائر المحتملة في صفوف المدنيين وردود الفعل الناتجة عن ذلك".
كما رجحت الصحيفة البريطانية أن تكون موسكو قد أُخطرت بغزو تركيا لسوريا من قبل أن يبدأ بأسبوع، ومع ذلك رجحت أيضا أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أخبر نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن الهدف يجب أن يكون القضاء على الإرهابيين- كما تدعي تركيا- بدلاً من احتلال دائم للأراضي السورية أو الإطاحة بالنظام في دمشق.
وقالت (فاينانشيال تايمز) أخيرا أن روسيا ربما لم تُشيد باعتماد الأكراد على دعم الولايات المتحدة ومساعدتها، لكنها دعت إلى قدر من الحكم الذاتي لهم في سوريا ما بعد الحرب، كما أنها لم تدعم جهود دمشق للعودة إلى أوضاع ما قبل الحرب، ولفتت إلى أنه بمجرد أن فقد الأكراد حلفاءهم الأمريكيين، قامت موسكو بتقديم يد المساعدة في التفاوض على اتفاق مع دمشق يسمح لقوات الحكومة السورية بالانتقال إلى الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد لحمايتها من اجتياح تركيا.