السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هل يجازف أردوغان باستئناف عملياته العسكرية رغم تهديدات ترامب؟

 أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تضع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف حرج يعاني خلاله من خيارين أحلاهما مر فأما أن يتوقف عن عملياته العسكرية أو يتعرض لعقوبات أمريكية قد تضرب الاقتصاد التركي في مقتل.

إذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين الماضي بفرض "عقوبات صارمة" ضد تركيا ردًا على الهجوم العسكري التركي شمال سوريا في ظل إجماع بين المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على اتخاذ هذه الخطوة.

وعلي ما يبدو أن ترامب مضطر بالفعل لاتخاذ مثل هذا القرار في ظل حملة الانتقادات الشرسة التي يواجهها من مختلف الطوائف السياسية في بلاده والتي اتهمته بسحب قواته من شمال سوريا وترك الساحة مفتوحة للغزو التركي والتخلي عن حلفاءه الأكراد.

وفسر منتقدو ترامب هذه الخطوة بالتخلي عن النفوذ الأمريكي في سوريا لصالح روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد، مما اضطره لفرض المزيد من الضغوط على أردوغان لوقف عملياته العسكرية.

ومن جهته، أكد وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، من البيت الأبيض أن فريق الأمن القومي الرئاسي سيجتمع لتقييم هذا الملف، مشددا على أن الأوان لم يفت بعد لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا". 

فيما قال السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية: إن أردوغان "ارتكب أكبر خطأ سياسي في حياته"، لافتا إلى إن الكونجرس سيقوم سريعًا بتحرّك يلقى دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي

وتابع: "لم أرَ في حياتي دعمًا كهذا من قبل الحزبين. طفح بنا الكيل جميعًا من أردوغان". 

وتابع أن "الجمهوريين والديمقراطيين العاملين مع الإدارة سيفرضون عليه عقوبات صارمة أشبه بتلك المفروضة على إيران، وهو يستحقّ ذلك". وأضاف: "سنخرجه من سوريا وسنعيد ترتيب الأمور".

وكان أردوغان هدد يوم الجمعة 18 أكتوبر الجاري بأن تركيا ستستأنف عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في سوريا مساء الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 إذا لم تنسحب من "منطقة آمنة" تسعى لإقامتها بمحاذاة حدودها.

وقال أردوغان للصحفيين خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول "إذا تم الوفاء بالوعود حتى مساء يوم الثلاثاء، فسيتم حل مشكلة المنطقة الآمنة. وإذا فشل الأمر، فستبدأ العملية، في اللحظة التي تنتهي فيها المائة وعشرون ساعة". 

كما صعد أردوغان من لهجته التحذيرية للأكراد السبت الماضي، قائلا إنّ بلاده "ستسحق رؤوس" المسلّحين الأكراد في شمال شرق سوريا إذا لم ينسحبوا إلى خارج المنطقة العازلة التي اتفقت أنقرة وواشنطن على إقامتها على طول الحدود مع سوريا بحلول مساء الثلاثاء.

واتفقت أنقرة وواشنطن، الخميس، على وقف تركيا للهجوم لمدة 120 ساعة لحين انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من "المنطقة الآمنة" شمال شرقي سوريا، وصمدت الهدنة على الحدود بين البلدين.

وتهديدات ترامب للاقتصاد التركي لا يستهان بها بالفعل، فقد ظهر تأثير التهديدات الأمريكية الأخيرة على القطاع المالي التركي بشكل خاص، إذ فقدت الليرة نحو 6 % من قيمتها في غضون الأسبوعين الماضيين.

وفي صيف العام الماضي 2018 أدت تهديدات سابقة إلى فقدانها أكثر من 30% من قيمتها خلال أيام. ولم يفلح الاتفاق الأخير في 17 أكتوبر في دفعها إلى التعافي مجددا سوى بنسبة 1%. 

وتبدو العملة التركية اليوم من أسوأ العملات أداء بين عملات الدول الصاعدة والأكثر عرضة للتقلبات بسبب السياسة التركية تجاه سوريا وتوجه أنقرة المتزايد لتعزيز التعاون العسكري مع روسيا رغم معارضة حليفتها التقليدية واشنطن لذلك