الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ممثل الفاو في القاهرة: ضخ المزيد من الاستثمارات الحل الوحيد لسد الفجوة الغذائية.. "نصر الدين حاج الأمين": مصر تواجه ظروفا تقتضي الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة

نصر الدين حاج الأمين
نصر الدين حاج الأمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذرت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» في مصر، من تفاقم الفجوة الغذائية التى تعانى منها مصر والدول العربية، مطالبة بضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية للحد من هذه الفجوة التى أصبح من المستحيل التغلب عليها.
وفى حواره مع «البوابة نيوز» كشف نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة «الفاو» في مصر، عن أوجه التعاون بين المنظمة والحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة.. وإلى نص الحوار:
المجهودات التى تقوم بها المنظمة دعم التعاون على المستوى الدولي، حيث تقوم بالعمل مع كل الجهات الأخرى بما فيها برنامج الغذاء العالمى، وهو من الجهات التى تقوم بتوفير إمدادات غذاء سريعة
■ ما أوجه التعاون بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة؟
- وزارة الزراعة شريك مع منظمة الفاو ونحن نتعاون معها باعتبارها مسئولا عن إنتاج الغذاء، والتعاون بيننا مستمر باعتبارها وزارة رائدة في مجال التغذية، ولكن التعاون غير مقتصر فقط على مجال الزراعة، وإنما يمتد إلى وزارات البيئة والمياه وغيرها.
وبالتالى فرأس الحربة في التعاون مع مصر هو وزارة الزراعة، إلا أننا نتعاون مع كافات الجهات ومن بينها مؤسسات القطاع الخاص من خلال وزارة الزراعة.
■ ما القطاعات التى تركزون عليها في الدعم؟
- نحن نولى اهتماما خاصا بالأطفال والنساء، وتم التركيز على بعض المحافظات الأكثر احتياجا، وقمنا بالتدريب على مستويات مختلفة، منها الإنتاج وابتكار نظم إنتاجية جديدة للزراعة، وفى مجال التوعية، وفى الاستهلاك السليم وتشكيل الوجبات المناسبة، ولكننا في حاجة إلى عمل أكثر، خاصة على مستوى الأطفال والنساء، والمنظمة تعمل بالتأكيد مع كافة الجهات الأخرى، ونقوم بعمل البرامج للتنسيق التام مع مصر في مجال الزراعة.
■ هل من الممكن أن تتعاون المنظمة في المرحلة المقبلة مع القطاع الخاص لتنفيذ أهدافها؟
- نحن مستعدون للتعامل مع كافة الشركاء، ومن بينهم القطاع الخاص، لأن له دورا كبيرا جدا، فهو القطاع الأكثر تأثيرا على جودة الغذاء وإمداده إلى أماكن أكثر احتياجا، كما أنه يقوم بعمليات ما بعد الحصاد والتبريد والتخزين والتوزيع والتصنيف، وبالتالى يلعب دور في توفير الغذاء بالسعر المناسب للمستهلك.
■ ما دور الدول الكبرى كالصين والولايات المتحدة في التوعية بالغذاء؟
- من المجهودات التى تقوم بها المنظمة دعم التعاون على المستوى الدولي، حيث تقوم بالعمل مع كل الجهات الأخرى بما فيها برنامج الغذاء العالمى، وهو من الجهات التى تقوم بتوفير إمدادات غذاء سريعة لأماكن متضررة بدعم من دول كبرى ودول منتجة، فيقوم بتحويل الفائض من هذه الدول وتحويله إلى الدول والمناطق المحتاجة.
■ ماذا عن دور «الفاو» في دعم الدول العربية في مجال الغذاء؟
- الدول العربية تعانى مشكلة خاصة، وهى أن بها فجوة كبيرة ومتسعة، فالمنتج من الغذاء لا يفى باحتياجات المنطقة العربية بحكم الموارد المحدودة لهذه الدول، وهذا أصبح واضح من التعايش مع الأزمة، وهناك مجهودات منذ الستينيات والسبعينيات، وحتى الآن لخفض هذه الفجوة، وبالتأكيد تم تحقيق إنجازات إلا أن الفجوة كبيرة ومتزايدة.
وبالتالى فالفاو تدعو هذه الدول إلى مزيد من التعاون، ولا سيما في مجالات زيادة الإنتاج لأن الفجوة واقع، ويمكن للدول توفير المطلوب بأساليب أخرى آمنة ومستمرة أكثر من التركيز على الإنتاج فقط.
■ بعض الدول العربية تعانى أزمة نقص مائي، هل هناك سبل لتوفير المياه في الزراعة مع زيادة الإنتاج؟
- في الحقيقة المياه في تناقص على مستوى العالم، والماء أكثر شحا في المنطقة العربية، وهذه واحدة من المهددات الرئيسية لزيادة إنتاج الغذاء في الدول العربية، والبدائل المتاحة تتمثل في أولا زيادة إنتاج الغذاء من نقطة الماء، والآن بحكم مجهودات العمل على مستوى العالم، هناك تكنولوجيات حديثة لتحسين العمل، ومن البدائل الأخرى زيادة الموارد المائية نفسها، وتحسين الجودة فيها، وإعادة استخدامها بشكل أفضل، وتحلية مياه البحر، لكن التعاون الإقليمى في استخدام المياه هو بديل رئيسى لتعويض نقص المياه.
■ ماذا عن المشروعات التى تعاونتم فيها مع مصر من أجل سد الفجوة الغذائية؟
- سد الفجوة الغذائية مهم، لكننى أرى أنه ليس الهدف الوحيد والرئيسي، فسد الفجوة شبه مستحيل في ظل نقص الإنتاج ونقص المياه، والمطلوب ضبط الفجوة حتى لا تتفاقم بشكل مضر وتوفير موارد أخرى بشكل مضمون ومستدام.
كما أن الظروف والتحديات التى تواجهها مصر تقتضى ضرورة الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية، علاوة على زيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية بهدف تعزيز الابتكار ودعم زيادة الإنتاج المستدام.