الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الدعم الدولي للإرهاب مازال مستمرا.. مدير مركز LFB للدراسات الأمنية بباريس: الدوحة توجه الأموال نحو أفريقيا لمساندته.. ورسالة مسئول سابق بالأمم المتحدة تثبت مسئولية نظام «الحمدين» عن دماء الصوماليين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زال العالم يصطلى بويلات الإرهاب، في مساحات كبيرة من الكرة الأرضية، بفضل بعض الدول المارقة، التى تحرص على تمويل ودعم الإرهاب، وتقديم كل عون له، ليبقى قادرا على إراقة دماء الأبرياء. وعلى مدى السنوات الثمانى الماضية، عاشت المنطقة العربية، كابوسا مروعا، خططت له، وأنتجته أنظمة شرق أوسطية، وعالمية، استهدفت استقرار دول المنطقة، بغرض هدم أنظمتها، وإعادة بنائها وفقا لأهواء، العصابات الاستعمارية، لنهب ثروات هذه الدول.
وفى الوقت الذى نجت فيه مصر، من هذا المصير المؤلم، سقطت تحت مسمى «الربيع العربى»، عدد من الدول مثل: اليمن، وسوريا، وليبيا، وسبق هذه الدول جميعا، الصومال، الذى يعانى غياب الدولة المركزية، وانهيار الأمن منذ عقود. الكيانات الاستعمارية التى تستخدم المال والسلاح، لإثارة الفتن، وإطلاق الصراعات في كل مكان، لم تنجح في الشرق الأوسط، إلا عندما استقطبت عملاء لها، من دول المنطقة، مثل: تركيا، وقطر. ولعبت هاتان الدولتان دورا مؤثرا في سبيل إسقاط دول المنطقة، حتى تحول نظام الحكم بهما إلى عميلين سيئي السمعة عالميا، في دعم الإرهاب، والإنفاق من أجل حرمان شعوب المنطقة من استعادة الاستقرار، والسير في طريق التنمية.

دور دنىء
وبمرور الوقت تكشف للعيان، الدور الدنىء، الذى يلعبه النظام الحاكم في قطر، ضد الدول العربية، وكيف يحاول نظام الحمدين، نثر الإرهاب في كل مكان، وإنفاق أموال طائلة، لإيجاد مساحة من النفوذ، ولو بإراقة دماء الأبرياء.
الساعات الأخيرة شهدت حدثا فريدا، أعاد تسليط الضوء، على الدور الدنىء الذى يلعبه النظام القطرى، في القرن الأفريقي، حيث شعب الصومال، الذى تم تدمير دولته عن عمد، منذ عقود، وتتلاعب بمقدراته الآن، عشرات العصابات، والجماعات الإرهابية، المدعومة والممولة، من أعداء المنطقة، حتى لا يستعيد الصومال استقراره مرة أخرى.
رسالة كاشفة 
الحدث الفريد، الذى قلما يتكرر، كان عبارة عن رسالة كاشفة، وجهها مسئول سابق بالأمم المتحدة، وهو البروفيسور «حسن كنان»، إلى أمير دولة الإرهاب القابع في الدوحة، يطالبه فيها، وبوضوح غير مسبوق، بأن يبعد أمواله عن الصومال، حتى يتوقف الإرهاب.
المسئول الأممى المتقاعد، الذى عمل في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، قال في رسالته المفتوحة إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثانى، إن حكومة الصومال، تسيطر على «جوبا لاند» ـ وهو الاسم الحديث للصومال ـ بدعم من الدوحة، وأن قطر تريق الدماء هناك من أجل الحفاظ على مصالحها، المرتبطة بدعم الإرهاب، وإيجاد مكان له في شرق القارة الأفريقية.
وقال البروفيسور «كنان» في رسالته إلى أمير قطر، والتى نشرت وسائل إعلام عالمية نصها: «أكتب إليكم لإيصال رسالة المحاصرين في جوبا لاند، هل سمعت عن الحصار الوحشى الذى المفروض ضد الشعب ببركتكم، ماذا فعل الفقراء، والضعفاء، لك ولبلدك، ليستحقوا مثل هذا الاعتداء الوحشى الشنيع على إنسانيتهم، وكرامتهم بأيدى وكلاء عائلة آل ثانى؟!».
وأضاف: «صاحب السمو، منذ فرض المقاطعة، قبل عامين، على بلدك من جيرانك العرب، كنت أنت ومبعوثوك تطوفون جميع أنحاء العالم، للاحتجاج على قرار المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، بمعاقبة وعزل بلدك.. لقد أنفقت مبالغ طائلة لشراء خدمات شركات العلاقات العامة المتميزة، للضغط على القوى العظمى، والمؤثرين من صناع الرأى العالميين، نيابة عنك وعن بلدك.. وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذى اختتم أعماله أخيرا، تحدثت بوضوح وحماس عن المصاعب التى عانى منها شعبك، في أعقاب المقاطعة العربية لقطر».

أسئلة لاذعة
ووجه البروفيسور الأممى سلسلة من الأسئلة اللاذعة إلى أمير الإرهاب في قطر، قائلا: «صاحب السمو، كيف يمكنك الجمع والتوفيق بين الأضداد القطبية المتأصلة بعمق في طرقك، التى تضرب بجذورها بتقدير شديد في أسلوب حكمك؟ كيف يمكنك أن تدين بشدة، وتقاوم عزلة بلدك بفعل الدول العربية، وتمكّن في الوقت نفسه وكلاءك في مقديشيو من حصار الناس فجأة ودون سابق إنذار؟ ما المكاسب التى حققتها عائلة آل ثانى الحاكمة في حرمان الأطفال في جوبا لاند، من اللقاحات التى تعتبر بالغة الأهمية لصحتهم ونموهم؟». 
وواصل البروفيسور «كنان» في رسالته: «كيف يمكنك أن تظل صامتا عندما تستخدم الأصول القطرية المعروفة في مقديشيو، الأموال والترسانة العسكرية التى توفرها بلدك وتنشرها، لحرمان المسنين والأمهات المرضى، والمرضعات، من الرعاية الطبية التى يحتاجون إليها بشكل عاجل؟ هل الأطفال وكبار السن والأمهات أقل إنسانية من نظرائهم القطريين؟ ألا يستحقون احترام حقوق الإنسان الأساسية، والحريات والكرامة التى تعلنها بإصرار وبفخر لشعبك؟». وأضاف: «لا يمتلك سكان جوبا لاند مليارات الدولارات، ولا أصول الاستثمار الضخمة التى سمحت لك بنقل أبقار هولشتاين جوا من أوروبا، بين عشية وضحاها، لضمان حصول الأسر القطرية على لبن لأطفالها، لكنهم بنعمة الله سبحانه وتعالى، سينجون من الاعتداء الجائر والشنيع على حياتهم وسبل عيشهم وكرامتهم».
أياد إرهابية 
ووصف البروفيسور وجود قطر في الصومال، بأنها أياد قذرة للإرهاب: «صاحب السمو.. لن تكتمل هذه الرسالة المفتوحة المتواضعة، وعواء الاحتجاجات التى تضرب الأمعاء، دون لفت انتباهكم، إلى المقالة التى نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز)، في ٢٢ يوليو ٢٠١٩، لتوضح كيف أن بلدك قد زعزعت الاستقرار في بلدى، بالسلاح والمال والإرهاب، وإلى أى مدى ذهبت قطر لتدمير السلام الهش في بلدى، وذلك عبر كشف تفاصيل المحادثة الهاتفية بين خليفة كايد المهندى، رجل الأعمال، الذى يقال إنه من المقربين إليك، وسفيرك في الصومال، بشكل يشير بوضوح إلى أن لقطر يدا قذرة في الأعمال الإرهابية الفتاكة، التى تجرى في الصومال».
إراقة الدماء 
في جزء آخر من الرسالة، يواصل البروفيسور «حسن كنان» كشف جرائم قطر في الصومال، ومدى ثبوت تورطها في دماء الصوماليين، قائلا: «صاحب السمو، يرجى إبعاد بنادقكم وأموالكم ومروجى الإرهاب، بعيدا عن بلدى وشعبي، ولأجل الله احتفظ أيضًا بالعنصريين الأثرياء، والمتطرفين الجهلة في وسطكم؛ حيث ينتمون إلى كهفهم المفضل في قطر.. بدأ الصومال للتو عملية الخروج من الإرث المهين للغاية لدولة فاشلة. إن دستورها الإقليمى المؤقت، في حالة من الفوضى، كما أن مؤسساتها هشة وعرضة للغاية للتسلل وزعزعة الاستقرار والفساد، وحتى لاستيلاء المغتصبين الداخليين و/أو المفترسين الخارجيين، ولا نحتاج المهندى، ولا أشخاصا من أمثاله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وأتم البروفيسور «حسن كنان»، باستخلاص نتيجة، يراها واضحة بشدة، وهى: «إذا كان هذا الذى يجرى في بلادنا صحيحًا؛ فإنه يؤكد الاتهام الخطير، الذى وجهه خصومك الخليجيون، ضد دولتك بتمويلك الحروب القذرة».

دعم الإرهاب
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن رسالة البروفيسور «حسن كنان»، الموجهة إلى أمير قطر، تضع الكثير من النقاط على الحروب، وتؤكد تورط نظام الحمدين في دماء الصوماليين، عن طريق تأجيج الصراع بين القبائل هناك، لضمان استمرار النفوذ، وبالتالى نهب ثروات القرن الأفريقي.
وأوضح أن قطر توغلت في الصومال بشكل مؤثر، وهو ما أفشل مؤتمر المصالحة، الذى عقد بحضور الرئيس عبد الله فرماجو، بسبب تدخلات قطر، وفق ما أكدته الأحزاب الصومالية، في بيانات رسمية. 
وأشار إلى أن الصراعات القبلية، التى تشهدها مناطق «جلمذغ»، ترجع إلى التدخل القطرى، ومحاولة النظام فرض سياسات تفضى إلى تحقيق مصالحه، دون النظر لمصالح الشعب الصومالى، خاصة في ظل سيطرة حسن بن حمزة، سفير الدوحة في الصومال على الأوضاع، بالتعاون مع مدير جهاز المخابرات الصومالى المدعو فهد ياسين.
ولفت بدر الدين، إلى أن الدوحة تسعى للسيطرة على ثروات منطقة «جلمذغ» الحيوانية والسمكية، والمعدنية، خاصة أن هذه المنطقة التى تمثل خمس مساحة الصومال، الغنية باليورانيوم.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن الصومال، وبالتحديد منطقة «جلمذغ»، تتمتع بأهمية سياسية كبرى، لموقعها الجغرافى المتميز، كما أن معظم القادة السياسيين الصوماليين، الموجودين في المشهد حاليا، ينتمون إلى هذه المنطقة، وفى مقدمتهم الرئيس الحالى محمد فرماجو، ورئيس الوزراء حسن خيرى. 
وأشار إلى أن توغل قطر في مناطق الحكم والنفوذ في الصومال، كما وضعت رجالها في مناصب مؤثرة، مثل: فهد ياسين مراسل «الجزيرة» السابق، الذى أصبح مديرا للمخابرات، كما دفعت بمبالغ طائلة، تحت غطاء الاستثمارات والمساعدات الإنسانية والإغاثية، إلا أنها في الحقيقة تدعم الحركات الإرهابية.

تسريب «نيويورك تايمز» 
وكشف طه على، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، تفاصيل التسريب الصوتى، الذى أذاعته «نيويورك تايمز»، وتحدث عنه البروفيسور «حسن كنان»، في رسالته إلى أمير قطر، موضحا أن الصحيفة عرضت تسريبا صوتيا، لمحادثة هاتفية جرت بين سفير قطر في الصومال حسن بن حمزة، ورجل الأعمال القطرى خليفة المهندى، تكشف عن أن التفجير الذى وقع في مدينة «بوصاصو» بشمال شرق الصومال، كان بتدبير وتنفيذ «أصدقاء قطريين، لطرد خصومهم الإماراتيين من الساحة الصومالية، وتعميق النفوذ القطرى في البلاد».
ولفت «على» إلى أن التسريب، الذى تحدثت عنه الصحيفة، نقلا عن السفير القطرى، هو الذى تبناه تنظيم داعش الإرهابي، واستهدف حينها، محكمة العدل في مدينة بوصاصو، ووقع في ١٢ مايو الماضى، وأدى إلى سقوط مصابين، مشيرا إلى أن المكالمة المسربة، جرت بعد أسبوع واحد فقط على وقوع التفجير الإرهابى، الذى تبناه تنظيم داعش. 
وكشفت المحادثة المسربة عن أن «المهندى»، قال لسفير قطر في الصومال في إشارة إلى تنظيم داعش: «أصدقاؤنا كانوا وراء التفجيرات الأخيرة»، مضيفا: «المسلحون نفذوا هذا التفجير في بوصاصو، لتسهيل مصالح قطر بطرد منافستها الإمارات».
وقال أيضا: «الهدف من إثارة العنف هو دفع الإماراتيين للهروب من هنا، ولا يسمح لهم بتجديد العقد، وسأجلب بعدها العقد للدوحة».
وخلال المحادثة المسربة، لم يحاول السفير القطرى أن يبدى أى انزعاج من حديث رجل الأعمال، وإنما تساءل: «لماذا تنفذ هذه الهجمات هناك، هى لأجل الإماراتيين على الهروب؟».
ولفت إلى أن استفسار السفير القطرى، يؤكد اعتياده على ممارسة هذه الجرائم، لتحقيق مصالح سياسية، أو اقتصادية، وعدم مفاجأته بحديث رجل الأعمال، الأمر الذى يثبت، ودون شك تورط النظام القطرى، في إراقة دماء الأبرياء، وممارسة الإرهاب، ودعم تنظيم داعش.
وقال «طه» إن رجل الأعمال صاحب التسريب، أحد المعروف عنهم القرب الشديد لأمير قطر، وهو ما أكدته «نيويورك تايمز» أيضا، ونشرت صورة تجمع الاثنين سويا، مضيفا: «المثير أن الصحيفة عندما حاولت الاستفسار من السفير القطرى، عن كواليس المكالمة المسربة، أنكرها، وأنكر معرفته بالمهندى، في الوقت الذى اعترف فيه الأخير للصحيفة بأنه صديق للسفير، وقال تعليقا على المكالمة المسربة إن كل الصوماليين أصدقاءه».

حركة الشباب وصراع المصالح 
فيما قال الدكتور رفيق الدياسطى، أستاذ الجغرافيا السياسية، بجامعة الزقازيق، إن الأوضاع في الصومال معقدة للغاية، بسبب التدخل القطرى في شئون هذه الدولة التى انهارت منذ تسعينيات القرن الماضى.
وأوضح أن أكبر دليل على أن الأمور في الصومال بالغة التعقيد، هو موقف حركة الشباب الإرهابية، التى انقلبت على قطر، واتهمها بالتآمر ضد الصومال، رغم أن الجانبين كانا على وفاق، حتى بدأ الدعم القطرى يتحول إلى تنظيم داعش بدلا من الحركة.
وأشار إلى أن حركة الشباب أرادت الانتقام من المحور القطرى التركى، بشن سلسلة هجمات ضد المصالح التركية العسكرية في الصومال، محاولة توصيل رسالة إلى قطر وتركيا، بأنهما لن يهنآ بدعم داعش، وأن التنظيم لن يحمى مصالحهما، دون موافقة ورضا حركة الشباب، وهو ما بدا واضحا في استهداف الحركة للقاعدة العسكرية التركية في الصومال أكثر من مرة، وكذلك استهدافها وفدًا دبلوماسيًا قطريًا، في مقديشيو بعملية انتحارية، في مايو ٢٠١٣.
وحول التسريب الصوتى، الذى كشفته صحيفة «نيويورك تايمز»، قال الدياسطى، إنه أصبح من الحقائق التى لا تقبل الشك، أن داعش، هو أحد أذرع قطر في الشرق الأوسط وأفريقيا، تعوض به عدم امتلاكها نفوذا عسكريا كافيا، لتحقيق مصالحها. وأشار إلى أن التسريبات التى نشرتها الصحيفة الأمريكية، لم تكن كاشفة لتورط قطر في الإرهاب، بقدر ما مثّلت تأكيدا جديدا على ارتكاب النظام القطرى لهذه الجرائم بشكل ممنهج، وموسع. مؤكدا أن النظام القطرى هو الوحيد، الذى يسمح للمنظمات الإرهابية بالظهور في إعلامه، وفتح مكاتب تمثيل دبلوماسى لها على أرضه، مثلما هو الحال مع حركة طالبان.

أفريقيا مستهدفة 
شدد الدياسطى على أن داعش ومن ورائه قطر وتركيا، باتوا يستهدفون القارة الأفريقية، للفوز بثرواتها، وهو ما يفسر الوجود التركى والقطرى، في ليبيا ومالى وتشاد أيضا، حتى يكون ذلك شوكة في ظهر الدول العربية. 
ولفت أستاذ الجغرافيا السياسية إلى أن قطر تستغل وجودها في البلدان الأفريقية لتنشر الفوضى والإرهاب فيها، حتى توجد لنفسها ذريعة الدخول بأموالها تحت ستار إعادة الإعمار، والاستثمارات، بينما هى في الحقيقة تغسل أموالها وتمول الإرهاب. وحذر من النشاط الكبير لقطر في أعالى القارة الأفريقية، عن طريق التعاون مع رواندا، باعتبارها رئيسا لاتحاد دول شرق أفريقيا، الذى يضم ١٦ دولة، قادرة جميعها على صنع نهضة اقتصادية واسعة. وأضاف: «لحسن الحظ أن القيادة السياسية المصرية، فطنت لأهمية أفريقيا، وسعت بقوة وسرعة إلى استعادة العلاقات مع معظم دول القارة، حتى لا نفاجأ بسيطرة قطر كما سيطرت إسرائيل في وقت سابق، وهو ما يهدد العمق الاستراتيجى لمصر، والأمن القومى العربى بشكل عام».

هذه الاستثمارات ستار لدعم الإرهابيين، لأنه لا يوجد عائد مادى حقيقى من وراء النشاط الخيرى، في أفريقيا

«شنايدر»: قطر شيدت خلال السنوات الثمانى الأخيرة، نحو ٢٠٠٠ مسجد، ودار رعاية خيرية، بأكثر من ١٦ دولة، معظمها يعانى الإرهاب حاليا، ومنها: مالى، وتشاد، والنيجر، والصومال

خدعة المؤسسات الخيرية
على مدى الفترة الماضية، تناولت العديد من الصحف العالمية، ولا سيما الفرنسية، تفاصيل تكشف عن اتخاذ قطر للمؤسسات الخيرية، وسيلة للتغطية على نشاطها المشبوه في أفريقيا، ومن ذلك ما نشره الباحث بمركز «لى سكريت»، للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، فرنسوا شنايدر، من أرقام تؤكد أن قطر تتوغل في أفريقيا بشكل واسع.
«شنايدر» أشار إلى أن قطر شيدت خلال السنوات الثمانى الأخيرة، نحو ٢٠٠٠ مسجد، ودار رعاية خيرية، بأكثر من ١٦ دولة، معظمها يعانى الإرهاب حاليا، ومنها: مالى، وتشاد، والنيجر، والصومال.
وأوضح «شنايدر» أن قطر تستغل هذه الأماكن في استقطاب الشباب لغسل عقولهم، وإلحاقهم بالجماعات الإرهابية، في الدول التى تناوئ قطر، مثل: مصر، أو التى تهدف قطر للسيطرة عليها مثل: الصومال، وليبيا.
بدوره كشف الباحث جاكى نيكولا، مدير مركز «LFP»، للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، عن أن قطر عملت طوال العقد الماضى، على توجيه الأموال نحو أفريقيا، لدعم الإرهاب هناك عن طريق المؤسسات الخيرية.
وأشار إلى أن النظام القطرى أصبح الآن قادرا على «تأمين خطوط نقل المال وتوجيه الدعم للإرهاب بسهولة، ودون انكشاف أمره في كثير من الأحيان»، عبر المؤسسات الخيرية التى أنشأتها، وما زالت تنشئها في هذه دول القارة. 
وقال «نيكولا»: «قطر تغدق الملايين من الدولارات على الشباب المستقطبين، لغسل عقولهم ثم إلحاقهم بمعسكرات للتدريب على حمل السلاح، ونقلهم إلى جبهات الإرهاب في الدول الأخرى». 
وأشار الباحث إلى أن قطر حاولت خداع العالم، بإنشاء مؤسسات تعمل كوسيط لتلقى الأموال، قبل نقلها إلى أماكن المجموعات الإرهابية في أفريقيا، وهو ما كشفته تسريبات «نيويورك تايمز، وجارديان»... وغيرهما، بحسب الباحث «نيكولا». 
وأضاف: «معروف أن هذه الاستثمارات ستار لدعم الإرهابيين، لأنه لا يوجد عائد مادى حقيقى من وراء النشاط الخيرى، في أفريقيا، ومع تنامى النشاط القطرى هناك، منذ عام ٢٠١٧، وهو ما كشفته التفجيرات الأخيرة في مالى وبوركينا فاسو، وما أشارت المخابرات الفرنسية إليه من ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في مالى، نصبح أمام حقيقة أن قطر تدعم الإرهاب بلا شك».
«نيكولا»: قطر تغدق الملايين من الدولارات على الشباب المستقطبين، لغسل عقولهم ثم إلحاقهم بمعسكرات للتدريب على حمل السلاح، ونقلهم إلى جبهات الإرهاب في الدول الأخرى
البروفيسور الأممى: قطر لها أيادٍ إرهابية قذرة في الصومال.. والسفير القطرى في مقديشيو يصف الدواعش بـ«الأصدقاء» إكرام بدر الدين: توغل الدوحة في الصومال أدى إلى فشل مؤتمر المصالحة