السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر عائمة على بحر من الكنوز.. اكتشاف أضخم خبيئة توابيت فرعونية بالأقصر.. 30 مومياء لكهنة وكاهنات وأطفال عمرها 3000 سنة بجبانة العساسيف.. المناظر المنقوشة ملونة وتجسد تقديم القرابين للآلهة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، رسميا، صباح اليوم السبت، نجاح البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في الكشف عن "خبيئة العساسيف" والتي تضم مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، وهم في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة.
وأوضح العناني خلال كلمته في المؤتمر الصحفى بالأقصر: أن التوابيت على نفس الوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتا والمستوى الثاني 12 تابوتا، واصفًا إياها بأنها أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن ١٩، واليوم وبعد أكثر من قرن من الزمان يضيف الأثريين المصريين خبيئة أخرى جديدة بالأقصر.

وبيّن العناني أن من أشهر الاكتشافات السابقة خبيئتان للمومياوات الملكية هما خبيئة الدير البحري التي تمً الإعلان عنها عام 1881 وخبيئة أخرى عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 عام 1898 وخبيئة باب الجُسس عام 1891، حيث تم العثور على عشرات المومياوات لكهنة.
وشكر د. العناني خلال المؤتمر الأثريين والمرممين والعمال الذين تعبوا وتحملوا الصعاب من أجل العمل الأثري.
وأشار العناني إلى أنه فخور بعمله مع رجال الأثار بالأقصر، حيث إن هذه أول خبيئة تكتشف بأيدي أثريين مصريين، وأكد أن ما تناثر من أقوال البعض عن التشكيك في هذا الكشف قبل الإعلان عنه أنه توابيت دفنت في عام 67 هي أقوال أقل من أن يلتفت إليها، ولا تتعدى أن تكون ضمن الشائعات المغرضة التي ليس لها أي أساس من الصحة والهدف منها النيل لأي نجاح يلفت انتباه العالم إلى مصر وحضارتها.

أوضح د. وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ نحو شهرين حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم استكمالا لأعمال الموسم السابق الذي بدأ في عام 2018 وأسفرت الكشف عن العديد من المقابر منها المدخل الأصلي لمقبرة TT 28 ومقبرتين لي "ثاو ار خت أف" و"ميري رع" من عصر الرعامسة. 
وتابع: أما هذا الموسم الذي بدأ منذ شهرين تم العمل على توسعة نطاق الحفائر لتشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي تم العمل به الموسم السابق وأثناء سير العمل تم الكشف عن خبيئة "العساسيف"، والتي تضم 30 تابوتا خشبيا لكهنة وكاهنات وأطفال من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد منذ 3000 عام. 
تضم الخبيئة مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر للآلهة آمون وخنسو حيث بلغ عددها حتى الآن 30 تابوتا من بينها 3 توابيت لأطفال. 
تقع الخبيئة أعلى مقبرة TT28، وتتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت في توفير الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو في المراحل الأولى للتصنيع ومنها ما انتهى تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ما تم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الآخر فارغة بدون زخارف.
وتمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة، وكذلك مناظر من كتاب الموتى ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذي عبد في منطقة الدير البحري وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص لـspeeches لآلهة مختلفة.
حضر المؤتمر عالم الآثار الدكتور زاهي حواس ومحافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم وعدد من وسائل الإعلام دولية ومحلية. 
وتأتي هذه الخبيئة اليوم كشاهد على فترة تاريخية لعدم الاستقرار انتشرت فيها سرقات المقابر وقل بناء المقابر الضخمة، ولعب فيها التابوت دورا مهما كمقبرة للحافظ على الجسد، حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقا على حوائط المقابر لتجد مكانها على جنبات التابوت.

وتوضح تلك المناظر والنصوص الممثلة على جوانب التوابيت ارتباط تلك الخبيئة بالمنطقة، حيث مثلت مناظر الآلهة حتحور والملك أمنحتب الأول واللذان انتشرت عبادتهما في منطقة الدير البحري، والتي تعتبر جبانة العساسيف بلا شك جزءا منها.
ويأتي اختيار المكان أيضا لأسباب عديدة منها قدسية المكان، وأنه المكان الآمن في جبانة طيبة في وقت لم تسلم فيه حتى مقابر الملوك من السرقة.
أما فيما يخص طريقة الدفن في مجموعات فهي عادة معروفة سابقا، حيث وجدت الخبيئة باب الجُسس لكنهة وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحد والعشرين بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت، وإن اختلفت في عددها وجود توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم فكلاهما يؤرخان لفترات تاريخية انتشرت بها الدفنات الجماعية.
وأشار د. الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إلى أنه سيتم نقل المجموعة كاملة إلى المتحف المصري الكبير، حيث تم تخصيص قاعة لعرض المجموعة كاملة وسيتم نقلها بعد انتهاء أعمال الترميم الأولى على يد مجموعة متخصصة من مركز الترميم من المتحف المصري بالتعاون مع مرممي منطقة آثار الأقصر.