السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أطفال برتبة رجال.. "عمر": "نفسي أعوض ماما عن التعب اللي شافته بعد وفاة بابا.. وأريح أخويا من البهدلة في الشارع"

عمر وعلى
عمر وعلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجبر الظروف القاسية الكبار والصغار على العمل لكسب لقمة العيش بدلًا من مد اليد وطلب المساعدة من الناس، «عمر وعلي» توفي والدهما منذ ٣ سنوات بحادث سير أثناء عمله، وكان يعمل سائقًا على سيارة أجرة وبعد وفاته لم يترك لهم سوى «شقة» صغيرة تحميهم من التشرد بالشوارع.
عند بزوغ ضوء الشمس يستيقظ «عمر وعلي» للاستعداد للذهاب إلى المدرسة الابتدائية سيرًا على الأقدام، رغم أن المسافة تبعد عن منزلهم أكثر من نصف ساعة توفيرًا للنفقات، يدرس عمر بالصف الثاني الابتدائي، أما على فهو بالصف الأول، وبعد انتهاء اليوم الدراسي يبدأ الطفلان مواجهة ظروف المعيشة القاسية بالعمل باقي اليوم من خلال بيع «سبح، حظاظات، ميداليات» تقوم والدتهما بصناعتها بطريقة «هاند ميد»، وتبيع هي جزء منها للجيران وسكان الشارع، بينما يقوم الطفلان بالبيع بالشوارع والميادين حتى يعودا بحصيلة رزقهما، ثم يعطونها لوالدتهما التي تأخذها منهما للذهاب لشراء خامات جديدة لصنع المزيد لبيعها مرة أخرى، مع الاحتفاظ بالقليل من المال لمواجهة ظروف المعيشة القاسية التي تعاني منها.
ظلت والدتهما تعمل خادمة بالمنازل لمدة عامين كي تؤمن لهما حياة كريمة من مأكل وملبس دون أن تمد يدها لأحد، حتى دلتها إحدى جيرانها عن عمل «الهاند ميد» وبدأت بتعليمها ذلك الفن بدون مقابل، إلى أن أصبحت ذات صيت واسع بمنطقتها لجمال وروعة الأشكال التي تقوم بتنفيذها لكن ربحها قليل ولا يكفي مما جعلها تضطر إلى الاعتماد على أبنائها في مساعدتها في البيع بالشوارع التي تلقى إقبالًا كثيرًا. 
يقول «عمر»، ٨ سنوات، «أدرس في الصف الثاني الابتدائي، وبعد المدرسة، أنا وأخويا نلف في الشوارع عشان نبيع السبح والحظاظات التي تصنعها «ماما». ويواصل، الأسعار تبدأ من ٥ جنيهات لغاية ٢٠ جنيها، وفيه ناس تشتري مننا الحاجة كلها مرة واحدة وبتطلب مننا نروح لها كل أسبوع نعطيهم الشغل، ويختتم كلامه نفسي أعوض ماما عن التعب اللي شافته بعد وفاة بابا وأريح أخويا الصغير من البهدلة في الشارع كل يوم».