الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رئيس "إيفاد": مصر ستتحول إلى مركز إقليمي لإدارة التنمية الزراعية بالمنطقة.. جيلبير أنجبو: ثورة زراعية مصرية حقيقية.. رئاسة الجمهورية: نقدر دعم "الصندوق" للمشروعات التنموية بالبلاد على مدى عقود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف جيلبير أنجبو، رئيس الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "إيفاد"، أن ما شاهده خلال جولاته في القاهرة يؤكد أن هناك ثورة زراعية حقيقية على أرض مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الصندوق هو شريك استراتيجى لمساعدة الحكومة في تحقيق أهدافها فيما يتعلق بالقضاء على الفقر في المجتمعات الريفية وتحسين المستوى المعيشى للأسر بالمناطق النائية، مشيرًا إلى أن الصندوق سيعمل مع مصر من أجل تحويلها إلى مركز إقليمى لإدارة أعمال التنمية الزراعية في المنطقة، وتعظيم المساهمة في دعم المشروعات الزراعية في مصر.
ومن جانبه، قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، عقب اللقاء الذى تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي و"أنجبو"، إن الرئيس يقدر الدعم الذي يقدمه الصندوق للمشروعات التنموية في مصر على مدى عقود الماضية، باعتباره شريكًا استراتيجيًا مهمًا يُساعد الحكومة المصرية في تحقيق أهدافها التي تتعلق بالقضاء على الفقر في المجتمعات الريفية وتحسين المستوى المعيشي للأسر بالمناطق النائية، مؤكدًا تطلع مصر للعمل مع الصندوق من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإدارة أعمال التنمية الزراعية في المنطقة.


ومن ناحيتها، اصطحبت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر، "أنجبو" والوفد المرافق له لزيارة مشروع الصوب الزراعية بمدينة العاشر من رمضان، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لزيارة المشروعات القومية للتعرف بشكل مباشر وواقعي على حجم الإنجازات التي تحققت، وآفاق التطوير الذي تشهده مصر في مختلف المجالات وفرص الاستثمار المتاحة في السوق المصرية، مشيرة إلى أن هذا المشروع يأتى تأكيدًا لمواصلة مسيرة تطوير الاستثمارات الزراعية بأرقى المعايير الدولية، ونتاج لقرار القيادة السياسية بإنشاء الشركة الوطنية للزراعات المحمية، كإحدى الشركات الجديدة التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
وأشارت "نصر" إلى أن هذه الشركة أخذت على عاتقها مسئولية إنشاء العديد من التجمعات الزراعية في المناطق الصحراوية، مع تدريب الآلاف من شباب الخريجين على أحدث النظم التكنولوجية في ذلك المجال.
وقال مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن دور الجهاز يتمثل في المساهمة مع أجهزة الدولة المختلفة في تنفيذ المشروعات الإنتاجية في مختلف المجالات التى تتماشى وتدعم خطط التنمية الشاملة في مصر، وفى مقدمتها مشروعات الإنتاج الزراعى لتحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري، من خلال الشركة الوطنية للزراعات المحمية، مؤكدًا أن الشركة قامت بإنشاء وزراعة 7100 صوبة زراعية بعدة مواقع على مساحة 34 ألف فدان في مناطق العاشر من رمضان، وأبوسلطان، والحمام، وشرق الإسماعيلية، واللاهون بمحافظة الفيوم، مع تعظيم الاستفادة من وحدة الأرض، والمياه المتاحة بتطبيق الأساليب العلمية الحديثة في تنفيذ المشروعات الزراعية.
وأضاف، أن الشركة تستهدف من تطبيق هذه الأساليب زيادة الإنتاج والجودة العالية على مدى العام مع ترشيد التكلفة، بما يؤدى في النهاية إلى تعظيم العائد من الاستثمار، مشيرًا إلى التعاون مع الوزارات في الحكومة المصرية.
وأوضح مدير الجهاز، أن الصوب عالية التكنولوجيا تحقق ترشيدًا يصل إلى 80% من مياه الري مع زيادة في الإنتاجية تصل لنحو 4 أمثال، ويتحقق ذلك من خلال منظومة التحكم البيئى في درجات الحرارة، والتهوية، والرطوبة، ومستويات الإضاءة المطلوبة.
واستعرض مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، مكونات مشروع الزراعات المحمية بموقع العاشر من رمضان، والذى يمتد على مساحة 2500 فدان، يشمل 600 صوبة زراعية مساحة الواحدة 2.5 فدان، روعى فيها وفقًا لأحدث التقنيات العلمية للحصول على أفضل النبات الذى يتميز بالإنتاجية العالية من الثمار، والقدرة على مقاومة العديد من أمراض التربة، حيث يضم المشروع محطة للفرز والتعبئة بطاقة تصل إلى 400 طن في اليوم، وتضم ثلاجات للحفظ والتبريد، ومعملًا للتحليل والأبحاث، وغرفًا للتطهير والتعقيم، ومركزًا للمراقبة والتحكم، فضلًا عن مجموعة من المنشآت الإدارية والخدمية والفنية ومجموعة المخازن.


وقال اللواء أركان حرب محمد عبدالحي، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، إنه يتم تطبيق معايير منظمات الغذاء العالمية في إنشاء البنية التحتية، والالتزام بمتطلبات العمليات الزراعية لإنتاج محاصيل آمنة طبقًا للاشتراطات الدولية، وتضمن المشروع محطة للفرز والتعبئة تم تصميمها بأحدث الأساليب التكنولوجية وبمعايير الجودة العالمية.
وأضاف "عبدالحي"، أن الشركة الوطنية للزراعات المحمية قامت بتكويد زراعتها والحصول على شهادات الجودة العالمية "جلوبال جاب" والتى تضمن اتباع المعايير الأوروبية الخاصة بجودة الممارسات الزراعية بما يتفق مع السلامة الصحية والخلو التام من متبقيات المبيدات؛ لتوفير منتج صحى آمن للسوق المحلية، وتصدير ما يفيض عن الحاجة للأسواق العالمية، موضحًا أن المشروع يوفر 75 ألف فرصة عمل ومع التوسعات المستقبلية سيوفر 300 ألف فرص عمل.
فيما قالت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إن المكتب الإقليمي للصندوق الذي تم افتتاحه في القاهرة سيساهم في زيادة التعاون بين مصر والصندوق، خلال المرحلة المقبلة، ما يساهم في سرعة استجابة الصندوق لأولويات التنمية الزراعية المتكاملة في مصر خاصة في المحافظات الأكثر احتياجًا، ودعم صغار المستثمرين في مجال الزراعة والشركات الناشئة، فضلًا عن تمكين الشباب والمشاريع المبتكرة، بما ينعكس بشكل إيجابى على مستوى معيشة الأسر الأكثر احتياجًا، ودعم المشروعات الزراعية في مصر، نظرًا لدورها في توفير فرص عمل للشباب والمرأة خاصة في المناطق الأكثر احتياجًا، مؤكدة أن مصر داعمة لإنشاء مكتب إقليمي للصندوق بالقاهرة، كتطبيق أصيل لدور مصر الريادي في المنطقة العربية وقارة أفريقيا، لتعزيز معرفة الخبراء الدوليين باحتياجات المزارعين والمستهلكين بالمنطقة، والتحديات التى تواجههم.


أما الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة، فقد اصطحب "أنجبو" لتفقد أنشطة مشروع "برايم" الذى تنفذه وزارة الزراعة بالتعاون مع "إيفاد"، حيث تم تفقد حقل إرشادى مزروع بالفاصوليا بنظام الزراعة التعاقدية تمهيدًا لتصديرها، واطلعا على سجلات وأنشطة التسويق والتعاقدات التى بلغت 3 تعاقدات في عام 2018/2019، على مساحة 39 فدانًا تمت زراعتها بالفاصوليا والبامية الخضراء، ووصلت إنتاجيتها إلى 81 طن فاصوليا خضراء و7 أطنان بامية، بالإضافة إلى تفقد جانب من معرض المنتجات الزراعية، حيث أكد "أبوستيت" أهمية التوجه نحو هذا النوع من الزراعات التعاقدية التى توفر العديد من الفوائد الاقتصادية والإنتاجية التى تنعكس إيجابياتها على المزارع والحقول والإنتاجية، حيث تتم المساهمة في تسويق المحاصيل من خلال التعاقد عليها مسبقًا وتحقيق عائد ربحى جيد للمزارع، بالإضافة إلى تقديم كل أوجه الدعم الفنى والتدريب وتأهيل المزارعين على طرق وأساليب الزراعة الحديثة عن طريق زراعة أصناف مستنبطة، بجانب إتاحة الفرصة للمحاصيل والمنتجات الزراعية للتصدير إلى الخارج.
ويركز مشروع "برايم" على 7 محافظات، هى: قنا، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والبحيرة، وكفر الشيخ، بهدف أصحاب الحيازات الصغيرة والعمال الأميين من غير ملاك الأراضي، والشباب، والنساء، والأسر التى تعيلها النساء، والمشروعات الريادية الصغيرة والمتوسطة، حيث يهدف المشروع لزيادة دخل 50 ألف أسرة ريفية عبر دمجهم في سلاسل القيم الزراعية.
وعلى هامش الزيارة، قالت الدكتورة خالدة بوزار، المديرة الإقليمية لشعبة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط آسيا وأوروبا بالصندوق الدولى للتنمية الزراعية "إيفاد"، إن افتتاح المكتب الإقليمى في القاهرة، يعتبر معلمًا رئيسيًا لتعاون طويل الأمد بين مصر والصندوق على مدى أكثر من 40 عامًا من الشراكة الإستراتيجية والتعاون المثمر، قام خلالها الصندوق ومصر بتمويل 14 مشروعًا بتكلفة إجمالية تقدر بـ 1.11 مليار دولار، ليستفيد منها أكثر من 7 ملايين نسمة من سكان الريف.