واجه الحياة بكل عنفوانها، أغلقت الأبواب في وجهه، وكأن العالم كله اتفق أن يدخل معه في صراع لا يتوقف إلا بنهاية أحدهما، أيام أكثر سوداوية من كتابات الروائي التشيكي فرانز كافكا، الذي مات جوعا، أصبحت الحياة أكثر ضيقًا وكأنها ثقب إبرة يفشل أن يخرج منه، أجبرته الحياة أن يدخل معها في نزال لم يعتقد يوما أن يصل به الأمر لذلك.
الشاب الذي لم يكمل عامه الأربعين، ابن صعيد مصر، داخل إحدى قرى الجنوب، يقف بين حدى السيف، إما أن يترك زوجته تموت في صمت، أو يطرق الأبواب ربما تكون هي المنجية، هاني الذي يسرد مأساته التي بدأت منذ عام، يحكي أن زوجته أصابها السرطان، كان عليه أن يحاربه، والحرب معه لا تكن إلا بالمال، أنفق كل ما يملك لشراء الأدوية، ولكن لا مفر! أخرج أولاده الثلاثة من المدارس الخاصة ليوفر النفقة لزوجته، ثم باع كل ما يملك من أثاث، وصرف كل ما قام بادخاره في سنواته الخوالي، لعلاج زوجته صاحبة الـ ٣٥ خريفا، لم يكف كل ذلك غطرسة المرض، أصبحت تعاني أمامه، كأنها عصفور على مقلاة زيت فلا هو يطير فيستريح ولا هو يموت فيستريح: «مفيش باليد حيلة، محتاجة كل شهر برشام ثمنه ٨٤ ألف جنيه!» أنفق كل ما يملك خلال العام لشراء العلاج، حتى انتهت كل أمواله، والآن يطرق أبواب القلوب الرحيمة لتوفير الدواء الذي يعجز الآن عن توفيره.
وائل يختتم حديثه قائلا: «الفرصة الأخيرة بالنسبة لي هي أن يصل صوتى إلى رجل أعمال، أو فاعل خير لتبنى الحالة، انقذوا زوجتى قبل فوات الأوان من أجل أبنائها الثلاثة».
