الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جريمة غامضة.. جثة سيدة مشوهة الوجه تثير الذعر في الحوامدية.. المعاينة تكشف وقوع الوفاة منذ 7 أيام.. وخبير أمني: 4 خيوط يتتبعها رجال المباحث لحل ألغاز الحادث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة مساء، عندما ذهب الحاج أحمد محمد، إلى أرضه الزراعية، بقرية أم خنان، بالحوامدية، جنوب محافظة الجيزة، وحال سيره بمنطقة أبو سالم، جذب انتباهه جوال ملقى على جانب رشاح مياه، فاقترب لاستكشاف ما بدخله، وإذا به يتفاجأ بجثة سيدة مشوهة الملامح، وبها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من الجسد.


«لقيت جثة.. الحقوني»، هكذا بدأ مكتشف الواقعة حديثه لرجال مباحث الحوامدية، حينما أبلغهم بالجريمة، وخلال دقائق انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وتم فرض كردون أمني بمحيطها وبدأ رجال المباحث المعاينة، واكتشفوا وجود ١٥ طعنة في أنحاء متفرقة ما بين القدم والظهر والبطن للجثة، وكشف التقرير الطبى المبدئى أن الوفاة مر عليها ما يقرب من ٧ أيام، والجثة في حالة انتفاخ تام.
ويسابق رجال المباحث بقسم شرطة الحوامدية الزمن، لسرعة كشف غموض الجريمة، وتم فحص بلاغات التغيب بمحيط دوائر الأقسام المحيطة، ولكن لم يستدل على بلاغ تغيب مشابه، وتعمل الأجهزة الأمنية على تفريغ كاميرات المراقبة المؤدية لمدخل القرية، لتحديد مرتكب الواقعة.
كانت البداية تعود إلى مطلع الأسبوع الجاري، عندما تلقى العميد عادل أبو سريع، مأمور قسم شرطة الحوامدية، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة، يفيد بالعثور على جوال تفوح منه رائحة كريهة برشاح أبو سالم بالقرب من ترعة الجنيدى بقرية أم خنان، وتبين وجود جثة بداخله.
وكشفت معاينة العقيد أحمد نجم، مفتش مباحث قطاع جنوب الجيزة، والرائد محمد، أبو القاسم رئيس المباحث، عن أن الجثة لسيدة أربعينية ترتدى ملابسها كاملة عبارة عن (عباءة سوداء - بنطال)، وبها آثار ١٥ طعنة في أماكن متفرقة بالجسم (الظهر - البطن - الذراع).


كما تبين أن وجه المجنى عليها بدا مشوها، وأرجع تقرير الطب الشرعى المبدئى السبب إلى تعرض الجثة لـ«نهش حيواني» في أعقاب التخلص من الجوال بمكان العثور عليه، خاصة أن الجثة متحللة.
ولاحظ رجال المباحث بقيادة العميد عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، ارتداء الضحية مصوغاتها الذهبية دون سرقتها عبارة عن (دبلة - خاتم - حلق - أسورة).
على الفور وجه اللواء محمود السبيلى مدير مباحث الجيزة، بفحص بلاغات التغيب في الأقسام الواقعة في نطاق قطاع الجنوب، ومطابقتها بأوصاف المجنى عليها، لكن دون جدوى.
ويترأس اللواء سامح الحميلي، نائب مدير مباحث الجيزة، فريق البحث لتحديد هوية الضحية، وفك طلاسم الواقعة، والتوصل إلى مرتكبيها.
من جانبه، قال اللواء مجدى البسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريح خاص لـ«البوابة»، تعليقًا على وقائع العثور على الجثث المجهولة، إن رجال الأمن يتبعون ٤ خيوط، وهى أولًا: فحص سجلات التغيب، بدوائر أقسام المحافظة، وتوزيع مذكرة بمواصفات الجثة بالعلامة المميزة بجسدها، للتعرف عليها في حالة قيام أسرتها بعمل بلاغ بتغيبها لتحديد هويتها، وثانيًا: تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط موقع العثور على الجثة لتحديد خط سير الجناة وكشف هويتهم، وثالثًا: تشكيل فريق بحث عالى المستوى يضم رؤساء مباحث القطاع، لسرعة الوصول وتحديد الجثة، ورابعًا: إجراء تحليل الحمض النووي «DNA»، لتحديد هوية الجثة.
وتابع «البسيوني»، أن أهم الخطوات التى يتخذها رجال المباحث حين العثور على جثة مجهولة هو إجراء معاينة دقيقة وفحص شامل للجثة؛ لأن الفحص الدقيق يدلل على كواليس وأسباب الجريمة، فمثلًا إذا كانت الجثة مشوهة ومطعونة بعدة طعنات، فهذا يدل على أن القتل بدافع الانتقام، وحينها يتم البحث في سجلات الخصومات الثأرية، وحينما نجد جثة لذكر مشوهة الجزء السفلى أو مقطوع العضو الذكري، فيكون القتل بدافع الشرف، وحينما نجد جثة لسيدة مشوهة ومطعونة في مناطق حساسة، وترتدى كامل متعلقاتها الشخصية، فهذا يدل على أن قتلها بدافع الشرف أيضًا.