الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فرنسا وألمانيا تقودان القاطرة الأوروبية لمواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها البريكست

ماكرون
ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء، مجلسا وزاريا مشتركا بمدينة تولوز الفرنسية، بحضور أعضاء من حكومتي البلدين، يتم خلاله مناقشة مجالات التعاون المشترك بين الجانبين لاسيما التحديات المناخية وقضايا التجارة والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي ومشروعات الدفاع المشترك، فضلا عن قضية البريكست الي تحتل الأولوية حاليا على الساحة الأوروبية، إلى جانب بحث تداعيات العدوان التركي على شمالي سوريا.
وتعد هذه هي الدورة الحادية والعشرين للمجلس الوزاري المشترك، الذي بدأ أعماله عام 2003 ويجتمع مرة أو مرتين سنويا، ولكنه الاجتماع الأول من نوعه منذ توقيع اتفاقية "آخن" بين فرنسا وألمانيا في 22 يناير الماضي، والتي تعد بمثابة آلية جديدة لتعزيز التعاون والتكامل الفرنسي الألماني بهدف زيادة التقارب بين البلدين في مختلف المجالات، وتمكينهما من الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة التحديات الراهنة.
ومن بين المشروعات التي من المنتظر أن يتناولها المجلس الوزاري المشترك إنشاء أربعة معاهد ثقافية فرنسية ألمانية، وإنشاء منصة رقمية فرنسية ألمانية لإنتاج المحتوى والمعلومات السمعية والبصرية، وإنشاء صندوق مشترك للمواطنين، إضافة إلى تطوير خطوط السكك الحديدية بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجالات الفضاء والابتكار.
ومن المقرر أن تنضم الألمانية "أورزولا فون دير لايين"، والتي ستتولى قريبا رئاسة المفوضية الأوروبية، إلى المجلس الفرنسي الألماني مساء اليوم على مأدبة عشاء مع مجموعة "الطاولة المستديرة للصناعيين الأوروبيين"، وهو نادي ليبرالي يضم نحو 50 مجموعة صناعية وتكنولوجية كبيرة في الاتحاد الأوروبي.
كان البرلمان الأوروبي قد صوت الأسبوع الماضي ضد سيلفي غولار، مرشحة ماكرون لتولي حقيبة السوق الداخلية في المفوضية الأوروبية، والتي تخضع حاليا لتحقيق قضائي في فرنسا، وهو ما شكل ضربة قاسية للرئيس الفرنسي. وكان من المفترض أن يطلب ماكرون من رئيسة المفوضية تفسيرات بشأن هذا التصويت السلبي، غير أنه لم تصدر أي تصريحات رسمية من الطرفين بشأن هذه المسألة.
ومن المقرر أن يقوم ماكرون وميركل اليوم أيضا بزيارة المقر الرئيسي لشركة "إيرباص" لصناعة الطائرات والتي تستهدفها الولايات المتحدة بعقوبات، حيث قررت واشنطن فرض رسوم جمركية على منتجات أوروبية، من بينها الطائرات الأوروبية والنبيذ والجبنة، بقيمة 7,5 مليار دولار بدءا من 18 أكتوبر الجاري وذلك بعد ضوء أخضر من منظمة التجارة العالمية التي فرضت بدورها عقوبات على قروض عامة لإيرباص.
ويأتي اللقاء الفرنسي الألماني في وقت تمر فيه المنطقة بتطورات خطيرة على مختلف الأصعدة. فمن ناحية يعقد هذا اللقاء عشية انعقاد قمة حاسمة للقادة الأوروبيين ببروكسل تتناول بالأساس أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تحتل حاليا أولوية على الساحة الأوروبية في ضوء عدم الوصول حتى الآن إلى اتفاق ينظم العلاقات بعد الخروج البريطاني من التكتل الأوروبي، وهو ما يزيد من فرص حدوث "بريكست بلا اتفاق" لاسيما مع قرب الموعد المقرر لوقوع الانفصال وهو 31 أكتوبر الجاري.
كان ماكرون قد أعرب مؤخرا عن أمله في تحقيق انفراجه بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل الموعد المحدد، معربا في أكثر من مناسبة ، عن رفضه لوقوع عملية الانفصال دون اتفاق.
أما ميركل فقد صرحت من قبل بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سينتج عنه في المستقبل وجود "منافس محتمل" للاتحاد الأوروبي، مشددة على أهمية إظهار "ما لدى الاتحاد الأوروبي من إمكانات والعمل بشكل أسرع، وعلى نحو أكثر اتساقاً".
من ناحية أخرى، يأتي لقاء ماكرون وميركل عقب اندلاع العدوان التركي على الأكراد في شمال سوريا والذي أعلن الطرفان- خلال اجتماع تنسيقي بينهما الأحد الماضي- أنه "يزيد من خطر خلق وضع إنساني لا يمكن تحمله ويساعد في عودة ظهور داعش"، ودعا كلاهما تركيا من جديد إلى وقف عمليتها التي ندد بها الاتحاد الأوروبي، مذكرين بقرارهما وقف بيع الأسلحة إلى تركيا.
وبشكل عام يسعى ماكرون وميركل لقيادة دفة الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة الحرجة والوقوف كجبهة واحدة لمواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها الكتلة الأوروبية. في هذا السياق أشارت ميركل إلى أن الدولتين ستجريان "مشاورات مكثفة" قبل كل قمة أوروبية للنظر في كيفية ظهور ألمانيا وفرنسا بمواقف مشتركة بأكبر قدر ممكن، والتنسيق الدائم بين الحليفين الأوروبيين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية بهدف تعزيز الوحدة الأوروبية لاسيما في ظل تزايد التوتر مع الولايات المتحدة وقرب خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، وهو ما يؤكد أهمية دور المحور الفرنسي الألماني كعجلة التقدم للقاطرة الأوروبية.