الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

سيوة تحتفل بـ"عيد السياحة والتصالح والحصاد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت واحة سيوة بمحافظة مطروح، اليوم الاثنين، انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد السياحة أو كما يطلق عليه في اللغة الأمازيغية «اسياحيت»، والذى يتزامن مع بداية موسم الحصاد لمزارعي الواحة الخضراء، ويبدأ في الليالي القمرية من شهر أكتوبر من كل عام عند اكتمال القمر، وتشهد الواحة رواجا سياحيا كبيرا خلال الاحتفال بهذا العيد، ويحرص السياح الأجانب حضور الفعاليات في الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر الجاري.
وأكد محافظ مطروح اللواء مجدي الغرابلي، أنه تم اتخاذ كافة الاستعدادات لاستقبال زوار واحة سيوة خلال هذا الحدث السياحي، الذى يشهده عددا كبيرا من السياح الأجانب والعرب والمصريين، الذين يحرصون على قضاء تلك الفترة بها، مشيرا إلى ضرورة استثمار هذا الحدث للترويج السياحي للواحة والإمكانيات الطبيعية والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها سيوة.
اعتادت الطريقة المدنية الشاذلية الصوفية بسيوة، إقامة احتفالا سنويا كبيرا للتصالح في الطرف الشمالي من جبل الدكرور، وتتضمن طقوس الاحتفال بصعود الأهالى شيوخا وشبابا وأطفالا أعلى الجبل، تاركين منازلهم يجتمعون على مائدة واحدة، ويحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام ليقدمها لكل الناس، لا فرق بين غنى وفقير، وعند إطلاق إشارة البدء من «القدوة»، الذي يجلس في أعلى مكان على الجبل، يبدأ الأهالي والضيوف في تناول الطعام، وتحرص الفتيات بالتواجد في ساحة الاحتفالات منذ الصباح حتى بعد العصر، ثم يغادرن الساحة، أما النساء نظرا لطبيعة الأعراف بسيوة، فأنهن لا يتواجدن بساحة الاحتفالات.
وتشهد الواحة توافد المئات من السياح المصريين والعرب والأجانب، للاستمتاع بجوها الساحر وشمسها الدافئة وعيون المياة الساخنة المتدفقة من باطن الأرض، والمشاركة في احتفالات التصالح وأعياد الحصاد، ويحرصون على التقاط الصور والفيديوهات، ليحملونها إلى بلادهم موثقين تلك اللحظات الإنسانية التي تدعو لنبذ العنف والخلاف، والتمسك بالخلق الطيب والحفاظ على العادات والتقاليد التي ترسخ الانتماء والولاء.
وتعود ذكرى هذا الحدث لأكثر من 160 عاما، عقب إنهاء المعارك والحروب بين قبائل سيوة الغربيين من ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها، وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش في السهل، وتمت المصالحة بينهم على يد الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية في سيوة، الذى تمكن من المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة والتصالح ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة وحل المشكلات.