قال الدكتور وائل الشهاوي، الباحث المتخصص في الشئون الدولية، إن بداية صراع الطاقة بين المعسكر الأمريكي والمعسكر الروسي، أن أوروبا تعتمد بشكل أساسي في الغاز الطبيعي على روسيا، وتريد في الوقت الحالي أن تخرج من تحت سيطرة روسيا بخصوص الغاز الطبيعي، بسبب زيادة نفوذ روسيا لأنها الإمداد الوحيد للطاقة في القارة الأوروبية.
وأضاف "الشهاوي"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حواديت شارعنا"، المذاع عبر فضائية "الحدث اليوم"، والذي يقدمه الإعلامي سامح دراز، مساء اليوم الاثنين، أن أمريكا حاولت إيجاد حل بديل يتمثل في الاعتماد على غاز منطقة الخليج، والذي يُمثل الغاز القطري 80% منه، وتمثلت الخطة في خروج أنابيب عبر الأراضي السورية مرورا بتركيا وصولا إلى دول شرق أوروربا، مشيرا إلى أن روسيا شعرت أنه بوجود خط إمداد غاز لقارة أوروربا بالكامل ويكون بديلا للغاز الروسي قد يتسبب في ضرب اقتصادها، كما أنه سيرفع اقتصاد دول أخرى مثل تركيا والتي يمر عبرها خط الغاز البديل للغاز الروسي بشكل كبير جدا، موضحا أن دولة سوريا دولة محورية لأنهم مهما حاولوا تفاديها لن يستطيعوا، وهنا كانت بداية تخطيط تركيا لغزو سوريا قبل ظهور غاز شرق المتوسط.
وأوضح أنه بطبيعة الحال فإن روسيا لن تقبل بهذا الأمر على الإطلاق، ولهذا يدعم الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس السوري بشار الأسد والحفاظ عليه من السقوط؛ لأن هذا سيُصعب على التحالف الأمريكي والدول المساندة في إمداد خط الغاز الذي يُخطط لتنفيذه من قبل أمريكا، مشيرا إلى أن ظهور غاز شرق المتوسط تسبب في قلق وانعدام التركيز لأمريكا ودول التحالف وعلى رأسها تركيا لأنهم لن يستطيعوا في تنفيذ مطامعهم في سوريا؛ لأن هذا سيتسبب في خسارة مليارات الدولارات التي كانت ستتسبب في تقدم اقتصادهم بشكل كبير.
وأشار إلى أن تركيا تريد بما تفعله في سوريا أن يكون لها كلمة وسيطرة على الاتحاد الأوروبي الذي فشلت في الانضمام إليه، وهذا ما يسمى بصراع الطاقة ومن هنا قام أردوغان بغزو سوريا لتحقيق مطامعه في الحصول على الغاز السوري.
