الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المخرجة أميرة شوقي تتحدث لـ«البوابة نيوز»: «أوبرا بنت عربي» يثير مخاوف طفل التوحد.. فرقة مسرح الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة خرجت عن مسارها ودورها الأساسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت المخرجة المسرحية أميرة شوقي، رئيسة أمناء مؤسسة الشكمجية لذوى الاحتياجات الخاصة، ومؤسسة مبادرة «الفن حياة»: إن فرقة مسرح الشمس لذوى الاحتياجات الخاصة، التابعة للبيت الفنى للمسرح، خرجت عن مسارها ودورها في الاهتمام بمشكلاتهم، والمساعدة في دمجهم بصورة طبيعية داخل المجتمع‪.‬


وسردت «أميرة» عدة أسباب جعلت الفرقة - في نظرها - تخرج عن الدور المنوط بها، منها تقديم أعمال ليست موجهة لذوى الاحتياجات، ومشاركة فنانين أسوياء بنسبة تفوق مشاركة ذوى الاحتياجات، بالإضافة لكون مقرهم الرسمى «مسرح الحديقة الدولية بمدينة نصر» بعيدا جدا عن الحالات المشاركة.
وأوضحت «أميرة» أنه في الفترة الأخيرة تقدم فرقة مسرح الشمس عرض «أوبرا بنت عربي»، وهو عرض ليس لذوى الاحتياجات الخاصة، فالعرض مكون من ٦٥ فنانًا، لم يشارك من ذوى الاحتياجات الخاصة غير ١٠ فنانين، وفى أدوار ثانوية وغير حقيقية، فإذا كانت تكلفة العرض تفوق الـ٨٠٠ ألف جنيه، فإنه من الطبيعى ألا تكون صرفت على ذوى الاحتياجات الخاصة بل على الأسوياء، مؤكدة أنه لا توجد أى مشكلة في العرض أو في المخرج، ولكن المشكلة تكمن في كونه عرضًا يقدم ضمن فرقة من ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأكدت «أميرة» أن الفرقة ليس لديها إخصائيين نفسيين للتعامل مع الحالات المشاركة، ولا سيما أن هذه الحالات مختلفة وتحتاج لمعاملة خاصة وفردية، فكيف ندعى أننا قادرون على مناقشة عروضهم وأعمالهم ونحن نجهل أبسط الأمور المتعلقة بهم، الفرقة مثلا تقدم عرض «أوبرا بنت عربي» وهو لا يناسب طفل التوحد، فكان من المناسب أن نحدد الفئات المستثناة من العرض، كأن نقول هذا العرض لا يناسب حالات التوحد، بالإضافة لاتباع التصنيف العمرى كأن نقول هذا العرض خاص بالفئة العمرية كذا.


وتابعت، من الضرورى أن يكون هناك إشراف صحى ونفسى داخل الفرقة، كما نجده عند إدارة التمكين الثقافى الموجودة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فهناك إخصائى سلوك، وإخصائى نفسي، وإخصائى تنمية مهارات.
وعن مدى عدم ملاءمة عرض «أوبرا بنت عربي» قالت «أميرة»: إن أطفال التوحد لديهم خلل حسى سمعى وبصري، وصاحب الخلل البصرى لا يمكنه رؤية بعض المناظر التى تسبب له مخاوف، لذلك لا بد أن نرفض ما قام به ممثلو عرض «أوبرا بنت عربي» حين وضعوا «ميكب» بشكل يثير مخاوف طفل التوحد، أيضا توجد حركات معينة بأصوات وموسيقى تابعة؛ تساعد في زيادة الخلل الحسى لدى هؤلاء الأطفال، فلا بد من مراعاة أن يكون العرض بعيون طفل التوحد لا بعيون الأسوياء.
وعن دورها ومشاركتها في ولادة فكرة مسرح الشمس قالت «أميرة» أنا صاحبة مشروع «الفن حياة» الذى انبثق عنه مسرح ذوى الإعاقة الذى تم تقديمه للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، والذى يهدف لإنشاء فرقة تابعة للبيت الفنى كمفرخة للمواهب، ومن ثم إنشاء مهرجان يحمل اسمهم، لقد قامت فرقة الشمس وكان لى دور فيها، لقد جهزت مقابلات مع ٣٠٠ بنت وولد من ذوى الاحتياجات؛ لاختيار المواهب التى تشارك في عرض افتتاح الفرقة، وتم ذلك تحت قيادتى بشهادة مديرة المسرح.
وأضافت «أميرة» أنها قدمت أول عمل مسرحى بعنوان «أوبريت أنتيكا» من فكرتى وإخراجى بمشاركة ٤٥ من ذوى الاحتياجات الخاصة ونسبة الدمج بدون الإعاقة لا تتعدى الـ٥ في المائة، وقد شارك هذا العمل بمهرجان بدولة المغرب.
قدمت عددا من ذوى القدرات الخاصة من الموهوبين في مصر على صفحتى الشخصية بفيسبوك، مما شجع الكثير من المخرجين للاستعانة بهم في عروضهم، فهدفى تمكين وتطوير ودمج ذوى الاحتياجات، وذلك مشروعى الذى أسعى إلى تحقيقه.


وأكدت «أميرة» أنه عندما تفوق نسبة المشاركين في العرض من الأسوياء أكثر من ثلاثة أضعاف من ذوى الاحتياجات، وأن المشاركين يؤدون أدوارا ثانوية لا تعبر عنهم، وأن العرض طرح «أفيشين» يخلو أحدهما من صورهم، بينما الآخر تظهر صورهم كأقزام بجوار الممثلين الأبطال. فهنا يجب أن نعترف بأن هناك الكثير ممن يتكسبون بقضية ذوى الاحتياجات الخاصة في كل المجالات وليس الفن وحده.
وأشارت إلى أن مسرح ذوى الإعاقة مسرح نوعى مثل مسرح النساء ومسرح الطفل يحتاج لكوادر إن لم تكن موجودة فعلينا أن نستعين بتجارب الدول العربية الشقيقية، فهناك تجارب ناجحة في الإمارات المتحدة في الشارقة وفى السعودية، علينا أن نستعين حتى بكوادر أوربية فلا بد أن نأخذ في الاعتبار التدريب والتأهيل والتطوير ودمج ذوى القدرات بقانونهم وليس قانون الاحتراف فقط.
وأضافت سبقتنى محاولات جادة في الاهتمام بمواهب ذوى الاحتياجات الخاصة منها محاولات الدكتورة هناء عبدالفتاح بمسرح الجمهورية، والدكتورة فاطمة المعدول مع المجتمع المدني، إلى جانب دور الفنانة منى أبو سديرة، وتجربة أيمن النمر وإيهاب حمدى وشريف فتحي، الثلاثى الذى قدم أكثر من تجربة لذوى الاحتياجات الخاصة، لكن مشروعى هو تقديم منهج متكامل للتعامل مع مواهب ذوى الاحتياجات الخاصة يخدم كل فنان ومخرج ليتمكنوا من خدمة وتمكين وتطوير ذوى الاحتياجات الخاصة.
وقد حاولنا التواصل مع الفنانة وفاء الحكيم، مدير فرقة الشمس، للرد على ما تحدثت عنه المخرجة؛ إلا أنها رفضت الرد، مؤكدة أنها يُمكن أن تتحدث عن أنشطة الفرقة دون التطرق إلى ما سبق ذكره.