"رحمة" تستحق الرحمة، هذا هو ملخص الإحساس الذي يشعر به كل من يقترب من تلك الطفلة المعجزة، ويعرف حالتها.
رحمة ناصر عبد الحميد، طفلة من أبناء محافظة الشرقية، وهبها الله قدرة فائقة على تحدي الصعاب وقهرها، فرغم أنها وُلدت بلا ذراعين، لكنها استطاعت أن تتعلم، مستخدمة قدميها.
تستطيع "رحمة" أن تكتب بل وترسم، بقدمها اليسرى، التي تتحكم في القلم، أفضل من كثيرين ممن تمتعوا بنعمة الجسد المكتمل، ذي الأذرع والأيدي.
الطفلة المعجزة، "رحمة" استطاعت أن تتجاوز كل الصعاب التي واجهتها حتى الآن، بإرادة من فولاذ، وإيمان من صخر، إلا أنها وقفت عاجزة أمام أزمة وحيدة، تحتاج للمساعدة على تجاوزها.
وتقول والدة "رحمة"، عن تلك الأزمة: "ابنتي تعلمت أن تعبر كل الصعاب، ونجحت في تعلم القراءة والكتابة، دون أن تقف إعاقتها في طريقها، لكننا نشعر بالحزن لأنها لا تستطيع تجاوز مشكلة السمع التي تعاني منها".
وأضافت: "نفسي حد يساعدها بسماعة، عشان تعرف تعيش زي باقي الناس، فهي استطاعت بفضل الله أن تتخطى كل المشكلات المرتبطة بقدرتها على التحمل والصبر، لكن مشكلة السمع محتاجة مساعدة، عشان كده بأناشد وبأستغيث بكل المسئولين، يساعدوني على توفير سماعة لها، تقدر بيها تواصل رحلتها مع الحياة، خصوصا أنها ناجحة جدا في التعليم، منذ التحاقها بمدرسة الفصل الواحد، بشهادة جميع من يدرسون لها".
وأتمّت أم "رحمة" قائلة: "كل اللي بنتمناه من محافظ الشرقية أن يتم توفير سماعة لرحمة، حتى تستطيع أن تستعيد تواصلها مع العالم، وتعود للسمع والكلام، وتواصل رحلتها في المجتمع، وقهرها للتحديات".
