الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

بعد العدوان التركي.. أكاذيب أردوغان تعيد سوريا للحضن العربي

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن العدوان التركي، على الأراضي السورية، مفاجئا للمتابعين، الذين حذروا من التمهيدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحاته بشأن سوريا، على مدى سنوات الصراع الداخلي هناك.
الخبراء يؤكدون أن ما يجري في سوريا، من اعتداء تركي سافر، على سيادتها، هو سلوك كان متوقعا بل ومنتظرا من القيادة التركية، التي أعماها الحلم الإمبراطوري، واستعادة الأمجاد العثمانية، على حساب العرب، بل إن البعض يؤكد أن كراهية أردوغان لثورة 30 يونيو في مصر، وما تلاها من تطورات غيرت نظام الحكم، عائدة إلى أن الشعب المصري أفشل خططه للتدخل في شئون القاهرة، وحرمه من فرصة أن يمارس اللعبة ذاتها في مصر.
الاجتياح التركي لشمال سوريا، من شأنه، إن لم يتم التصدي له، أن ينتهي إلى تقسيم سوريا، بين جميع الطامعين في المدخل الشمالي للوطن العربي، فإذا كان الجولان خاضعا للاحتلال الإسرائيلي، واعترفت الولايات المتحدة الأمريكية، بسيادة تل أبيب عليه، فإن باقي سوريا أصبح في خطر داهم، بعد الاحتلال التركي الغاشم. 
إدراك أن سوريا تتعرض لخطر شديد، قد يقضي على وحدة أراضيها إلى الأبد، يدفعنا نحو طرح تساؤل مهم مفاده: هل يعيد العدوان التركي سوريا إلى الحضن العربي؟ وهل من المناسب الآن أن تبقى دمشق بعيدة عن الجامعة العربية؟
أكاذيب أردوغانية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يتوقف عن إطلاق الأكاذيب، لتجميل وجهه، ومحاولة إقناع العالم، بأنه لا يمارس أسوأ أنواع الاحتلال، باجتياحه للأراضي السورية.
الأكاذيب الأردوغانية، بدأت بإطلاق اسم "نبع السلام"، على عمليته العسكرية داخل الأراضي السورية، وذلك دون أن يوضح أي سلام هذا الذي يمكن أن تقدمه أيادٍ ملوثة بقتل الأبرياء؟! وأي سلام يمكن قبوله من دولة تسعى إلى مفاقمة أزمة شعب تحول أبناؤه إلى لاجئين منذ أكثر من 7 أعوام؟
أردوغان واصل كذبه بالقول إن "أنقرة لن توقف العملية العسكرية التي تنفذها في شمال سوريا، على الرغم من الانتقادات الواسعة لها"، زاعما أنه لا يستهدف المواطنين الأكراد، وإنما "تنظيمات "إرهابية ومن بينها تنظيم داعش"، وأنه مستمر حتى "يبعد المسلحين الأكراد وغيرهم من الجماعات المسلحة عن المناطق الحدودية وينشئ "منطقة آمنة".
كما ادعى أن "الهجوم سيوفر الأمن والسلام، لـ4 ملايين لاجئ يعيشون حاليا داخل الأراضي التركية".
حان وقت العمل
تصريحات أردوغان أو بالأحرى أكاذيبه، تشي بوضوح عن نواياه، وتكشف أنه لا يفكر في التراجع، قبل أن يعيد ترتيب الأوضاع لصالحه في الشمال السوري، وهو ما يعني أنه لن يسمح سوى بوجود من يرضى عنهم، ويضمن ولاءهم، في تلك المنطقة العازلة.
التقديرات تشير، إلى أن أردوغان لن يستطيع أن يقاتل إلى الأبد، وأن الغضب العالمي المتصاعد ضده، سيوقفه قريبا، لذا فإنه يحاول إعادة رسم الخريطة في المنطقة الشمالية من سوريا، حتى يتخلص مع صداع الأكراد، خاصة وهو يعلم جيدا، أن الفرصة التي واتته لاجتياح الشمال السوري، لن تتكرر فيما بعد.
هذا الطرح يوضح أن الدول العربية، صارت بحاجة إلى التحرك العاجل قبل أن يفرض أردوغان واقعه الجديد، ويفاجئ الجميع، بدولة داعشية في المنطقة العازلة، تقاتل الأكراد بدلا منه، وتحميه من غضبهم، مقابل أن يمدها وحلفاؤه في تركيا بكل ما تحتاج من عتاد، وأموال، لتصطلي بنيران إرهابها باقي الدول المجاورة.
تردي الوضع الأمني داخل سوريا، وعودة داعش، مع حالة التوتر القائمة في العراق، التي تغذيها إيران، تشير إلى أن استمرار أردوغان في تنفيذ خططه، بات أمرا كفيلا بإشعال المنطقة كاملة، وهو ما يعيدنا إلى السؤال المهم: هل تعود سوريا للحضن العربي؟
العودة هي السلاح 
عودة سوريا إلى الحضن العربي، والآن قبل غد، هو السلاح الأهم في معركة الحفاظ على وحدة هذه الدولة، وسلامة أراضيها، ولا ذريعة هنا لمن يريدون الإطاحة ببشار الأسد، إذ إن الاستمرار في مقاطعة سوريا عربيا، يمهد الطريق لإردوغان لكي يحقق كامل أهدافه، وبالتالي فإن بقاء بشار أو الإطاحة به، كلاهما سيكون بلا فائدة، في ظل أن تقسيم سوريا سيهدد الأمن القومي العربي بشكل لم يسبق له مثيل.
التداعيات السريعة على الأرض في سوريا، يجب أن تواجه بإجراءات عربية سريعة أيضا، وشديدة الحسم، ويجب أن تشمل إظهار الغضب العربي ضد العدوان التركي، للعالم بأسره، بحيث يعلم جميع من يؤيدون أردوغان أنهم يخسرون العرب، وأنهم في سبيل إرضاء الطاغية القابع في أنقرة، سيدفعون الثمن سياسيا واقتصاديا.
الموقف المصري الذي ظهر منذ اللحظات الأولى للعدوان التركي على سوريا، كان واضحا بشكل يمكننا من اعتباره أول الغيث ودرجة يمكن البناء عليها، لإنقاذ سوريا من هذا العدوان الغاشم. 
كذلك فإن إعراب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن قلقه العميق، إزاء تصاعد حدة العنف، في سوريا، يجب استثماره بالضغط على الجماعة الدولية، لإدانة العدوان الأردوغاني.