الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"بالهداوة مش بالقساوة".. حملة جديدة لحماية الأطفال من العنف.. "حقوق الأطفال": تحتاج إلى التطبيق في الشارع ونشرها بشكل أوسع.. وخبير نفسي: العنف ضد الطفل يقتل الحس الإبداعي والابتكاري لديه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة إيجابية نحو إصلاح المجتمع وبناء أجيال سليمة وأكثر وعيًا ونضجًا وإدراكًا، أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والمجلس القومي للطفولة والأمومة، مؤخرًا، حملة بعنوان "بالهداوة مش بالقساوة"، لحماية الأطفال من العنف وتربيتهم بشكل سليم والتصدي للاستخدام الخاطئ للعنف والعقاب البدني واللفظي كأداة تأديبية للأطفال.



تهدف الحملة إلى أن يكون أولياء الأمور والمعلمون أكثر وعيًا بكيفية لعب دور أكثر إيجابية في توجيه الطلاب المراهقين من خلال احتوائهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، بدلًا من محاولة الضغط عليهم لكي يكونوا (طلابًا للإجابات النموذجية) بغض النظر عن قدراتهم الفردية واهتماماتهم، فضلًا عن زيادة وعى مقدمي الرعاية بالتربية الإيجابية، مع التركيز على السن الحرجة للمراهقين وقبوله على نطاق واسع في الثقافة المصرية.
وتعد هذه الحملة، هي السلسلة الثالثة من الحملات التي تحمل اسم "أولادنا"، للحد من العنف، وتعزيز التربية الإيجابية كأحد المناهج لإنهاء العنف والممارسات الضارة ضد الأطفال، بالإضافة إلى تعزيز مفردات القيم الأخلاقية في التعامل مع الأبناء، في مختلف مجالات تعاملاتهم، تعزيزا ودعمًا لبنائهم النفسي.



وبدوره، يقول أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الأطفال، إن إطلاق حملة "بالهداوة مش بالقساوة" خطوة إيجابية تسعى إلى إعداد جيل واعٍ وقادر ومؤهل نفسيًا واجتماعيًا وبدنيًا بشكل صحيح، مضيفًا أن مثل هذه النوعية من الحملات تحتاج إلى النزول إلى أرض الواقع وتعريف المواطنين في شوارع وميادين محافظات الجمهورية بأهمية تنشئة الأبناء بشكل سليم، وليس الاكتفاء العمل داخل المكاتب والفصول والمدارس فقط، وأن يكون هناك نشاط ومبادرات لتطبيق هذه الحملات.
وتابع مصيلحي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الحملات تتم صياغتها بشكل جيد جدًا، ولكنها تفتقر إلى التمثيل الحقيقي بين المواطنين، موضحًا أن المجلس القومي للأمومة والطفولة عليه التعاون بشكل كبير في استقبال كل الشكاوى الخاصة بالطفل ومساعدتهم، فلا بد أن يعمل الجميع سويًا لتحقيق الحملة أهدافها والنزول إلى الأماكن التي يتواجد بها المشكلات الأسرية وما يتعلق بالطفل، فضلًا عن ضرورة دعم هذه الحملات من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن التوعية داخل المدارس ضرورية جدًا أيضًا، وتطبيق المبادرات على أرض الواقع كي تستطيع الوصول إلى الأبناء والآباء والأمهات ورفع درجة الوعي لديهم بأهمية إعداد الأجيال القادمة ومساهمتها في النهوض بالبلاد وتحقيق التنمية، مقترحًا عمل جدول بعمل الحملة داخل كل مدرسة على مستوى الجمهورية. 



ويضيف الدكتور علي عبدالراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن الشخصية الاعتمادية والمسئولة تحتاج إلى العديد من الجهود، فإن فكرة التعاون ما بين وزارة التريبة والتعليم والمجلس القومي للأمومة والطفولة لعمل مبادرة قوية لعدم الإساءة إلى الأطفال والمراهقين في المدارس سواء الإساءة البدنية أو اللفظية جيد جدًا لدى عملية التربية، لافتًا إلى أنه من احتياجات التربية لدى الأطفال هى بناء شخصية سوية وسليمة ويعتمد عليها وأن يكون شخصا مسئولا في المدارس والمنازل.
وأكد عبدالراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تهميش الشخصية وتحطيم وتشويه صورة الذات والاعتداء عليه لفظيًا أو بدنيًا من قبل الآباء والأمهات أو المعلم يؤثر سلبيا على شخصية الطفل، مشيرًا إلى أن عمل هذه المبادرة جيد ويخلق طفلا مسئولا ويشعر بالانتماء والمواطنة، ففي إحدى الدراسات توضح أن الأطفال الذين لم يتعرضوا لإساءة بدنية أو لفظية يكون الحس الإبداعي والابتكاري مرتفعا جدًا على المقياس المعني بالابتكار لمواكبة الطفرة العالمية في مجال الصناعة والاقتصاد والتكنولوجيا.
واستكمل، أن تشويه صورة الطفل ذهنيًا والاعتداء عليه بشتى الطرق والتنمر عليه داخل المدرسة أو في المنزل تؤدي إلى هدم الطفل، وعلى المجلس القومي للأمومة والطفولة أن يعرف أن الطفل يحتاج إلى 3 أشياء فقط وهى: الاحتياجات الأساسية والبيولوجية والمعنوية والنفسية، فهو يحتاج إلى الحب والحنان والأمان، وشعوره بأنه مقبول لدى الآخرين دون الاعتداء عليه، بل أنه خُلق للعيش حياة جيدة وتنمية مهاراته وقدراته ويكتشف العالم من حوله، مؤكدًا أن الاعتداء عليه يؤثر على قدراته الذهنية والإبداعية والابتكارية ولذلك من المهم جدًا الابتعاد عن كل ما يُهين الطفل وتجريده من الأشياء المهمة التي يحتاجها، فعلى الآباء والأمهات والمعلمين تقبل الطفل كما هو وتشجيعه نحو الأفضل دون مقارنة بأحد أو انتقاده بشكل لاذع وحاد، مع ضرورة الاستماع لهم وخلق الحوار البناء معهم والاستخدام الصحيح للتواصل الاجتماعي.