"الممر".. يضيء الطريق إلى المجد

وبعد عرضه تليفزيونيا للمرة الأولى في الذكرى الـ٤٦ لحرب ٦ أكتوبر المجيدة الأحد الماضى حقق نجاحا كبيرا أيضا واستحوذ على قلوب ومشاعر المشاهدين والتفت حوله جميع الأسر بكل فئاتها والمقاهى في الشوارع حول الشاشات لمتابعة الفيلم على قناة أون.

ونجح «الممر» في أن يكون مصدرا للإعلانات على الشاشة لعلم إدارة القناة أن الكثير من الشعب المصرى بل العربى أيضا يتابعون الفيلم في أول عرض له على القنوات الفضائية واستاء الجمهور من كثرة الإعلانات عند عرض الفيلم فاستجابت إدارة القناة إلى الجماهير وعرضت الفيلم أمس الأول الاثنين بدون إعلانات تلبية لرغبة الجماهير التى أعجبت بالعمل ومن المقرر أن يتم عرضه أيضا مرة أخرى يوم الخميس المقبل ١٠ أكتوبر على قناة «DMC» في تمام الساعة ١١ مساء، ويعاد مرة أخرى يوم الجمعة الموافق ١١ أكتوبر على القناة الأولى المصرية في تمام الساعة ١٠ مساء. 

فيلم «الممر» لم يكن مجرد فيلم وطنى عابر يمكن مشاهدته والتنبؤ بأحداثه، التى اعتدنا أن تدور إما عن نكسة ١٩٦٧ أو انتصار أكتوبر المجيد ١٩٧٣ ولكنه رصد فترة لم تتحدث عنها الغالبية العظمى من الأعمال الوطنية وأظهر غليان الشارع المصرى وعلاقة الشعب بالجيش.

ورغم أن الفيلم لم يتناول حرب السادس من أكتوبر وتناول العمل حرب الاستنزاف خلال أحداثه فساعد هذا على معرفة الأجيال الجديدة بقيمة حرب الاستنزاف والشهداء الذين راحوا فداء للوطن في هذه الحرب وترسيخ هذه الفترة في الوجدان حتى تعلم الأجيال الجديدة كم التضحيات والبطولات التى قدمها جيشنا العظيم خلال هذه الفترة وهناك العديد من العوامل التى أدت إلى نجاح هذا الفيلم ومنها تناول العمل للحرب بتقنية وجودة عالية وبشكل حديث ونحن نفتقد وجود أفلام تؤرخ الأحداث المهمة بمثل هذه التقنية، ذلك بجانب اختيار فريق عمل الفيلم بدقة مما جذب الجمهور لمشاهدة الفيلم كما أن الفيلم يوضح للجمهور ما هى حرب الاستنزاف وما هى التفصيلة التى قد يجهلها الكثيرون من شباب الجيل الحالى في محاولة لنشر الوعى بين الناس والدافع الرئيسى للنجاح يعود إلى أن الجمهور كان متعطشا لتلك النوعية من الأعمال الوطنية بالإضافة إلى أنه يحتوى على الكثير من الإنسانيات والجانب العاطفى الذى لم يخل الفيلم من وجوده أيضا، كل تلك العوامل أعطت للمشاهد إحساسا كبيرا بمشاهدة ملحمة تاريخية وطنية متكاملة وأدى لنجاحه بشكل ملحوظ. 

كما ساعد نجاح فيلم «الممر» على فتح الطريق أمام المنتجين وجعل الدخول إلى منطقة الأعمال الوطنية ليس محظورا حيث مهَّد «الممر» الطريق إليها بأمان فضلا عن أنه خلق حماسا وفضولا لدى صناع السينما والدراما لتسليط الضوء على المزيد من الأعمال التى تناقش قضايا الحروب والقصص الإنسانية داخلها، حيث إن قصص الجنود المصريين في الحرب مليئة بالحكايات التى تصلح لأن تكون أفلامًا سينمائية، لذا طلب الجمهور عبر «السوشيال ميديا» الاهتمام بتلك النوعية من الأفلام، التى ترصد لنا حياة الأبطال الحقيقيين.

وتغلب صناع فيلم «الممر» على مخاوفهم التى راودتهم بسبب غياب الأفلام الوطنية عن الساحة منذ وقت طويل وفازوا بالرهان واستطاعوا تقديم ملحمة فنية نالت إعجاب المصريين والعرب، حيث إنه بعد عرض فيلم «الممر» سيطرت على المشاهدين حالة من النشوة والسعادة لما رأوه من محتوى يدعو إلى التفاخر دفعهم إلى المطالبة بإنتاج المزيد من الأفلام الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة «فيسبوك وتويتر وإنستجرام». 

يذكر أن فيلم «الممر» تناول قصة قوات الصاعقة خلال حرب الاستنزاف وعلى رأسهم أحد القادة البواسل الذى يدعى (نور)، ويناقش المرحلة الزمنية بدءًا من حرب ١٩٦٧ وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف.

وشارك في بطولة الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم منهم أحمد عز، أحمد رزق، إياد نصار، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد صلاح حسنى، محمد الشرنوبى، محمد جمعة، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أسماء أبواليزيد وضيوف شرف منهم هند صبرى، شريف منير، إنعام سالوسة وحجاج عبدالعظيم وتأليف وإخراج شريف عرفة.

عدد كبير من نجوم الفن سواء المشاركين في صناعة الفيلم أو الذين جلسوا على مقاعد المشاهدين واستمتعوا بهذا العمل، نشروا على صفحاتهم تدوينات تشيد بهذا العمل الذى أعاد للأذهان الأفلام الحربية التى تناولت بطولات المصريين.

ونال العمل استحسان كل الفنانين وأشادوا بأدوار المممثلين وأيضًا بالمخرج شريف عرفة الذى قدم عملًا يليق بإمكانيات السينما المصرية، وقام بتوظيف كل المشاركين في الفيلم بشكل رائع، وكان من أبرز الفنانين الذين حصلوا على إشادات كثيرة من داخل الوسط الفنى على أدائهم في هذا العمل، الفنان أحمد عز والفنان أحمد فلوكس، وأيضًا الفنان محمد فراج. 

ونشر الفنان عمر خورشيد، صورة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضم الشخصيات الحقيقية لفيلم «الممر» الذى لاقى نجاحًا كبيرًا بعد عرضه أمس على الفضائيات.

وعلق «خورشيد» على الصورة، قائلًا: «الشخصيات الحقيقية لفيلم الممر، الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، ألف رحمة ونور عليك، والبطل الحقيقى لمشهد السنترال هو أحد ضباط مجموعة ٣٩ تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعى وهو اللواء محيى نوح». 

كما نشر الشاعر الغنائى أمير طعيمة مجموعة من الصور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تجمعه بعدد كبير من فريق عمل فيلم «الممر» الذى لاقى نجاحًا كبيرًا أثناء عرضه أمس بالفضائيات المصرية.

وعلق على صفحته قائلًا: «شكرًا جزيلا على كل تعليقاتكم المشجعة على فيلم الممر، البلد دى كبيرة وتاريخها عظيم وشعبها أعظم، وبإذن الله تبقى بداية لأعمال تانية تليق ببلدنا، المخرج العبقرى الأستاذ شريف عرفة كل كلمات الشكر والثناء لا تكفيك، وشكرًا بجد إنك خلتنى جزء ولو بسيط من العمل العظيم ده، وشكرًا لكل زملائى وأساتذتى اللى شاركوا في العمل، ربنا إداكم تقدير الناس وحبهم عشان أنتم تعبتم بجد، الحمد لله». 

يشار إلى أن طعيمة شارك في كتابة حوار الفيلم مع المخرج شريف عرفة، كما كتب كلمات الأغنية الرسمية للفيلم.

علق الفنان شريف منير، على النجاح الكبير الذى حققه فيلم «الممر»، قائلا: إن المخرج شريف عرفة هو البطل الحقيقى للفيلم.

ونشر «منير» الذى شارك كضيف شرف في الفيلم صورة لمخرج الفيلم على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعلق عليها قائلًا: «البطل الحقيقى لفيلم الممر المخرج الأستاذ شريف عرفة، ربنا يخليك للسينما المصرية». 

أما المخرج عمر زهران، فقد نشر فيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضمن كواليس تصوير مشهد الانفجار الكبير ضمن أحداث فيلم «الممر» الذى شارك «زهران» في بطولته.

وعلق قائلًا: «تصوير مشهد انفجار فيلم الممر». 

كما أشاد الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، بالفيلم وكتب تويتة عبر «تويتر» قائلا «‏شاهدته اليوم.. عمل جيد جدا.. بذل فيه جهد كبير واسألونى أنا ربما كان يمكن اختصار الحوار في بعض المشاهد وتعديل صياغته في البعض الآخر. لكن في هذه النوعية من الأفلام يمكن ألا نتوقف كثيرا أمام بعض التفاصيل الفنية.. الأهم هو مدى تحقيق الهدف.. وقد تحقق بنجاح، تحية وتقدير لكل من شارك».

وقال الفنان الكبير صلاح عبدالله، خلال تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «وكان ممر الأمس عبورًا جديدًا للمصريين الحقيقيين، وخاصة شبابنا الواعى الجميل عبروا فيه عن مدى حبهم لمصرهم ولجيشهم العظيم فشكرًا للممر وهل من مزيد؟!».

فيما أشاد المخرج حسام الجوهري، بأداء الفنان أحمد فلوكس في فيلم «الممر» الذى عرض أمس على الفضائيات المصرية بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة.

ونشر الجوهرى صورة لفلوكس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعلق قائلًا: «أنا شهادتى فيك مجروحة بس إحنا عشرة عمر وأنا النهارده فرحتى مش سايعة الدنيا كلها.. يا أحمد أنا قولتلك امبارح قبل عرض الفيلم على الشاشات إنك هتكون حديث كل بيت في مصر يا بنى أنت أحسن واحد عمل دور الشهيد أنت رفعت سقف الدور ده ويارب الناس المسئولين عن الإعلام ياخدوا بالهم من نجاح الرجل ده».

كما علق الفنان أحمد صلاح حسنى، أحد أبطال الفيلم، عبر حسابه على «تويتر»، بعد عرض الفيلم قائلا: «شرف كبير لى أن أكون واحدا من ضمن أبطال هذا العمل العظيم.. فيلم للأجيال القادمة».

فيما قال الملحن رامى جمال: «الممر فيلم روعة لو اتفرجت عليه ألف مرة مش همل تحفة وبيبكى ويضحك ويحمس الله على الإبداع هو ده الفن اللى بجد».

يشار إلى أن فيلم «الممر» حقق إيرادات عالية أثناء عرضه بالسينمات، كما حقق نسبة مشاهدة عالية أثناء عرضه مؤخرًا على الفضائيات، وذلك بمناسبة الذكرى الـ٤٦ لانتصارات أكتوبر.

ومع النجاح الكبير الذى حققه الفيلم سواء على مستوى النقاد أو الجمهور، حصدت الأغنية الرسمية لفيلم «الممر» نجاحًا آخر، بعد أن اقتربت من الوصول إلى مليون ونصف مشاهدة على «يوتيوب»، حيث حققت حتى الآن مليونا و٤٨٨ ألفا و٣٦٥ مشاهدة، والأغنية كلمات أمير طعيمة، وألحان الموسيقار عمر خيرت، وغناء محمد الشرنوبي.

محمود قاسم: العمل أعاد الثقة لجميع الأجيال في إنجازات وانتصارات وطنهم «خيرالله»: جعل المصريين يشعرون بالعزة والكرامة.. و«عدلى»: الاستعانة بفريق عمل أمريكى أعطى قوة للفيلم

ولكن الاحتفالات هذا العام، جاءت بشكل مختلف أعاد للشارع المصرى جمعه ولم شمله مجددا، من خلال عرض فيلم «الممر» على القنوات الفضائية رغم مشاركته حاليًا بقاعات العرض السينمائية، الأمر الذى شكل مفاجأة سارة للجمهور، خاصة في ظل النجاح القوى الذى حققه الفيلم أثناء فترة عرضه.

الناقد الفنى الكبير طارق الشناوي، قال: إنه رغم تواجده في السويد للمشاركة بمهرجان مالمو السينمائى الدولى إلا انه رأى بعينه ردود الفعل الإيجابية التى خلقها الفيلم في قلوب المصريين وجمعهم لمتابعة شيء واحد، وذلك في عيون الجالية المصرية بالسويد، ومن خلال «السوشيال ميديا»، بالرغم أن هناك من لهم اعتراضات فنية على الفيلم.

وأضاف «الشناوي»، في تصريحات لـ«البوابة»، أن الفيلم أعاد للشعب الشعور بالانتصار، رغم أن العمل يجسد الهزيمة وحرب الاستنزاف وحرب ١٩٧٣، بل إن الجمهور كان متعطشا لمثل تلك النوعية من الأفلام لأن جميع الأفلام التى عُرضت عن تلك الحقبة كانت بعد حرب ١٩٧٣ وليست على قدر المستوى الذى قُدم به الممر.

وأضاف أن الأفلام، التى جسدت انتصار ٧٣ لم تفتح عند المواطن إحساس قوى بفرحة النصر لأنها كانت أضعف بكثير من الأفلام التى قُدمت عن الهزيمة وحرب الاستنزاف.

من جانبه، قال الناقد السينمائى نادر عدلي: إن فيلم «الممر» من أهم الأفلام التى جسدت ذلك الإنجاز التاريخى العظيم، نظرًا لأنه لاقى الكثير من الدعم من قبل القوات المسلحة التى طالما طالبنا أن تتدخل في دعم الأعمال الفنية، كما أن صناع العمل استعانوا بفريق عمل أمريكى لتصميم المعارك الأمر الذى أعطى رونقا وقوة وصدقا للفيلم.

وأشار، في تصريحات لـ«البوابة»، إلى أن سبب الالتفاف الذى أحدثه الفيلم الدعاية الكبيرة للعمل منذ عرضه في السينما المصرية وتحقيقه للكثير من الإيرادات، وهو ما ساعد في رفع حماس جمهور المنازل لمتابعة هذا العمل الذى أحدث ضجة كبيرة، خاصة أنه ما زال معروضا بدور العرض السينمائية.

وأعربت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، عن سعادتها العارمة بالحالة التى كان عليها الشارع منذ لحظة عرض فيلم الممر بالقنوات الفضائية والمحافل الثقافية، مشيرا إلى أنه جعل الجميع في حالة ترقب وتفاعل مع أحداث الفيلم والتى جسدت انتصارات المصريين في عملية الممر ومدى تعرضهم للعديد من الصعاب حتى يستطيعوا استرداد سيناء من الإسرائيليين.

وأكدت الناقدة، في تصريحات لـ«البوابة»، أن تلك الحالة التى عاشها وما زال يعيشها الشعب المصرى ناتجة عن مدى شوقه وتعطشه ليعيش حالة النصر والمجد والتى لم يعشها منذ زمن بعيد، لأننا لم نشهد إنجازات مهمة بالعديد من المجالات منذ فترة كبيرة.

وأشارت إلى أن المصريين دائمًا ما يبحثون عن الشعور بالعزة والكرامة وهو ما جعلهم يلتفون حول هذا العمل الفنى الهام، إضافة إلى ارتياح ضميرهم الذى أنهكته العديد من الأفلام السينمائية التى تحتوى على الكثير من المشاهد الخادشة للحياء ومظاهر العنف والإرهاب، وهو ما يبعد عنه الفيلم بشكل تام.

وذكرت أن الشعب كان بحاجة لمشاهدة أفلام جديدة تجسد تلك الحقبة المهمة بتاريخ مصر، بعيدًا عن الأفلام المستهلكة التى يتم عرضها كل عام بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، مضيفة: «أناشد صناع الأعمال الفنية أن يهتموا أكثر بإنتاج أعمال فنية متنوعة تاريخية وتراثية وحربية وغيرها».

ورأى الناقد الفنى والمؤرخ السينمائى محمود قاسم، أن الحالة التى خلقها فيلم «الممر» بالشارع المصرى لم تكن الأولى، فقد سبق أن التفت جموع الشعب عند عرض فيلم «ناصر ٥٦» والذى عُرض بمناسبة مرور ٤٠ عامًا على تأميم قناة السويس، وتم طرحه وسط إحباط كبير بالشارع المصرى لأنه تزامن مع تولى نتنياهو الحكم بإسرائيل وما حمله من ضغينة كبيرة للعرب حينها وتصريحاته التى كانت تحمل توعدا كبيرا للعالم العربى وقتها، الأمر الذى جعل الفيلم طوق نجاة للشعب المصرى ليشعرهم بحجم الانتصارات التى قدمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

وأشار إلى أن هذا الأمر هو ما أحدثه فيلم «الممر» بالشارع المصرى دون النظر للقيمة الفنية للفيلم أو أن أحداثه لم تحدث بالحقيقة، ولكنه جاء ليشعر الشعب بالانتصار حتى لو كان تاريخيًا، ويبعده عن تلك الأخبار السيئة التى يسمع عنها كل يوم، مضيفًا أن عرض الفيلم في ذلك التوقيت أعاد الثقة لجميع الأجيال في أن وطنهم له العديد من الإنجازات والانتصارات التى يجب أن يتفاخر بها.

وتابع: «أكثر ما أسعدنى هو ردود فعل وتفاعل الأطفال على الفيلم بالرغم من أنهم لم يعيشوا تلك الحقبة الزمنية ولكنهم شعروا بالحماس الوطنى الذين شربوه من صغرهم بالمدرسة وتحية العلم وغيره، كما أن ردود الفعل على السوشيال ميديا كانت مبهرة».