الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تمكين المرأة في دراسة بالقومي للبحوث الاجتماعية.. "خبراء": "ضرورة لإنقاذ الهوية المصرية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثبتت الدراسات بالمركز القومى للبحوث، أن أهم دور للمرأة المصرية هو دورها في تربية أبنائها لأنها مصدر احتواء ورعاية وحنان في أى أسرة، وأن أى طفل يحتاج في مراحله العمرية الأولى إلى ذلك أكثر من حاجته إلى الأمور المادية، الأم هى المعلم الأول للطفل والوظيفة التربوية هى الوظيفة ذات الأثر العميق في نفس الابن أو الابنة؛ لما للتربية من أثر رئيسى لها من دور في تنمية الأبناء ووعيهم بذاتهم ووجودهم في المجتمع المصرى، وثقته في نفسه وفيمن حوله، ورسم ملامح شخصيته، وأهم ما في التربية هو الرقابة، حيث لا بد أن يبقى الطفل تحت عين الأم ومتابعتها الدقيقة؛ لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وما يتعلمه أو ينشأ عليه هو الذى يبقى معه باق حياته، ويلى التربية دوره في تنمية المجالات في المجتمع حتى تصلح لتلك التربية.



وتتحدث الدكتورة عزة هيكل الأستاذ في أكاديمية ناصر العسكرية عن دور المرأة في القوات المسلحة قائلة: "تمكين المرأة ضرورة لإنقاذ الهوية المصرية، مؤكدة أن أعداد النساء في معظم الجيوش أصبحت مقاربة لأعداد الرجال، وتختلف النسب المئوية بينهم من دولة إلى أخرى، وذلك وفقًا للحاجة والحوافز والقوانين التي تعتني بانضمامهن للقوات المسلحة، وتتراوح هذه النسب بين 5% إلى 25% أو أكثر في بعض الجيوش".
وتكمل "هيكل": وتسهم النساء في القوات المسلحة في مجالات؛ كالإدارة، وأماكن المراقبة، والصحة، والهندسة، والإطفاء، ودراسة المواكب، مضيفة أن هناك دول تعطى مهامًا نشطة في الجيش والجبهات الفاعلة قليلًا للنساء، بالرغم من بلوغهن لرتب عسكرية عالية، وتسلمهن لمهام مختلفة في جيوش العالم.

وتقول إسعاد يونس: تحظى المرأة بأدوار محدودة على المستوى المصرى والعربى والعالمي وبفرص محدودة من القيادة والمساهمة في العملية السياسية، وتعانى من القيود الرهيبة المفروضة عليها في ممارسة حقوقها السياسية أدوارهن كناخبات أومرشحات أو مسئولات؛ سواء في مكاتب الاقتراع، أو الخدمة المدنية، أو في القطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، وهذا متزامن مع إثبات المرأة لقدرتها على القيادة، حيث في مصر يوجد وزيرات في وزارة الصحة والتضامن الاجتماعي والتخطيط والاستثمار، بالإضافة إلى حقهن في المشاركة في العملية الديمقراطية بشكل متساوٍ مع الرجل.
وتكمل "يونس": وتواجه النساء العديد من العراقيل والمعوقات والمشكلات التي تحول دون مشاركتهن في السياسية؛ كالحواجز الهيكلية التي تُفرض من خلال مؤسسات وقوانين عنصرية لا تزال تحد من خيارات المرأة في الترشح للمناصب.


وتقول الدكتورة بسنت فهمى الخبيرة الاقتصادية والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حول دور المرأة في الزراعة، إن تساهم المرأة المصرية بشكل أساسي في الأنشطة الزراعية والاقتصادية الريفية في مصر منذ الحضارة الفرعونية وحتى الآن، ويختلف دورها باختلاف المنطقة نتيجة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتباينة من مكان إلى آخر في جغرافيا مصرفي قطاع الزراعة. 
تكثر الأسر التى تعتمد على الأم لإعالتها وتتكفل المرأة بإعالة أسرتها في حالة الترمل أو التطليق، وتتبع المرأة المصرية طرقًا وأساليب معينة لكسب العيش من خلال ماتبرع في العمل به وإنتاجه مثل التفصيل وتصنيع الأغذية وتربية الدواجن والأرانب والحمام والبط، فهي تعمل كمزارعة في مزرعتها الخاصة كمساعد حيوى لأبنائها اليتامى، أو دون مقابل في مزرعة أسرتها وتحصل على نصيبها لتأكله هى وأولادها، أو بأجر أو دون أجر في مزارع المؤسسات الريفية لتعيل الأسرة، ويتمثل دورها في إنتاج المحاصيل الزراعية وتغليفها وتسويقها وبيعها، وتجهيز الطعام، والعناية بالحيوانات، وجلب الماء، والعمل بالتجارة والتسويق. ووفقًا للدراسات الصادر مؤخرا بالمركز القومى للبحوث، فإنّ النساء يمثّلن 53% من القوى الزراعيّة في مصر، كما تصل نسبة النساء العاملات في الزراعة إلى ما يقارب 60% في أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا والصحراء الكبرى، و30% في أمريكا اللاتينية.

وتقول الدكتورة الطبيبة نهاد رجب المتخصصة في علاج الأسنان وأمراض اللثة حول دور المرأة في الطب، إنه منذ القدم والمرأة في الحضارة المصرية كان للنساء المصريات الدور الأساسي في الرعاية الصحية للأسرة المصرية، وذلك من خلال كونها أقدم ممرضة في تاريخ التمريض، وأول من استعمل الأعشاب الطبية التى تنتج من سيناء أرض الفيروز منذ زمن الفراعنة، وتأمين العلاجات المنزلية والتى عرفت بعد ذلك في التاريخ الحديث بالإسعافات الأولية.
وتكمل "رجب": أما الطب كمهنة فقد اقتصر على الرجال وحدهم في عالم الجراحة والتحنيط والعلاج، ففي بدايات القرن الـ15 صدر قانون في أوروبا يمنع ممارسة الطب دون التدرّب في مدارس الطب والجامعات، ولم يكن مسموحًا للنساء بالالتحاق بالجامعات في أوروبا طبقا لأحكام الكنيسة حتى بدايات القرن العشرين.
وتشرح "رجب": اليوم نرى النساء ينافسن الرجال في هذا مجال الطب وفروعه، ولكن بالرغم من ذلك نرى اختلافات في الاختصاص الطبي بين الجنسين؛ إذ تفضل النساء التخصصات التي تتلاءم مع طبيعتهن وحياتهن العائلية، لذا فإنهن يفضلن اختيار الطب العام أو طب الأطفال أو الطب النفسي على تخصصات الجراحة والقلب. 
وتؤكد "رجب": من الصعوبات التي تواجه الطبيبات الفرق الظالم في الأجور المدفوعة لهن، بالمقارنة بأجور الأطباء الرجال، فبناء على دراسة أُجريت بالمركز القومى للبحوث في العام الماضى أشارت إلى أن الطبيبات يحصلن على 60% من رواتب زملائهن من الأطباء والجراحين، كما تحصل طبيبات الأطفال على ما نسبته 65% من رواتب أطباء الأطفال الذكور بالرغم من أنهن يمثلن الأغلبية في هذا الاختصاص.
وتشتكى "رجب": تعاني الطبيبات من تهميشهن في المشاركته في القرارات الإدارية، وعدم الشمول لهن في الترقيات والحوافز والمكافآت. 
وتشير الإحصائيات الحالية إلى أنه بحلول عام 2018 قد يصبح عدد الطبيبات الإناث يفوق عدد الذكور في عالم الطب في مصر، رغم كل ما تجاوزنه من صعوبات دراسية ومجتمعية وإثباتهن لجدارتهن وكفاءتهن نرى اليوم طبيبات يتولين إدارة المستشفيات بطريقة ناجحة، ويحصلن على جوائز لإنجازاتهن الطبية، بعد أن كان المجتمع يشكك في قدراتهن على مزاولة هذه المهنة.