السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"أنقرة.. واشنطن.. داعش" مثلث الشر ضد استقرار سوريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيناريوهات خطيرة بعد التهديد التركى
تخوفات من تقسيم سوريا وإطلاق عناصر داعش لإعادة السيطرة على المنطقة 
أردوغان يلعب بالنار ويسعى لإشعال الحرب إرضاء لتطلعاته وبحثًا عن شعبيته المفقودة 
أمريكا تتخلى عن الأكراد وتترك الساحة مفتوحة أمام العدوان التركى
يتابع العالم كله الحشود التركية على الحدود السورية، استعدادًا لشن هجوم عسكرى كاسح، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة، وقد يعيد سوريا إلى نقطة الصفر، بعدما تمكنت من دحر الإرهاب من معظم أراضيها، وسحب البساط من تحت أقدام تنظيم داعش الإرهابى، واستعادة السيطرة على بلدان سورية عديدة، بعد طرد الدواعش منها.

بدأت ملامح الخطر بمجرد أن أعلن رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستشن عملية عسكرية في «المنطقة الآمنة» شرقى الفرات في أى لحظة وفى أى ليلة، وكانت المفاجأة الأكبر، إعلان دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، ليتخلى بذلك عن وحدات حماية الشعب حليفه الرئيسى، والتى لعبت دورًا رئيسًا في مواجهة داعش ودحر عناصره من مناطق عديدة، ولعل أردوغان يحاول أيضًا أن يستفيد منه سياسيًا، ويعيد بعضًا من شعبيته التى تدهورت إلى حد كبير، في ظل الاستقالات المتوالية من قيادات حزب العدالة والتنمية، وفى ظل تدهور اقتصادى غير مسبوق تمر به البلاد، كما يسعى لاسترضاء أطراف معينة في تركيا لها مواقفها المعادية للأكراد.
دول أوروبية ومنظمات عالمية حذرت من مغبة ما أعلنه أردوغان، بعد مباركة ترامب لما يريد تنفيذه، بعيدًا عن قرارات الشرعية الدولية، ورغمًا عن النظام السورى، لكن الأخطر أن الهجوم التركى سوف يفتح أبواب جهنم مرة أخرى في سوريا، إذ يتوقع المراقبون أكثر من سيناريو حال بدء الهجوم، الذى تتخذه تركيا ذريعة لإقامة «منطقة آمنة» بطول ٤٨٠ كيلومترًا بشمال سوريا على امتداد الحدود المشتركة، وبعمق ٣٠ إلى ٤٠ كيلومترا، وإخلاء تلك المنطقة من وحدات حماية الشعب الكردية، التى تعتبرها أنقرة «تنظيما إرهابيًا».
يتوقع البعض أن الهجوم التركى سيؤدى إلى شل يد أكراد سوريا الذين يمثلون القوة الأساسية في المنطقة، وكان دورهم رئيسيًا في تطهير المنطقة من عناصر داعش، وفتح المجال مرة أخرى لـ«نفخ الروح» في الدواعش، ليعودوا مرة أخرى ليمارسوا إرهابهم الدموى، خاصةً أنهم يحاولون البحث مجددًا عن «موطئ قدم» يستطيعون من خلاله استعادة حلمهم بدولة الخلافة. 

ولم تخالف قوات سوريا الديمقراطية الحقيقة حين حذرت في بيان أن «العملية العسكرية التركية سيكون لها الأثر السلبى على الحرب ضد داعش، وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار، لكن هذه القوات تدفع الآن ثمن اختلاف الولايات المتحدة وأوروبا حول استقبال إرهابيى تنظيم «داعش» المعتقلين في سجون التنظيم الكردى العربي، لأن الدول الأوروبية لا تزال تتردد في استقبال مواطنيها من الإرهابيين رغم الدعوات الأمريكية المتكررة، إذ يرى البعض أن هذه الخطوة الأمريكية، قد تكون «رسالة من واشنطن للأوروبيين» بخصوص هذا الملف.
ويرى آخرون أن خطر تقسيم سوريا يلوح في الأفق، بحيث تصبح ما تسميه تركيا وأمريكا بـ«المنطقة الحدودية الآمنة»، منطقة منفصلة تمامًا قد تكون فرصة ذهبية للباحثين عن تقسيم العالم العربى، بحيث تصبح بداية لدولة يحشرون فيها الأكراد، ويكونون «تحت العين» دائمًا بما يمثلونه من صداع لتركيا ودول أخرى، وتتوهم أنقرة ودوائر استعمارية أخرى أنها بذلك تتخلص من الأكراد بشكل نهائى.
ويؤكد كثيرون أن التخطيط لهذا الهجوم، والذى يتم بمباركة من واشنطن، هو التفاف على الواقع الذى يتم على الأرض، بعد أن تمكن النظام السورى، بمساعدة روسية، من استعادة بلاده، وبدأ التفكير في خطة للتعمير والتنمية في البلدان المستردة، فكيف لسوريا أن تقوم لها قائمة بعد كل ذلك التدمير والخراب؟ وكيف لسوريا أن تعود للصف العربى؟.. دوائر الشر، برعاية أردوغان وترامب، أزعجها فيما يبدو أن سوريا تتنفس وتستعد لمشروع دستور جديد يكون بداية انطلاقة جديدة تقول للعالم كله إن سوريا عائدة وباقية رغم أنف كل قوى الشر والعدوان.

في إطار المعلومات، وبناء على مكالمة تليفونية بين الرئيسين الأمريكى والتركى، ينتظر أردوغان انسحاب القوات الأمريكية، ليبدأ هجومه غير الشرعى، وشرعت أمريكا في إخلاء المنطقة من قواتها على طول الشريط الحدودى، لتفسح المجال أمام قوات تركيا للعدوان على الأراضى السورية، فقد أخلت القوات الأمريكية قاعدة تل أرقم في مدينة رأس العين، كما سحبت عتادها بالكامل من نقطة عسكرية أخرى في تل أبيض، وما زال ينتظر خروج باقى القوات المقرر لها أن تنسحب من المنطقة الآمنة.. وبذلك تبقى قوات سوريا الديمقراطية «وهى تحالف عربى كردى شارك بإيجابية في القضاء على عناصر داعش رغم أن دمشق تعتبرها انفصالية» لتواجه مصيرها منفردة أمام آلة الحرب التركية التى تمتلئ شرًا، للقضاء على الأكراد تحت شعارات زائفة يرفعها السلطان التركى حين يزعم أنه يستهدف تطهير المنطقة من الإرهابيين، في أكبر عملية خداع للعالم.. فهو لا يسعى لتطهير المنطقة من الإرهابيين الدواعش، لكنه يقصد بالأساس الأكراد الذى يطلق عليهم وصف «الإرهابيين» ويتهمهم دومًا بأنهم يساندون حزب العمال الكردستانى في تركيا.
والتقت مصالح أنقرة مع واشنطن، فأعلن مسئول أمريكى أن القوات الأمريكية لن تدافع عن القوات الكردية ضد أى هجوم تركى في سوريا، وأن الولايات المتحدة لن تدافع عن قوات سوريا الديمقراطية «فسد»، في مواجهة الهجمات التركية في أى مكان، وهو ما استفز «قسد» التى أكدت أنها «لن تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن نفسها»، ووجهت نداءً إلى «جميع أطياف الشعب من عرب وكرد وسريان وآشوريين إلى رص الصفوف والوقوف مع قواته للدفاع عن الوطن تجاه العدوان التركي».
والغريب أن واشنطن، في غياب العالم الذى يكتفى بالبيانات أو الصمت، قررت من تلقاء نفسها أن «أسرى داعش المحتجزين في شمال سوريا سيصبحون تحت مسئولية تركيا»، وبررت ذلك بأن «قرار تسليم أسرى داعش لتركيا جاء بعد رفض فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى تسلم مواطنيها من مقاتلى داعش»، ويتحجج ترامب بأن الدول الأوروبية ترفض تسلم العناصر الإرهابية من أبنائها، وأن أمريكا تتكلف الكثير من الأموال نتيجة احتجازهم، ويعتبر هذا الملف معقدًا، وتعانى منه سوريا والعراق أكثر من أوروبا، إلا أن الأخيرة تشعر بالخوف من عودة ما يسمى بالجهاديين، على اعتبار أن هؤلاء يتمتعون بخبرة واسعة في القيام بالعمليات الإرهابية، كصنع العبوات الناسفة والاغتيالات وحرب المدن والأحزمة الناسفة، وبذلك هم يشكلون خطرا على المجتمع والسلم الأهلى للدول التى سوف يعودون إليها، والمسألة المهمة الأخرى، هى أن عائلات هؤلاء وأطفالهم أيضا يشكلون قنابل موقوتة، كونهم خضعوا لتثقيف وتدريب وتطبعوا بالفكر التكفيري، الذى ارتكب ما ارتكب من جرائم خلال السنوات الخمس الماضية.
ويمثل ذلك خطرًا قائمًا بذاته، طبقًا للمثل الشعبى «أعطوا القط مفتاح الكرار»، فتركيا كانت دائمًا الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سوريا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية في تقرير لها، وأضافت: النظام التركى فتح حدود بلاده لعشرات الآلاف من المرتزقة من شتى بقاع الأرض للدخول إلى الأراضى السورية وارتكاب المجازر فيها ناهيك عن العدوان والاحتلال التركى والأمريكى المباشر للأراضى السورية، سواء في منطقة الجزيرة السورية أو في ريف حلب أو إدلب وغيرها، وما التهديد بالعدوان التركى الجديد إلا استكمال لفصول الحرب الإرهابية ضد سوريا في سبيل تحقيق أطماع أردوغان وأوهامه العثمانلية في المنطقة».

وفى ذروة تصاعد دولة الخلافة، التى أعلن عنها تنظيم داعش في العراق وسوريا، كان مطار كمال أتاتورك في إسطنبول يستقبل الآلاف من الإرهابيين القادمين من مختلف أنحاء العالم، الذين عبروا الحدود التركية السورية للالتحاق بالتنظيم، فقد شكّلت تركيا دائمًا معبرا رئيسيا للإرهابيين. ولعبت دورا مهما في تسهيل دخول وإيواء قيادات وعناصر من داعش لتقديم العلاج اللازم أو تسليحهم وتهريبهم عبر الحدود للقتال إلى جانب التنظيم. وتكشف العشرات من التحقيقات الدولية أن أنقرة استخدمت المنظمات غير الحكومية وحملات الإغاثة الإنسانية لنقل الأسلحة وكل ما يحتاجه التنظيم من أدوية وغذاء ومعدات تحت إشراف الاستخبارات التركية، وذلك بناء على اتفاقيات بين النظام التركى وداعش.
ويتذكر الجميع ما سبق إعلانه في مايو ٢٠١٦ من أن عناصر داعش تتلقى العلاج في مستشفيات تركية، ونشرت يومها وكالة «سبوتنيك» الروسية، صورًا حصرية تفيد بأن المستشفى التركى «أرسين أرسلان»، في مدينة غازى عنتاب التركية، يقوم بعلاج الإرهابيين التابعين لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال طبيب المستشفى آنذاك، للوكالة الروسية، إنه في صباح يوم ٥ مايو، نقل ٤ مصابين من الإرهابيين للمستشفى، موضحًا أنه يتم تدفق عدد كبير من المسلحين للمستشفى للعلاج.
وطرح تقرير منشور، في وقت سابق، أسئلة كثيرة حول الدور المزدوج الذى تلعبه تركيا، فرئيسها يتعهد كذبًا في العلن بـ«استئصال بقايا تنظيم داعش»، وتوفر حكومته، في السر، معسكرات لتدريب عناصر التنظيم.
ويضيف التقرير: بينما كان أردوغان يقول أمام وسائل الإعلام وفى المحافل الدولية «نحن نعمل على تركيع داعش الإرهابي، بعدما أصبح من أكبر التحديات التى تواجه الإسلام»، كان رجال مخابراته يشرفون على عمليات تسفير الإرهابيين، من خلال تحريك أذرعه الإخوانية في عدة دول لاستقطاب الشباب في مرحلة أولى ثم تسهيل عمليات مرورهم عبر الحدود التركية السورية في مرحلة ثانية.
وكشفت تقارير دولية عن أن تركيا صعدت دعمها لداعش في سوريا أساسًا، بعد فشل الرهان على الإخوان، وسقوطهم في مصر، ويقول خبراء إن علاقة السلطات التركية بتنظيم داعش لا تقل أهمية عن علاقتها بتنظيم الإخوان المسلمين ودورها في توجيه هذا التنظيم الدولي.
ولفت التقرير إلى أن إحباط أنقرة كان بسبب فشلها في إسقاط النظام السوري، وانهيار حكم الإخوان في مصر وضعف تأثير الإخوان في سوريا، وضيق المجال أمام الإخوان في تونس، بالإضافة إلى تطور الوضع الكردى بدخول الدعم الأمريكى لقوات سوريا الديمقراطية، وهاجس تركيا من نشوء منطقة كردية على حدودها، وهى من الدوافع التى دعّمت علاقة تركيا بتنظيم داعش.
وأفادت تقارير حديثة، هذا الأسبوع، أن معسكر الاعتقال في سوريا الذى يضم ٧٠ ألفًا من إرهابيى داعش في شمال شرق سوريا يمثل قاعدة قوة جديدة للمتطرفين لإعادة البناء بعد هزيمتهم العسكرية في الربيع، وقال ضابط مخابرات كردى طبقا لتقارير واشنطن بوست إن المعسكر يعتبر «أكاديمية» لـ«داعش»، حيث تتواصل الجماعة الإرهابية مع السجناء عبر تطبيقات المراسلة وترسل تعليمات التفجير والدعاية إلى المخيم.

وقالت إحدى نساء داعش المحتجزات: «نحن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أى وقت وعما قريب ستصبحن نادمات»، وذلك بعد أن هدد أبوبكر البغدادى، منذ أيام، بشن عمليات إرهابية جديدة إذا لم يتم تحرير أنصاره، فإذا بأردوغان فيما يبدو يسعى لتحقيق مطلب البغدادى ويفتح الأبواب على مصراعيها للدواعش ويقدمهم هدية على طبق من رصاص من الخليفة المزعوم للخليفة المنتظر. 
وحذرت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» غير المعترف بها دوليًا ولكن دورها مشهود في مواجهة الإرهاب، من خطورة عودة خطر «داعش»، خاصة في مخيم الهول للاجئين، حال إقدام تركيا على شن عملية عسكرية شرق الفرات.
وأكدت الإدارة الذاتية، في بيان إن «المهاجرات الداعشيات يقمن بتنظيم أنفسهن داخل المخيم ونشر الفكر المتطرف لدى الأطفال دون سن الرشد»، واعتبرت أن «هذا إن دل على شيء إنما يدل على الارتباط الموضوعى الوثيق بين ما يجرى داخل المخيم وتهديدات رجب طيب أردوغان».
ومن الطبيعى أن ترتفع الأصوات عالية لتحذر الإدارة الذاتية للأكراد من المستقبل الرهيب: «إذا ما خاطر وجازف أردوغان في تنفيذ تهديده ووعيده اليومي، فإن المنطقة ستكون بين لهيب من النار ونشر الفوضى التى لا تحمد عقباها وسيكون من الصعوبة بمكان السيطرة عليها، خاصة ما سيؤول إليه المصير في مخيم الهول من إعادة تنظيم داعش لترتيب أوراقه والبدء بمرحلة جديدة عنوانها القتل والتطرف والفوضى العارمة، ولن تقف حدودها عند جغرافية بعينها بل ستنتشر في كل الأماكن».
في المواقف الدولية، لا جديد إلا التحذيرات 

الاتحاد الأوروبي، اكتفى ببيان يحذر فيه من أى عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، مكررا موقفه القائل إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية.
وعلى لسان مايا كوسيانيتش المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيريني، ناشد الاتحاد الأوروبى أطراف مفاوضات أستانة (تركيا وإيران وروسيا) العمل على منع تفجر الوضع في شمال شرق سوريا، وضمان سلامة المواطنين في هذه المنطقة وتأمين سهولة حركة المساعدات الإنسانية.
وعبرت كوسيانيتش عن اقتناع الاتحاد الأوروبى بأن أى حل مستدام وشامل في سوريا لا يمر عبر الطرق العسكرية.. لافتة إلى تفهّم الاتحاد الأوروبى للشواغل الأمنية لتركيا.
وشددت المتحدثة على أن ما يحتاجه العالم لحل الأزمة السورية يكمن في عملية انتقالية سياسية وفق القرار الأممى ٢٢٥٤ وبيان جنيف.. منوهة بالتطورات الحاصلة في هذا المجال خاصة لجهة إعلان تشكيل اللجنة الدستورية السورية.. قائلة: «لا يزال موقف الاتحاد الأوروبى ثابتا من ناحية التمسك بسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها».
وتعليقا على احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية في شمالى سوريا، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أن الكرملين يأمل أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضى السورية.
دعا مسئول كبير بالأمم المتحدة جميع الأطراف إلى منع نزوح كبير للمدنيين بشمال شرق سوريا إذا شنت تركيا هجوما، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أعدت «خطة طارئة» في هذا الشأن.
أما الأكراد السوريون الذين يعيشون في مدينة رأس العين، على الحدود السورية مع تركيا، لم يكن أمامهم سوى التظاهر، أمس الأول، ضد تهديدات الهجوم الذى أعلنه أردوغان، فيما بدأت القوات الأمريكية الانسحاب من شمال سوريا.