السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجابون أول دولة أفريقية تتلقى مساعدات للحفاظ على غاباتها المدارية المطيرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت النرويج أنها ستقدم 150 مليون دولار كمساعدات للجابون للحفاظ على غاباتها المدارية المطيرة وتخفيف أضرار التغيرات المناخية عليها، وذلك في إطار اتفاق طويل المدى مدته 10 سنوات، وبذلك تصبح الجابون أول دولة أفريقية تتلقى مساعدات الحفاظ على غاباتها، خصوصا بعد أن أصبحت قضية الغابات المدارية هي الشغل الشاغل للمجتمع الدولي بعد اندلاع حرائق هائلة في غابات الأمازون في البرازيل التي توصف بأنها "رئة العالم".
ويأتي اتفاق المساعدات النرويجية كجزء من مبادرة غابات وسط أفريقيا (CAFI)، التي أطلقتها الأمم المتحدة في عام 2015 للربط بين المانحين الأوروبيين مع بلدان أفريقية، ويقضي الاتفاق بوضع سقف لسعر الضريبة على الكربون عند 10 دولارات للطن المعتمد، على أن يتم سداد القيمة استناداً إلى ما يتحقق من نتائج مؤكدة خلال الفترة من 2016 إلى 2025.
وقد أبلت الجابون، التي تتمتع بموارد طبيعية غزيزة ويبلغ تعدادها السكاني مليوني إنسان فقط، بلاء حسنا منذ مطلع الألفية الثانية على صعيد الحفاظ على البيئة، إذ أنشأت أكثر من 12 متنزه وطني للحفاظ على ثروتها الهائلة من الغابات التي تغطي مساحة حوالي 90% من المساحة الإجمالية للبلاد.
كما أن الجابون تستأثر بحصة نسبتها 12% من غابة حوض الكونغو، التي تعد ثاني أكبر الغابات المدارية المطيرة على مستوى العالم، وتحتضن 60% من أفيال الغابات الناجية من موجات الصيد الجائرة، وهو ما اعتبرته مبادرة (CAFI) مؤشرا جوهريا على نجاح إدارة الموارد الطبيعية.
وتتعرض الغابات في غرب القارة الأفريقية والمنطقة الإستوائية لعمليات استغلال جائر عبر أنشطة مكثفة لتقطيع الأشجار وتهيئتها للبيع إلى الخارج مدفوعة بالطلب المتزايد على الأخشاب الأفريقية من العديد من الدول، ولاسيما الصين.. وعلى سبيل المثال، تحتوي الجابون على كميات ضخمة من أخشاب الكيفازينجو (الخشب الوردي)، الذي تعتبره بعض التجمعات القبلية مقدسا، لكن تلك النوعية من الأخشاب يزداد الطلب عليها في آسيا إذ تصنع منها قطع الأثاث الفاخرة والمميزة.
وكان الرئيس الجابوني علي بونجو قد أقال في مايو الماضي نائبه ووزير الغابات في حكومته بعد فقدان مئات الحاويات المصادرة، والتي كانت تحتوي على كميات هائلة وقيمة من الخشب الوردي.. وعين بونجو شخصا معروفا بجهوده في مجال الحفاظ على البيئة وهو لي وايت (المولود في بريطانيا) في منصب وزير الغابات.
ومن جانبه، قال وزير الغابات الجديد "إن الاتفاق مع النرويج سيتيح لحكومة بلاده تحسين مستوى معيشة الشعب الجابوني مع العمل في الوقت نفسه على استدامة رأس المال الطبيعي، والحفاظ على ثرواتنا الطبيعية وتنوع الحياة البيئية".
وجاءت الشراكة بين الجابون والنرويج بعد أيام من خروج محتجين إلى الشوارع في عدد من المدن الأفريقية وفي أرجاء العالم لمطالبة الحكومات والمجتمع الدولي بعمل سياسي لمواجهة التغير المناخي، كما تزامنت أيضاً مع اجتماع مسئولين حكوميين ورجال أعمال وممثلي منظمات المجتمع المدني في قمة العمل المناخي للأمم المتحدة، التي استضافتها نيويورك في 23 من الشهر الماضي.
وقال اولا الفستن وزير المناخ والبيئة النرويجي، فى بيان أصدره في هذا الخصوص، "إن الاتفاق الجديد بين النرويج والجابون يأخذ في عين الاعتبار تميز الأخيرة بمساحات واسعة من الغابات، حيث تبلغ 88%، ويقوم الهدف من الاتفاق الجديد على الوصول بهذه النسبة إلى 98%".
ورغم أن الاتفاق بين النرويج والجابون يعد تاريخيا، إلا أنها ليست الدولة الأفريقية الأولى من نوعها التي تحصل على وعود لحماية مواردها الطبيعية مقابل منافع مالية.. ففي عام 2018، أبرمت (منظمة الحفاظ على الطبيعة) الخيرية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراُ لها، اتفاقاً مع سيشيل وافقت الأخيرة على مبادلة جانب من ديونها مقابل إقرار خطة وضع بمقتضاها ثلث شواطئها وبيئتها البحرية كمحميات طبيعية.