الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الأم القاتلة» تخنق طفلتها لرفض زوجها إثبات نسبها.. شاهدة عيان: عثرت على الطفلة عارية داخل حفرة بمقابر السيدة عائشة.. والمتهمة: «تخلصت منها علشان أبوها رفض استخراج شهادة ميلادها»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حوش القط بمقابر الإمام الشافعى بمنطقة الخليفة، يتساوى الأحياء مع الأموات، يتقاسمون كل شىء النوم والمعيشة لا فرق سوى أن هؤلاء يعيشون فوق الأرض والأموات أسفلها، هنا عدد من الأسر يقطن كل منها غرفة لا تتجاوز حجم القبر بعدما دفعتهم الظروف المادية الصعبة للعيش فيها منذ عشرات السنين، ولكن الأربعاء الماضى كان مختلفا عليها، عندما عثرت سيدة على جثة طفلة عمرها عام ونصف داخل حفرة لتوصيل الكابلات.

«البوابة نيوز» انتقلت إلى موقع الحادث للوقوف على ملابسات الواقعة..


في البداية التقينا بـ«أم بلال» التى عثرت على الجثة، قائلة: «في نحو الساعة الثانية ظهر يوم الأربعاء الماضى أرسلت ابنتى الصغيرة، والتى تدرس في الصف الأول الابتدائى، لشراء بعض المتطلبات وأثناء سيرها بالمقابر لمحت وجود ملاية بيضاء أسفلها طفلة فعادت إلى مسرعة وأخبرتنى بما شاهدت، في البداية اعتقدت أن الطفلة ربما تكون لقيطة، ففى المقابر يلجأ إليها الكثيرون لإلقاء أبناء السفاح، وبالفعل عثرنا على ٣ أطفال قبل ذلك أحياء من حديثى الولادة وكنا نسلمهم لرجال الأمن.
وأضافت: «توجهت بصحبة ابنتى إلى الحفرة، وعثرت على الطفلة ووجدتها عارية، وفوقها ملاءة بيضها وعمرها نحو عام، فاستغثت بالجيران وحضروا سريعا وقبل أذان العصر حضر رجال المباحث وأبعدونا وقاموا باستخراج الطفلة من الحفرة.


والتقط شاب يدعى محمد طرف الحديث قائلا: «يوم الأربعاء الماضى أثناء عودتى من العمل لاحظت وجود عدد كبير من رجال المباحث بالقرب من غرفة أقيم بها في المقابر وسالونا إن كان أحد يعرف تلك الطفلة من قبل فأخبرناهم بأنها ليست من المنطقة.
وأضاف الشاب أن رجال المباحث توجهوا إلى مقهى في أول الشارع المؤدى إلى المقابر ورصدوا دخول سيدتين في الثلاثينيات من العمر تحملان طفلة صغيرة ودخلتا إلى الشارع وبعدها خرجتا من نفس المكان بدون الطفلة..
وتابع الشاب: «الحفرة التى عثر فيها على الطفلة محفورة منذ أيام قليلة لتوصيل كابلات «النت» إلى المناطق المجاورة وبعد العثور على جثة الطفلة قام العمال بتغطيتها.
وأشار الشاب أنه بعد ذلك حضر رجال المباحث ليلا وبصحبتهم سيدتان إلى مكان الحادث وأخبرونا بأن والدتها هى من قتلتها وألقت بها في الحفرة وقاموا بتمثيل ارتكاب الواقعة.
وناشد أهالى المقابر الأجهزة الأمنية بتكثيف التواجد بمحيط المقابر، خاصة أن عددا كبيرا من المدمنين يتواجدون ليلا لتعاطى المواد المخدرة.
كانت منطقة السيدة عائشة بحى الخليفة، قد شهدت يوم الأربعاء الماضى واقعة مأساوية بشعة، حينما تجردت أم من مشاعر الأمومة تجاه ابنتها، التى لم يتجاوز عمرها العام ونصف العام، وقامت بقتلها بسبب رفض زوجها الثالث نسب الطفلة إليه، وذلك لعدم قدرته على الإنجاب، وشكه في سلوك زوجته، فتوجهت لاستخراج تصريح دفن ولكنها فشلت، لعدم وجود شهادة ميلاد سابقة للطفلة، فقامت بإلقاء جثتها داخل حفرة بشارع الإمام الليثى بمنطقة الخارطة القديمة بالخليفة، ولم تمر ١٠ دقائق حتى كان رجال المباحث وصلوا إلى مكان الحادث ليعثروا على جثة طفلة عمرها نحو عام ونصف مقتولة ولم تمر ٢٤ ساعة حتى نجحوا في كشف غموض الواقعة وتبين أن والدة الطفلة وراء ارتكاب الواقعة. 
تعود الواقعة عندما تلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، إخطارا من المقدم أحمد قدرى، رئيس مباحث قسم شرطة الخليفة مفاده تلقيه بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة طفلة ملقاة داخل حفرة بشارع الإمام الليثى بمنطقة الخارطة القديمة في السيدة عائشة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، وبفحص كاميرات المراقبة القريبة من موقع الحادث ومناقشة شهود العيان، وبتفريغ الكاميرات رصدت وجود سيدتين تحملان طفلة ودخلتا بها إلى الشارع وأثناء خروجهما تبين عدم وجود الطفلة، وتتبع رجال المباحث سير المتهمتين ونجحوا في تحديد هويتهما، وتبين أنهما كل من «ى.ع»، ٣٧ سنة، و«و. أ»، وتم القبض عليهما وتبين أن الأولى هى والدة الطفلة والثانية إحد قريباتها وتدعى و.ا، ٤٧ سنة، وأمام رجال المباحث اعترفت الأولى بأنها قتلت الطفلة بخنقها بفستان بسبب رفض زوجها الثالث نسبها إليه لعدم قدرته على الإنجاب.
وأضافت المتهمة أن لديها ٣ أطفال من زيجتين سابقتين وتزوجت للمرة الثالثة وأنجبت تلك الطفلة ورفض زوجها نسب الطفلة إليه لشكه في سلوكها، ففكرت في التخلص منها وبالفعل قتلتها بخنقها بالفستان وأخبرت المهتمة الثانية بأن الطفلة توفيت باختناقها أثناء نومها، وحاولت استخراج تصريح دفن، لكن الأطباء رفضوا لعدم وجود شهادة ميلاد للطفلة، فقامت بحملها رفقة الثانية وألقتها في الحفرة وعادتا إلى منزليهما، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.