الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

46 عاما على انتصار أكتوبر.. ساحة المعركة تتغير من القتال إلى "السوشيال ميديا"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنوعت الحروب واختلفت أدواتها على مدى 46 عاما إلا أن مصر قادرة على مواجهتها والانتصار عليها فمنذ حرب أكتوبر ١٩٧٣ التى عزفت فيها مصر ملحمة وطنية رسم أبعادها الجيش والشعب وحكت للعالم سيرة جيل افتدى تراب أرض بلاده بالدم وحتى عام ٢٠١٩ الذى تبدلت فيه ساحة القتال والالتحام مع العدو واستراتيجية هدم الدول من الخارج إلى حروب لا يوجد فيها قتال بل تعتمد على الهدم من الداخل بسلاح مواقع التواصل الإجتماعى الذي يستقى منه المواطنون الكثير من معلوماتهم.
وتعد حرب السوشيال ميديا حربا نفسية ضارية تحتاج إلى صمود ووعى لحماية الجبهة الداخلية، واستدعاء لإرادة تنبع من أرض مصر تقاوم وتحارب وترفض ما تشنه عليهم الكتائب الإلكترونية والمليشيات العنكبوتية بكل فصائلها وانتماءاتها وتوجهاتها مستهدفة تجريف عقلهم الجمعى ، وسرقة الأمل ونشر اليأس والاكتئاب والتشكيك فى كل شيء. 
فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى سلاحا جديدا يصوب إلى عقول الشباب، وتحولت منصاتها إلى ساحة حرب تهدد الأمن والسلامة، ووعي الشعب هو صمام الأمان لمصر، ومناعة الدولة التى تستمد قوتها من تماسك الجيش.
ولا تقل الأجيال الجديدة من الحروب ضراوة عن الحروب التقليدية، حيث أنها تعتمد على محاربة العقل كأسلوب من أساليب الحرب النفسية التي تنتهجها الدول والحكومات وجماعات المصالح للسيطرة على الجماهير، إدراكا منها أن استقطاب العقل والسيطرة عليه وتغييبه واحتلاله ثم تدميره ، أشق بكثير من احتلال الأرض وذلك من خلال تزييف الواقع بكل أبعاده ، ونشر الأكاذيب والتلفيق وإخفاء الحقائق والاستخدام الملتوي للغة والمصطلحات ، وسلاحها فى ذلك مواقع وشبكات التواصل الاجتماعى العقل المؤثر والمخطط .
كما تعد عدوا خفيا يستهدف بالعمليات النفسية عقول المدنيين ، فيبث الدعاية السيئة والمعلومات الكاذبة والمفاهيم المتطرفة لإقناع الشعب بسوء الأوضاع، وما يترتب على ذلك من تنظيم حشد شعبى وتوجيهه لتحقيق أهدافهم فى إسقاط الدولة، وتتعرض مصر فى الوقت الحاضر لواحدة من تلك الحروب، "دعاية وأكاذيب وتزييف للحقائق". 
وأصبحت الشائعات طوفا جارفا يهدد القيم والأخلاق ويتطاول على القمم والرواد محاولا تشويه القدوة وتحطيم الثقة.