الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

46 عاما على انتصار أكتوبر.. تهاوى "خط بارليف المنيع" تحت أقدام الجنود المصريين.. الجيش المصري يسقط أسطورة الاحتلال الإسرائيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
46 عامًا مرت على انتصار أكتوبر العظيم. تلك العلامة البارزة في وجدان الشعب المصري حينما تهاوى خط بارليف تحت أقدام الجنود المصريين وأسقط الجيش المصري أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر لتُسطر بذلك تاريخًا عسكريًا أسطوريًا.
"البوابة نيوز" تستعرض خلال السطور التالية بعض المعلومات عن حرب أكتوبر "العاشر من رمضان" التي كان أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء.

التخطيط
* حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967.
* كانت إسرائيل قد قضت الـ6 سنوات التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء وأنفقت مبالغ هائلة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان "خط آلون" وفي قناة السويس "خط بارليف".
* حشدت مصر 300 ألف جندي في القوات البرية والجوية والبحرية وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى لواءان مدرعان مستقلان و4 ألوية مشاة مستقلة و3 ألوية مظليين مستقلة.
* كانت القوات الجوية المصرية وقت الحرب تمتلك 305 طائرة مقاتلة وبإضافة طائرات التدريب يرتفع هذا العدد إلى 400 طائرة، ومروحيات القوة الجوية تتألف من 140 طائرة مروحية، فيما تمتلك قوات الدفاع الجوي نحو 150 كتيبة صواريخ أرض جو.
* القوات البحرية المصرية كانت تمتلك 12 غواصة و5 مدمرات 3 فرقطات 17 زورق صواريخ 14 كاسحة ألغام وبالرغم من أن البحرية المصرية لم تشترك في الحرب بشكل مباشر إلا أنها فرضت حصارًا بحريًا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية.
* اعتمدت خطة الهجوم المصرية على دفع 5 فرق مشاة لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط مختلفة واحتلال رؤوس كباري بعمق من 10-12 كم وهي المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي في حين تبقى فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان غرب القناة كاحتياطي تعبوي فيما تبقى باقى القوات في القاهرة بتصرف القيادة العامة كاحتياطي استراتيجي.

العبور
* بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هجريًا بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
* نفذت القوات الجوية المصرية الضربة الجوية الأولى في تمام الساعة الثانية بعد ظُهر يوم 6 أكتوبر 1973 على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس.
* تشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
* كان مقررًا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى، وبلغ إجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات فقط.
* عبر قناة السويس 8 آلاف جندي مصري في العبور الأول "العملية بدر" ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60 ألف جندي بعدما استطاع سلاح المهندسين المصري فتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.
* أنجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي.
* واصلت القوات المصرية تدعيم رؤوس الكباري لفرق المشاة الخمس كما قامت بسد الثغرات التي بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش طيلة يوم 7 أكتوبر وبحلول يوم 8 أكتوبر اندمجت الفرق الخمسة في رأس كوبريين في جيشين.
* نفذت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد في صباح 8 أكتوبر حيث قام لواء إسرائيلي مدرع بالهجوم على الفرقة 18 مشاة المصرية، كما نفذ لواء مدرع إسرائيلي آخر هجوما على الفرقة الثانية مشاة، وقد صدت القوات المصرية الهجمات، وبعد الظهيرة عاودت إسرائيل الهجوم بدفع لواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة وفي نفس الوقت يهاجم لواء مدرع الفرقة 16 مشاة، ولم تحقق الهجمات الإسرائيلية أي نجاح.
* في 9 أكتوبر عاودت إسرائيل هجومها ودفعت بلوائين مدرعين ضد الفرقة 16 مشاة وفشلت القوات الإسرائيلية مرة أخرى في تحقيق أي نجاح، ولم يشن الإسرائيليون أي هجوم مركز بعد ذلك اليوم، وبذلك فشل الهجوم الرئيسي الإسرائيلي يومي 8 و9 أكتوبر من تحقيق النصر وحافظت فرق المشاة المصرية على مواقعها شرق القناة.

النتائج
* نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال 6 ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان واحتل قمة جبل الشيخ، مما أربك الجيش الإسرائيلي.
* قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصرية والجولان السوري، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.
*بلغت خسائر إسرائيل خلال الأيام الأربعة الأولى 500 دبابة منها 400 على الجبهة المصرية أضافة إلى خسارة 49 طائرة على الجبهتين المصرية والسورية.
* حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كيلومترا شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.
* في نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي بعد الإمدادات العسكرية الأمريكية فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب إستراتيجية سواء بالسيطرة على مدينة السويس أو تدمير الجيش الثالث.
* تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءًا من يوم 22 أكتوبر عام 1973، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
* القوات سوريا لم تقبل بوقف إطلاق النار، وبدأت حرب جديدة أطلق عليها اسم حرب الاستنزاف هدفها تأكيد صمود الجبهة السورية وزيادة الضغط على إسرائيل لإعادة باقي مرتفعات الجولان، وبعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري توقف القتال في مايو 1974 بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات بين سوريا وإسرائيل، أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967.