الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيف شكلت حرب الاستنزاف علامة فارقة في نصر أكتوبر؟.. حفظي: نجحت في إعادة الثقة بالجيش بعد نكسة 67.. سليمان: أزالت خرافة "القوة التي لا تقهر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالتزامن مع قدوم احتفالات السادس من أكتوبر والتي انتصرت فيها مصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي يجهل الكثيرون حقيقة حرب الاستنزاف وتداعياتها، ذلك المصطلح الذي شكل علامة فارقة في الصراع المصري الإسرائيلي والذي كان له دور في هزيمة إسرائيل وتحقيق الانتصار الذي سطره الجيش المصري ضد الطغيان الإسرائيلي.
ولا يوجد مبالغة حين نقول إن حرب الاستنزاف أو ما يسمى بحرب الـ 1000 يوم، كانت عبارة عن التجليات التي أفرزتها هزيمة 1967 ومهدت للانتصار في حرب أكتوبر 
ويعتقد البعض أن حرب الاستنزاف محصورة على يوم 21 أكتوبر 1967 الذي تم خلاله تدمير المدمرة إيلات ولكن هناك تفاصيل أخرى مثل ما حدث في شهر يناير عام 1968 حين أغرقت البحرية الغواصة الإسرائيلية داكار أمام ميناء الإسكندرية، 
كما نجد كذلك من بين العمليات الأخرى خلال حرب الاستنزاف قيام القوات المصرية استمرت في العمليات ضد إسرائيل ففي نوفمبر 1969 قصفت المدمرات المصرية مخازن ومستودعات البترول والذخيرة الإسرائيلية بمنطقة رمانة بصواريخ هوك كما قصفت كذلك منطقة بالوظة شرق بورسعيد بعمق 40 كيلومترًا وتسببت فيها بخسائر كبيرة لإسرائيل.
وفي هذا الصدد اللواء أركان حرب على حفظي، نائب وزير الدفاع السابق ورئيس جهاز الاستطلاع خلال حرب أكتوبر المجيدة إن حرب الاستنزاف ملحمة تاريخية استمرت 1000 يوم بواقع أكثر من 4 آلاف عملية على مستوى القوات المسلحة. وأضاف حفظي إن المقاتل المصري، نجح في نقل حاجز الخوف إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وكبدوا الجانب الإسرائيلي سواء على خط الجبهة أو العمق كثيرًا من الخسائر ما جعل القيادة الإسرائيلية تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية، التي دعت بدورها إلى "مبادرة روجرز" وهي مقدمة من وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت للدعوة إلى وقف العمليات المصرية. حرب الاستنزاف ملحمة حرب الاستنزاف في عيون العدو:
وأشار حفظي، إلى أنه من خلال حرب الاستنزاف اعترف "عزرا وايزمان" الذي كان مدير العمليات برئاسة الأركان الإسرائيلي وقتها بأن حرب الاستنزاف هي أول الحروب التي انهزم فيها العدو الإسرائيلي من مصر، لافتًا إلى أنها أبرزت الإعداد والاستعداد وخبرة القتال لدى الجيش المصري ما يجعلها مرحلة مهمة من المراحل التي أهلتنا للنجاح في حرب 73 بحكم الخبرات القتالية التي نالها الجيش المصري منها. 
وأضاف عادل سليمان، قائد اللواء 12 مشاة خلال حرب أكتوبر، إن حرب الاستنزاف مرحلة مهمة جدًا على الصعيدين المعنوي والمادي لاستعادة الثقة بالنفس للمقاتل المصري والشعب، بعد أن أثرت حرب 1967 على معنويات الشعب والجيش والمنطقة العربية. 
وأضاف سليمان، أن حرب الاستنزاف كانت أول قتال متلاحم بين مصر وإسرائيل على مختلف الأصعدة الحربية التي تضم القطاعات الجوية والبحرية والبرية، وهو ما أدى لاكتساب الخبرة لدى المقاتل المصري، والتي تؤكد أن المقاتل الإسرائيلي مقاتل ضعيف وعلى عكس ما روّجه اليهود بأنه لا يقهر، ما كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأشار سليمان، إلى أن أهم درس خلال حرب الاستنزاف هو التعرف على القدرات ومواجهة العدو الإسرائيلي الخرافي، وكانت مجالًا خصبًا للاستعداد للمعركة والتدريب على الحرب بالحرب وهو من أهم الدروس المستفادة.