الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بحب مصر بكل اللغات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نجمة سيناء».. ما زالت كل نجوم سماء سيناء سعيدة بهذه النجمة التى اختارت طريقها لعمق بيوت المصريين. تتوسد المخمل فى واحة سلام ممتدة فى هدوء. شباب الستينيات والسبعينيات قدر لهم أن يسطروا ملحمة كبيرة فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣م بقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات. خلدت بطولاتهم نيشان على هيئة نجمة ذهبية قلد به الأبطال. وليس منا من لا يجد هذا النيشان فى بيته أو بيت أحد أقاربه أو معارفه. لأن هذه الحرب ببساطة أعلنت للعالم أن هذا الشعب زاخر بالبطولة وعامر بحب المستقبل والبناء لأنه يعرف كيف يحافظ على الأرض التى يبنى عليها مستقبله.
قدر لى أن أشهد احتفال السفارة المصرية بهذه المناسبة العظيمة أكثر من مرة فى أكثر من دولة عربية، وكان الفخر يملأنى حتى السماء. حملت علمًا جميلًا. وتذكرت أبطالًا كان والدى يقص على قصصهم وكأننى أمشى برفقته فى السماء لأن أبى كان واحدًا منهم رحمه الله. ولأنى أعلم كيف تكون مصريًا فخورًا فى هذا اليوم خارج مصر سعدت جدًا على يد أشرف طلبة، رئيس مبادرة «يحيا العلم»، ويوسف عبدالقادر مسئول المبادرة بالخارج، وهدى سعد، نائب رئيس المبادرة، وهذه المبادرة الشبابية تعمل على صناعة أكبر علم بشرى فى العاصمة الإدارية الجديدة، وبدأت إرهاصات هذه الفكرة بعد نهاية فعاليات المؤتمر الوطنى السابع للشباب. وسيصاحب تلك الفعالية رفع العلم المصرى خفاقًا فى كل ميادين وعواصم العالم تخليدًا لهذه الحادثة المجيدة.
ذكرنى ذلك بردود الأفعال الجميلة التى رأيتها وسمعتها فى نبرات أصوات مصريين، احتفلوا بهذه الذكرى العظيمة فى وقت تصادف فيه وجودهم فى نيويورك. إذ قدم محمود عبدالله عضو مجلس إدارة أوبرا المتروبوليتان بنيويورك، والخبير الدولى فى إعادة هيكلة وإدارة الأصول وعضو اللجنة القومية لتطوير وحماية التراث، وصاحب المبادرة التى شهد فيها الملايين فى أكثر من ٧٣ دولة، فى نفس توقيت الاحتفال بالذكرى الـ٤٥ لنصر أكتوبر، فى أمسية فنية شهدت غناء الكورال الشهير «المجد لمصر» فى أضخم إنتاج فى تاريخ العمل الأوبرالى. إذ بث الحفل على الهواء كل من مسرح دار الأوبرا المصرية، ومكتبة الإسكندرية، والجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، وجامعة برلين للتكنولوجيا بالجونة، فى بث مباشر بتقنية HD للعرض الأوبرالى «عايدة» للموسيقار الإيطالى «فيردى»، الساعة السابعة مساءً، حيث قدم هذا العرض على مسرح المتروبوليتان أوبرا بنيويورك، وذلك فى أكثر من ٧٣ دولة حول العالم. وظهرت «عايدة» جديدة تشدو بمجد مصر، وانتفاضة المصريين منذ الأزل من أجل الحب والسلام فى أوبرا خلدتها قناة السويس. وشهد العالم أوبرا معطرة بتاريخ لا يشبهه إلا جمال الموسيقى ولا يلوث مجده شيء كما هى تماما. وكانت عايدة النجمة «آنا نتريبكو» وقاد الأوركسترا المايسترو الشهير «نيكولا لويسوتى».
منذ أيام خرج علينا بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمى للمواطن المصرى فى الخارج مشيدًا بتفاعل المصريين مع مبادرة تدعو كل المصريين فى الخارج هذا العام للخروج من بيوتهم حاملين العلم المصرى خفاقًا كريمًا بين أيديهم فى كل مكان يتواجدون فيه على الأرض. تخيلت للحظة هذا المشهد خارج حدودنا. مشهد أكثر من حضاري. أفراد يحبون أن يعلنوا للعالم أجمع حبهم لبلادهم من خلال صحبتهم لعلمها. يتكرر رؤيتك لهذا العلم كلما مر بك مصري. وكيف ستنتشر صورهم وعلامات الفخر والسعادة تعلو قسماتهم وتغرقهم فى الشعور بأنهم ملك للوطن. تعد هذه المبادرة إشارة للوحدة والتماسك، وتعبير كامل عن انتماء المصريين لبلادهم وأنهم جميعًا فخورون بمصريتهم ومستعدون لحمايتها ورفع شأنها بكل ما لديهم وكل صبرهم وعزمهم.
أذكر أننى فى الصف الثانى الثانوى صادف احتفال السادس من أكتوبر يوم الإثنين فى مدرسة لبنانية. قررت يومها أن أذهب للمدرسة ومعى علم مصر. مررت على مديرة المدرسة قبل أن أبدأ اليوم الدراسى صباحًا. استأذنت منها أن أحمل العلم معى اليوم لأننى لا أستطيع أن أتجاهل السعادة والفخر التى تغمرنى اليوم بهذه الذكرى الجميلة. فما كان منها إلا أن أخذت منى العلم ورفعته طوال اليوم إلى جوار العلم اللبناني، وطلبت من الإذاعة المدرسية أن تذيع السلام الجمهورى المصرى وتوجه تحية وتهنئة بذكرى العبور الطاهر الشريف. لن أنسى كيف امتلأت سعادة فى ذلك اليوم. نحب هذا البلد ولا نستطيع إلا أن نحبه. فلا يوجد بلد قدم للعالم ما قدمته مصر. كلما قرأت أكثر فى دفتر أحوال الكرة الأرضية أتأكد أن هذه الدماء التى فى عروقنا لا تشبهها دماء. وبأننا لا يمكن أن يشبهنا أحد لأن أحدًا على الأرض لم يفعل كل ما فعلناه منذ وجدت مصر قبل التاريخ الذى نعرفه حتى الآن. 
كونوا فخورين ببلدكم لأنها تستحق الفخر. ارفعوا العلم هذا العام وتأكدوا أن نجمة سيناء مقرها قلب كل منا وليس مجرد علبة المخمل، لن أنسى كلمات الصديق الشاعر السكندرى الراحل عن هذا اليوم: «يوم لا يمكن لأحد أن يزايد عليه لأنه أكبر من كل شيء سمحت لى الحياة بأن أراه».