لا تزال أسعار الحديد في مصر لغزا كبيرا لدى قطاع كبير من المصريين، وهو الأمر الذي يبرره المصنعين بأن صناعة الحديد تواجه العديد من المشكلات في الآونة الأخيرة، ومنها تراجع الطلب المحلي، وتأخر صدور حكما قضائيا بشأن واردات البليت، في ذات الوقت تؤكد شركات الحديد أنها خفضت من أسعارها، حيث خفضت مصانع حديد عز أسعار اللفائف بما يزيد على ألف جنيه لتصل إلى 10800 جنيه للطن، وخفضت أيضا أسعار حديد التسليح من 11500 جنيه إلى 11290 جنيها للطن، فيما خفضت أيضا مصانع المراكبي أسعار حديد التسليح بمقدار 700 جنيه ليصل إلى 10800 جنيه للطن.
نزاع قضائي
رفضت محكمة القضاء الإداري في يوليو الماضي، دعاوى الاستشكال المقامة من وزارة التجارة والصناعة ومصانع الدورة الكاملة ضد حكمها بوقف القرار الوزاري الصادر في أبريل الماضي، بفرض رسوم حماية على واردات حديد التسليح والبليت، بواقع 25% و15% على الترتيب.
وفي مواجهة هذا الحكم طعنت الوزارة على قرار المحكمة والتي أرجأت القضية ثلاث مرات منذ أغسطس، إذ قررت المحكمة الإدارية العليا منتصف أغسطس تأجيل نظر الدعاوى المقدمة من هيئة قضايا الدولة وعدد من الشركات لإعادة فرض الرسوم على البليت لجلسة 24 أغسطس الماضي، وذلك بعد تنحي قاضيان عن القضية لاستشعارهما الحرج.
وقررت المحكمة في أوائل سبتمبر تأجيل النظر في طعون وقف حكم إلغاء فرض رسوم واردات البليت حتى 5 أكتوبر.
في الوقت الذي أوصت اللجنة الاستشارية بوزارة التجارة والصناعة بفرض رسوم حمائية على واردات البلاد من البليت لمدة ثلاث سنوات، تبدأ بنسبة 7% خلال السنة الأولى، ثم تنخفض تدريجيا إلى 5% في الثانية، وإلى 3% في الثالثة.
تراجع الطلب
ومن بين المشكلات التي تواجه مصانع الحديد أيضا، تراجع الطلب المحلي على منتجاتها، وذلك في ظل تراجع في الطلب على العديد من مواد البناء وعلى رأسها تراجع الطلب على الأسمنت بنسبة 5 إلى 7% منذ بداية 2019.
وفي هذا السياق، يقول المحلل الاقتصادي أحمد سليمان، إن تراجع الطلب المحلي له العديد من الجوانب، موضحا أنه يمكن توثيقه في نشاط قطاع صناعة الأسمنت، والذي يوضح بشدة أن الطلب المحلي على الحديد يواجه تراجعا كبيرا في ظل تراجع الطلب على الأسمنت هذا العام.
المستورد كلمة السر
ويوضح المحلل الاقتصادي أن الحديد المحلي يخوض حربا أخرى مع الحديد المستورد، حيث احتدمت المنافسة مع الحديد المستورد مما خفض أسعار البيع، في ظل وجود صعوبات في تصدير المنتج المحلي.
أما أيمن العشري، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، فكانت له وجهة نظر مختلفة في الأزمات التي تواجه صناعة الحديد، فيشير إلى أنه على الرغم من تراجع أسعار خامات الحديد عالميا إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة منذ صدور قرار فرض رسوم على واردات البيلت في 15 أبريل وحتى 31 أغسطس الماضي، معربا عن تعجبه لهذا الأمر.
جنون الأسعار
وأضاف العشري أن سعر الحديد لم ينخفض بالنسبة للمستهلك في ظل تراجع كبير في أسعار الخامات، بل أنه على العكس زادت الأسعار لدى بعض الشركات والمصانع ولعل ذلك يتضح من خلال المقارنة بين الأسعار في أبريل الماضي والأسعار الحالية، حيث إن متوسط سعر طن الحديد للمستهلك في المصانع المتكاملة 11.600 ألف جنيه والآن السعر 11.800 جميعًا للطن، وفي المقابل نجد ارتفاع أسعار المصانع شبه المتكاملة الذي كان سعر طن الحديد في 15 أبريل نحو 11.550 وأصبح الآن 11.700 ألف جنيه للطن، أما مصانع الدرفلة فكان سعر الطن في نفس الفترة 11.400 وأصبح الآن 11450 جنيهًا للطن.
