الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: الفرح ميزة من يحمل البشارة

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، مقابله عامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهلّ تعليمه الأسبوعي بالقول بعد استشهاد اسطفانوس بدا وكأنَّ "مسيرة" كلمة الله قد توقّفت بسبب وقوع "اضطِهادٍ شَديد على الكَنيسَةِ الَّتي في أُورَشَليم" (راجع أعمال ٨، ١). بعد هذا الاضطهاد بقي الرسل في أورشليم فيما تشتّت العديد من المسيحيين في أماكن أخرى من اليهودية والسامرة.
وأضاف البابا فرنسيس: يظهر الاضطهاد في كتاب أعمال الرسل كالحالة الدائمة لحياة الرسل في تناغم مع ما قاله يسوع: "إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضًا" (يوحنا ١٥، ٢٠). لكنَّ الاضطهاد وبدلًا من أن يُطفئ نار البشارة غذّاها بشكل أكبر.
وتابع: بدأ الشماس فيليبس بتبشير مدن السامرة، وكانت عديدة علامات التحرر والشفاء التي كانت ترافق إعلان الكلمة. عندها طبع الروح القدس مرحلة جديدة من مسيرة الإنجيل: دفع فيليبس للذهاب للقاء غريبٍ قلبه منفتح على الله. قام فيليبس وانطلق بدفع، وعلى طريق مقفرة وخطيرة، التقى موظفًا ذات مَنصِب عالٍ عِندَ قَنداقَة مَلِكَةِ الحَبَش، وخازِنُ جَميعِ أَموالِها. كان هذا الرجل، وهو خصي، راجعًا إلى بلده مِن أُورَشَليم بَعدَ ما زارَها حاجًّا، وقَد جَلَسَ في مَركَبتِه يَقَرأُ النَّبِيَّ أَشَعْيا، وبالتحديد النشيد الرابع لـ "عبد الرب".
وأشار الأب الأقدس إلى ان فيلِيبُّس بادَرَ إلى العربة وسأله: "هَل تَفهَمُ ما تَقرَأ؟"، فأجابه الحبشي: "كَيفَ لي ذلك، إِن لم يُرشِدني أَحَد؟". ذلك الرجل القدير يعترف بأنّه بحاجة لمن يرشده لكي يفهم كلمة الله. لقد كان خازن الأموال وكان يملك سلطة المال ولكنه كان يعرف أنّه وبدون شرح لن يتمكن من فهم أي شيء؛ لقد كان متواضعًا.
وأوضح ان هذا الحوار بين فيليبس والحبشي يجعلنا نفكّر أيضًا حول واقع أنّه لا يكفي أن نقرأ الكتاب المقدّس بل ينبغي علينا أن نفهم معناه ونجد "العصارة" ذاهبين أبعد من القشور وأن نستقي من الروح القدس الذي يحي الحرف. كما قال البابا بندكتس في بداية السينودس حول كلمة الله: "إن تفسير الكتاب المقدس أي قراءته الحقيقية ليست مجرّد ظاهرة أدبية... بل هي حركة حياتي"؛ إن الدخول في كلمة الله يعني أن نكون مستعدّين للخروج من محدوديّتنا لكي نلتقي ونتشبّه بالمسيح كلمة الآب الحي.
وتساءل الأب الأقدس: من هو إذًا رائد النص الذي كان الحبشي يقرأه؟ يقدّم فيليبس لمحاوره مفتاح القراءة: ذلك العبد الوديع والمتألّم، الذي لا يجيب على الشرّ بالشر، والذي بالرغم من أنّه يُعتبر فاشلًا وعقيمًا هو يحرر الشعب من الظلم ويحمل ثمارًا لله، هو ذلك المسيح الذي يعلنه فيليبس والكنيسة بأسرها والذي بفصحه افتدانا جميعًا. في الختام اعترف الحبشي بالمسيح وطلب المعمودية وأعلن إيمانه بالرب يسوع. جميلة هي هذه الرواية؛ ولكن من دفع فيليبس للذهاب في درب مقفرة ليلتقي هذا الرجل؟ من دفع فيليبس لكي يبادر إلى العربة؟ إنّه الروح القدس. الروح القدس هو رائد البشارة.
وقال الحبر الأعظم: قد يقول لي أحدكم: "يا أبتي أنا ذاهب لأبشّر"؛ "نعم وماذا ستفعل؟"؛ "سأعلن الإنجيل وأقول من هو يسوع وسأسعى لإقناع الناس أن يسوع هو الله". يا عزيزي هذه ليست بشارة، لأنه بغياب الروح القدس لا وجود للبشارة. ربما قد يكون هذا اقتناصًا أو نوعًا من الدعاية... أما البشارة فهي أن تسمح للروح القدس أن يقودك، وأن يكون هو الذي يدفعك للإعلان، فتعلن بواسطة الكلمة وبواسطة شهادة حياتك والاستشهاد أيضًا.
وأضاف: بعد أن جعل الحبشي يلتقي بالقائم من الموت – لأن الحبشي التقى بيسوع القائم من الموت بعد ان فهم تلك النبوءة – اختفى فيليبس، خطفه الروح وأرسله للقيام بمهمة أخرى. لقد قلت إن رائد البشارة هو الروح القدس، ولكن ما هي العلامة بأنك مبشر؟ الفرح وحتى في الاستشهاد. وفيليبس سار فرحًا إلى مكان آخر لكي يبشّر بالإنجيل.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول ليجعل الروح القدس من المعمدين رجالًا ونساء يعلنون الإنجيل لكي يجذبوا الآخرين لا إلى أنفسهم وإنما إلى المسيح، ويعرفون كيف يفسحون المجال لعمل الله وكيف يجعلون الآخرين أحرارًا ومسؤولين إزاء الرب.