تحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد الروائي الإنجليزي جراهام جرين، أحد أعظم كتاب القرن العشرين، ومن المرشحين لجائزة نوبل في الأدب ضمن القائمة القصيرة، عمل صحفيا بجريدة "التايمز" لمدة أربع سنوات، تفرع بعدها للأدب لينتج عدد من الأعمال الروائية، رسخ شهرته بروايته الرابعة "قطار إسطنبول"، وتعد "القوة والمجد" أشهر رواياته.
تأثر جرين بمجموعة من كبار الكتاب العالميين وأصبح ينتهج نفس منهجهم الأدبي من بينهم إيفلين ووه، وفرنسوا مورياك، جلبرت كايث تشيسترتون، هنري رايدر هاجارد، هنري جيمس، جوزيف كونراد، كارل شتيرن، مارسيل بروست، ميجيل دي ثيربانتس، روبرت لويس ستيفنسون وغيرهم.
ساهم جرين بمئات المواضيع والأفلام ومراجعات كتب، حيث ظهر بعضها في مجموعة بعنوان "تأملات"، وقد تحولت الكثير من أعماله الروائية وقصصه إلى أفلام، إضافة إلى كتابة قصة الرجل الثالث في معالجة فيلميه، ألف خلال مشواره الأدبي ما يقرب من 25 رواية، ناقش خلالها مجموعة من القضايا السياسية، والأخلاقية الملتبسة للعالم الحديث، وغالبا من المنظور الكاثوليكي.
تعد رواية "نهاية العلاقة الغرامية" أبرز أعمال جرين، التي صدرت في 1951، وتحولت بعد ذلك إلى عمل سينمائي مرتين في 1955، 1999، ترجمها قدمها من الإنجليزية إلى العربية الدكتور يحيى كامل، ومراجعة المترجم الدكتور محمد عناني، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 2016 ضمن سلسلة الألف كتاب الثاني، فليست كل قصص الحب إيجابية، وأيضا ليست كل علاقات الحب صحية أو صحيحة، حيث تظهر الرواية بكل ما في الكلمة من معنى، كيف يمكن أن يكون الحب ساما، ومدمرا، استحواذيا، وتملكيا، وتتميز هذه الرواية بصدق العاطفة، فالغضب غضب، والغيرة غيرة، والرقة رقة، وهي مثال جيد للحداثة خاصة في بنائها، حيث لا تبدأ من البداية لكن بعدما حدث كل شيء.
أصيب جرين بالاكتئاب في فترة من حياته، ووصف نفسه مرة في خطاب لزوجته بأنه شخصيته مضادة تماما للحياة المنزلية، وقد وصفه الأديب الإنجليزي ويليام جولدينج بأنه "المؤرخ الأفضل على الإطلاق لوعي وقلق الإنسان في القرن العشرين".
نال جرين عن أعماله الأدبية العديد من الجوائز والتكريمات من بينها جائزة دوس باسوس في 1980، نيشان الفنون والآداب من رتبة قائد 1983، وغيرها.
