الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوطن باقٍ رغم أنف المحرضين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإنسان موقف والنضال والوطنية موقف، وهناك فارق بين المواقف العملية التى يتبناها المناضل إيمانًا بهذه المواقف لصالح الوطن والمواطن، وبين الشعارات الفضفاضة النظرية والسمعية التى لا تعبر عن موقف حقيقى أو رؤية، حتى لو كانت شعارات وأقوال وطنية لدغدغة المشاعر الشعبية، بهدف تحقيق مصالح ذاتية وتصفية حسابات سياسية، ولذا ففى المواقف المصيرية والتحديات الصعبة والأحداث المفصلية لا يجب أن نمسك العصا من المنتصف لضمان الاستمرار مع من هم الآن ومن هم قادمون، فهذه المواقف ليست سياسة ولا وطنية لكنها تقع تحت مسمى «أكل العيش»، ولذا فما حدث الأسبوع الماضى، وما سبقه من حملة تحريضية من جماعة إرهابية ومن دول معروفة بتبنيها لهذه الجماعات ومعروف عن حكامها مدى كراهيتهم لمصر وشعبها الذى وقف في 30 يونيو 2013 مع نظامها الذى أسقط مخططهم وذهب بآمالهم إلى مزابل التاريخ بعد عامهم الذى حكموا فيه مصر في غفلة من الزمن، حتى أصبح هذا العام من حكمهم دليلًا على إمكانات وقدرات وأحلام وادعاءات هذه الجماعة التى لا تعرف الوطن، والتى لا ترى غير نفسها ولا تسعى لغير مصلحتها حتى ولو كان هذا على حساب العالم كله.
وقد اعتمدت خطة التحريض والتهييج على تصيد بعض المشكلات الموجودة والمعروفة للكافة، والتى دائما ما يتحدث عنها السيسي في جميع لقاءاته، وهى المعاناة الاقتصادية التى دفع ويدفع فيها الشعب الثمن لخطة إصلاح اقتصادي، ودائما ما يؤكد دور ونضال وتحمل هذا الشعب العظيم لهذه الصعوبات، كما ركزت هذه الخطة على بعض القضايا التى كان الهدف منها استفزاز مشاعر غير القادرين تجاه ما يسمى بـ«بناء القصور» وغيرها من المباني، وكان السبيل إلى ذلك تلك الادعاءات بالخوف على الشعب من نظام الحكم ومن سيطرة الجيش كما يزعمون، ولكن الجمعة الماضية أثبت الشعب مدى إدراكه وعمق وعيه بالمشهد السياسى، وما يحاك لمصر والمصريين من خطط لا تستهدف النظام ولا السيسي، ولكن تستهدف الوطن بالكامل عن طريق محاولة إسقاط القوات المسلحة الوطنية، طوال التاريخ، القوات المسلحة التى تنحاز أبدًا ودائما للشعب والوطن، فهل كان يتصور هؤلاء أن الشعب قد نسى هذا؟! وأن الشعب سيقف معهم ضد قواته المسلحة أو يساندهم في تصفية حسابات ذاقوا فيها مرارة الفشل والسقوط؟! هل يمكن أن يشارك مواطن يخاف على وطنه، مواطن يتحمل من أجل استعادة استقرار الوطن ما تحمله، في إعادة سيناريو الفشل والفوضى مثل ما حدث واستُغلت 25 يناير؟!
هنا وبصراحة نقول، نعم، هناك مشكلات وهذا طبيعي، نعم هناك من يعارض النظام على أرضية سياسية بعيدًا عن العنف والإرهاب، نعم هناك من له رأى آخر من بعض الإنجازات وهذا طبيعي، ولكن هل هذه المشكلات وهذه المعارضة وتلك الآراء تعنى أنه طوال الوقت وعلى مدى الساعة ندعو إلى ثورة تسقط النظام؟! أى ثورة هذه؟! وهل الثورة تنطلق من دعوات مشبوه ومشكوك في أمره ولا علاقة له بالسياسة ولا بثورة بقدر علاقته بمن أطلقوه كأحد خرفانهم التى لا تسمع إلا لسواهم؟! هل المقصود، وهذا ما تحلمون به، هو تصفية حسابات مع السيسي الذى خلص البلاد والعباد من الجماعة؟ ولا مانع في طريق هذا أن تحدث الفوضى التى يجيدون إشعالها حتى يتمكنوا من العودة مرة أخرى.
هنا ومن منطلق أننى أعتبر نفسى معارضا وطنيا وليس معارضا من أجل المعارضة؛ حيث إننى كنت من شباب منظمة الشباب الاشتراكى، ومع ذلك فقد كنا نمثل معارضة للنظام بكل ما نستطيع بهدف عدم قبول الخطأ الذى يوجد وسيوجد في كل نظام، وكنت معارضا للسادات وتم اعتقالى أكثر من مرة، وأفرج عنى وآخرين مبارك، واستقبلنا في قصر الرئاسة، وكنت معارضًا لمبارك أيضًا، وكل هذا من منطلق أننا لا نريد شيئًا ولا منصبًا والحمد لله، فقط تعلمنا وتربينا على حب الوطن والانتماء له والتضحية في سبيله بكل السبل وبشتى الطرق، لا أريد هنا أن أتحدث عن نفسى، ولكن أردت أن أعلن كمعارض مساندتى لنظام السيسي من منطلق ما حققه من إنجازات قضت على الفوضى وأعادت الأمن والأمان، ومن محاربة الإرهاب نيابة عن العالم وما حققه من مشروعات قومية، خاصةً أن البديل الآن هو الفوضى وإسقاط الدولة، فبلا مواربة ولا مزايدة نقول لا للمحرضين والذين يدعون معارضة النظام، وهم يريدون إسقاط الوطن ويسعون إلى الفوضى التى استمرأوها، فلن ينخدع الشعب لشعارات جوفاء ولا لتجار الوطنية والأديان، ولا إلى مسوقى الديمقراطية في غير أوانها، ولا إلى مدعى حقوق الإنسان وهم لا يعرفون غير الانحياز إلى منظمات تريد إسقاط الأوطان وإحداث الفتن وتفتيت وتقسيم المنطقة. حمى الله مصر وشعبها وجيشها من المحرضين والمتاجرين والعملاء.