الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر كلمة البابا تواضروس في جامعة حلوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جامعة حلوان، اليوم الثلاثاء، بدعوة من رئيس الجامعة الدكتور ماجد نجم، وذلك لتكريم قداسته وتوقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية والجامعة.
نص كلمة قداسته:
"في هذا الصباح الكريم أسعد كثيرًا لوجودي معكم في هذه الجامعة الأساتذة الأجلاء.. معالي السيد الوزير الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ود/ ماجد نجم رئيس الجامعة والسادة النواب وشباب الجامعة وكل الحضور أسعد أن لأكون معكم في هذا الصباح وفي بداية عام دراسي جديد وفي شهر أكتوبر الذي يحمل ذكريات غالية جدًا، تحية لكم وسلام وفرحًا وتقدمًا في كل شيء يترقي أن أكون بينكم بين أساتذة يعلمون أجيالا وينهضون بالوطن ويسعون من أجل تحقيق المعرفة ليتقدموا من أجل وطننا، أود أن أوجه كلمتي للشباب والشابات عندما نجتمع أتذكر عندما كنت طالبًا في إسكندرية، وهذه الذكريات تعطينا ذكريات في فترة من الفترات التي نقضيها، واسمحوا لي أن أتحدث عن موضوع ربما لم يكن واضحا أمامنا جميعًا وهو محركات الحياة ما هو الذي يحرك حياتك؟
أنت في بداية حياتك تستعد للدراسة وللتخرج ثم العمل ثم الانطلاق للحياة العملية الواسعة، ربما يوما تحتل منصبا عاليًا كبيرا على مستوى العالم أريد أن أحدثكم عن محركات الحياة. سأذكر أربعة محركات تحرك حياتنا كشباب وشابات.
1- المعرفة
ربما تكون هي التي تحركنا في الحياة والمقصود بها العلم والبحث عنه، وهي التي تقود حياة الإنسان ففي الجامعة تتحركون للبحث عن الجامعة بكل فروعها تحديدًا العلوم الطبيعية ومنذ بداية تاريخ البشرية بحث الإنسان عن العلم وشيد الحضارات وصنع المنتجات وكان محرك العلم سببًا لجعل حياة الإنسان أكثر راحة وأمتلأت البشرية بالاختراعات النافعة وغير النافعة، وأقول إن بعض الاختراعات كانت ضارة وسببًا في صنع آلات الحرب وهدمت حياة البشر وعلى مر العصور وجدنا العلم وقد صرنا أكثر كسلًا بسبب كثرة المخترعات التي اعتدنا على الراحة ومع الاختراعات الكثيرة صار الإنسان أكثر كسلًا، وتسبب ذلك في أمراض كثيرة فيجب أن ينتبه الإنسان لهذا الثروة الوحيدة لنا هو الوقت وندقق في البحث عن المعرفة والعلم بالحكمة لا الجهل...الحكمة التي تبني وننبه لهذا المحرك الذي يرفع من قدر الشعوب.
2- البحث عن النفس
من أشهر أقوال السيد المسيح "ماذا ينتفع الإنسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه" وهذا السؤال وجودي لكل إنسان يحمل أهمية البحث للإنسان ومنذ فجر التاريخ تحرك الإنسان بحثا عن الوجود وخالقه وعن نفسه وعن من خلقه وبحث في عقله وقلبه وأنشئت الأفكار وصنع فن الحوار وحاور الخالق وكما ذهب البعض لاكتشاف الذات ذهب الآخرون لاكتشافات سلبية وصارت هناك موجات إلحاد تسود العالم وقام آخرون بالتحقير من الذات البشرية وجعلوا حياة الإنسان بلا معنى فقاد ذلك النفوس إلى اللامبالاة والأذى الجسدي مثل الإدمان والشذوذ وأنت يجب أن تبني ذاتك بناء صحيحًا والإنسان يجب أن يحيا لأنه خلق لأجل هذه ودراستك في الجامعة مع الأساتذه الأفاضل لكي تتعرف على الهدف الذي خلقت لأجله والله لم يخلق إنسان دون فائدة فأبحث عن معني وقصد الله في وجودك.
3- الجمال
محرك البحث عن الجمال في كل الفنون وكل تعبير جمالي فني وقد بحث الإنسان القديم عن الجمال وكان القدماء المصريين من رواد فنون الجمال والفن يحول الفراغ لما هو جميل ومقدس الفنانون والأدباء حركتهم المشاعر كما قال الحكيم أيضًا صنع الكل حسنًا في وقته... والجمال خلق حولنا علينا أن نسعى لاكتشافه الموسيقى تؤثر على الإنسان والشباب وصارت أنواع معينة تسبب حالات إدمان ولذلك احترس وأنت تبحث عن الجمال أبحث عن الجمال الحقيقي في الأرض والطبيعة والحياة التي تحياها البحث عن الجمال في كل العلوم والفنون والآداب التي تقدم وتبحث عنها في دراستك.
4- المحرك المفقود (المحبة)
لقد خلق الله الكون بالمحبة وكانت إرادة الله أن نعيش بالمحبة ولكن بحث الإنسان عن القوة والغلبة والمشاعر السلبية التي جعلت الأخ يقتل أخيه وبدلًا من أن يحرك البشر للحب حركة للكره والقتل والمحبة... محرك يمكن أن يوجهك خاصة في اتجاه البشر أي الإنسان الذي عندما تتعامل معه كأنك تتعامل مع الله وكأن الله قدمه إليك فأسعي أن تبتعد عن كل المشاعر السلبية وساعد الآخر.
يمكن أن تكتب صفحة جديدة في حياتكم وفي تاريخ الوطن عنما تعلي من شأن المحبة لكل أحد عندما يمتلك الإنسان المحبة يسعد ويفرح ويقدم كل شيء للآخر والله سيسألنا عن مقدار المحبة التي قدمناها فهي الرصيد الوحيد لنا في السماء.
في نهاية كلمتي أحييكم جميعا داعيًا من الله أن يمنحكم حياة مثمرة مليئة بالمحبة نحو كل البشر والطبيعة نحو الوطن والأسرة وشبابنا أصحاب الإرادة ومحبة الوطن واختم بهذا الجزء من القصيدة.
إذا الشّباب يَوْمًَا أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
بهذه المحركات (المعرفة،الذات،الجمال،المحبة) تتمتع حياتك وسوف تكتشف الخطة التي وضعها الله لحياتك. شكرًا لكم".