الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور القس جورج شاكر يكتب : النجاح ليس حظًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب يومًا كاتبنا الكبير الأستاذ مصطفى أمين فى عموده اليومى «فكرة» لا تصدق أنه يوجد حظ، يوجد عمل، المُجد محظوظ، والكسول خائب، وكانوا يقولون قديمًا «اعطنى حظًا وارمنى فى البحر» هذا كلام فارغ فإننى لو أعطيتك الحظ وألقيتك فى البحر فلا بد أن تغرق، والسبيل الوحيد لكى لا تغرق أن تتعلم العوم.
أعرف صاحب مصنع يكسب بينما يخسر آخرون، ويتوسع هو وينكمش الآخرون، والناس تقول إنه الحظ، وأنا أقول إنه الجهد والتفانى فى العمل والابتكار المستمر، هذا الرجل يعمل 18 ساعة فى كل يوم، لا يأخذ إجازة ولا يفارق مصنعه إلا مع آخر عامل يخرج من المصنع، ولا يمكن أن نقول إن هذا الرجل مدين للحظ ولكنه مدين لإيمانه وكفاءته وكفاحه واجتهاده وحبه لعمله.
وأنت كطالب علم إذا أردت أن تنجح وتتفوق لا تضع أملك على الحظ بل... ضع أملك فى إلهك أولًا، وفى كفاحك ثانيًا. عليك أن تبذل قصارى جهدك، فصدق مَنْ قال: «فما نيل المطالب بالتمني» و«ومَنْ جد وجد»
إدرس تاريخ كل العظماء والعباقرة والذين حققوا إنجازات واختراعات مبهرة، وسجلوا أسماءهم بحروف بارزة من نور فى تاريخ البشرية وفى سجل الخالدين ستجد من خلف كل واحد منهم سنوات من الكفاح والسهر والتضحية والعزيمة والإصرار والتصميم على النجاح والتفوق والتألق، فصدق أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ عندما قال: «النجاح محصلة كفاح»، كل هذا لا يمكن أن يحدث دون استثمار وقتنا الاستثمار الأمثل.
نعم! رغم الاختلافات التى بين البشر من ناحية الجنس واللون والمستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى إلا أن الكل يتساوى فى أنه مع إشراقة كل صباح جديد أمام كل إنسان منا 24 ساعة، والفرق بين الناجح والفاشل هو أن الأول استطاع أن ينظم ويستغل كل لحظة فى يومه، والثانى لم يستطع.
نعم! مَنْ لا يعرف قيمة وقته لا يعرف قيمة حياته، ومَنْ يهدر وقته لا ينتظر نجاحه. أما الشخص الذى يبتغى النجاح والتفوق فعليه أن يكون حريصًا على كل ثانية من وقته، وقديمًا قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له: إن الحياة دقائق وثوانٍ.
أتمنى لأبنائنا طلبة وطالبات المدارس والجامعات فى مستهل العام الدراسى الجديد، عامًا مليئًا بإرادة النجاح والتفوق والتميز ومكللًا بتحقيق أحلامهم وأشواقهم لخيرهم، وخير مَن حولهم، وخير مصرنا.