الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القديس فرنسيس الأسيزي.. مؤسس رهبانية الأخوة الأصاغر سعى إلى التقارب بين المسلمين والمسيحيين.. والكنيسة الكاثوليكية تحتفل بعيده الجمعة

القديس فرنسيس الأسيزى
القديس فرنسيس الأسيزى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستعد كنيسة القديس أنطونيوس البدوانى بمنطقة الظاهر فى القاهرة، بإقامة ذبيحة إلهية، احتفالا بذكرى عيد القديس فرنسيس الأسيزي، ومن المقرر أن يقام القداس الإلهى الاحتفالى بالكنيسة يوم الجمعة المقبل، فى تمام الساعة السادسة والنصف مساءً.
القديس فرنسيس الأسيزي، سمع ذات يوم صوتًا يقول له: «يا فرنسيس أسنُد بيعتي»، فلم يفهم معنى هذا الصوت، وأخذ يزيد ويُفرط فى الإحسان إلى المساكين، حتى ضج أبوه فحرمه الميراث وسرحه، فاتشح ثيابًا رثة، ومشى حافى القدمين، ممارسًا أعمال التوبة الشاقة والرسالة، يعظ الناس بالمثل أكثر منه بالكلام، فتبعه كثيرون، فبنى لهم الديورة ووضع لهم القوانين، متساميًا بالفضائل ولا سيما فضيلة التواضع العميق، فمنحه الله صنع العجائب.
أثبت له البابا أنوريوس القانون ببراءة رسمية، فتعزى القديس بأن رهبنته قد تعززت ونمت وانتشرت، وكان على صداقة متينة مع القديس عبدالأحد، يتعاونان على خلاص النفوس وخير الكنيسة، وبعد أن أتم هذا القديس جهاده، رقد بالرب سنة 1224، وله من العمر 45 سنة، وقال فيه البابا غريغوريوس العاشر إن جراحات المسيح انطبعت فى يديه ورجليه وجنبه.
محطات حياة فرنسيس
ولد فرنسيس فى أسيزي، وهى مدينة صغيرة بمقاطعة أومبريا فى إيطاليا الوسطى، نهاية شهر سبتمبر من عام 1182، وسعى إلى تحقيق التقارب بين المسلمين والمسيحيين، من خلال زيارته إلى مصر فى خضم الحروب الصليبية.
فى هذه الفترة من الحروب المشتعلة، شعر فرنسيس بضرورة وضع حد للكراهية، إذ انطلق على متن أسطول كان يقل إحدى الحملات الصليبية فى شهر يونيو من عام 1219، وفى منتصف يوليو من العام ذاته رست السفن فى ميناء عكا.
انطلق «فرنسيس» إلى مدينة دمياط التى كان يحاصرها الصليبيون ويدافع عنها أبناء البلد، وطلب لقاء سلطان مصر الملك الكامل الأيوبي، واستقبله استقبالًا ضخما وقدم له منحا وهدايا ثمينة.
لقب كقديس فى الكنيسة الكاثوليكية فى الثالث من أكتوبر من عام 1226، جاء من عائلة تعمل فى التجارة ويعتقد بأن أمـه فرنسية الأصل ووالده كان يسمى بيدرو بيرنادونى فى أسيس عرف بفرانسيسكو «تصغير لكلمة فرنسى أو الفرنسى الصغير».
أشار المركز الكاثوليكى للدراسات والإعلام بالأردن إلى أن ما كسبه فرنسيس فى رحلته هو بناء جسر من الثقة والحوار المتواصل مع سلاطين العرب، وأئمة الإسلام والمسلمين فى البلاد العربية التى زارها.
«فرنسيس» يعظ للعصافير.. ويعيد البصر إلى امرأة كفيفة
عند وصول فرنسيس إلى مدينة بيفانيا فى إيطاليا، رأى سربًا من العصافير من أنواع مختلفة، من حمام ويمام وغربان وعصافير الدورى وغيرها. ولما كان خادم الله فرنسيس رجل مملوء حبًا وعطفًا كبيرًا ومودة حنونة حتى للمخلوقات الوضيعة وغير العاقلة، فإنه ركض نحوها مسرعًا تاركًا رفاقه على الطريق، اقترب منها ووجد أنها تنتظره، فألقى عليها سلامه المألوف، وكم كانت دهشته لما رآها لا تريد أن تطير وتنصرف كعادتها، سر جدًا وحرضها على القبول بسماع كلام الله.
ومما قاله لها: «يا أخواتى العصافير، عليك دائمًا أن تمدحى وتحبى كثيرًا ودائمًا خالقك لأنه أعطاك الريش كسوة والأجنحة لتطيرى وكل ما أنت بحاجة إليه، الله جعلك أشرف من باقى الخلائق ومنحك أن تسرحى فى الجوّ الصافى، إنكم لا تزرعون ولا تحصدون ومع ذلك فهو يلبيكم ويوجهكم ويعفيكم من كل هم».
يخبر هو نفسه وكذلك من كان حاضرًا من الإخوة أن العصافير عبرت عن فرحها بطريقتها، أخذت تمد أعناقها وتصفق بأجنحتها وتفتح منقارها وتنظر إليه وهو يتجول بينها بحرية ذهابًا وإيابًا وثوبه يلامس رؤوسها وأجسادها، أخيرًا باركها برسم إشارة الصليب وسمح لها بمتابعة طيرانها، بعد ذلك أكمل طريقه مع إخوته فرحًا يمجد الربّ الذى تكرّمه الخلائق كلّها بمثل هذا الاعتراف النقي.
وفى مدينة نارنى أيضًا كانت امرأة فقدت البصر فاستعادته بإشارة الصليب رسمها القدّيس فرنسيس على عينيها، وجرى مثل ذلك لمريضة فى جوبيو، شفاها فرنسيس بأُعجوبة، كانت يابسة اليدين وعاجزة عن أى عمل، لما عرفت بوصول فرنسيس إلى المدينة ركضت لملاقاته مستغيثة وأرته بلوغه يديها المعقدتين وتوسّلت إليه أن يلمسهما. فتحنّن عليها ولبّى سؤالها، فشفيت تلك المرأة المسكينة وعادت فرحة إلى بيتها. وعجنت بيديها كعكة هى مزيج من الطحين والجبنة، وقدّمتها لفرنسيس، وكى لا يكسف خاطرها ذاق منها قطعة وقال للمرأة أن تحتفظ بالباقى وتأكله مع عائلتها.
نشيد القديس
يا ربْ استعملنى لسلامِكَ
فأضعَ الحبَّ حيثُ البُغض
والمغفرةَ حيثُ الإساءة
والاتفاقَ حيثُ الخلاف
والحقيقةَ حيثُ الضلال
والإيمانَ حيثُ الشك
والرجاءَ حيثُ اليأسْ
والنورَ حيثُ الظُلمة
والفرحَ حيثُ الكآبة
10 أقوال لمؤسس رهبانية الأخوة الأصاغر:
يا رب اجعلنى وسيلة لسلامك، حيث هناك الكراهية، دعنى أنثر الحب.
لا فائدة من السير لأى مكان للتبشير ما لم يكن مشيك هو لتبشيرنا.
شعاع شمس واحد يكفى لطرد الكثير من الظلال.
ابدأ بعمل ما هو ضروري؛ ثم افعل ما هو ممكن وفجأة تفعل المستحيل.
عندما يكون هناك بِر وحكمة، لا يوجد خوف ولا جهل.
فوق كل شيء النعمة والمواهب التى يمنحها المسيح لأحبائه هى لأجل كبح جماح الذات.
ليس من المناسب، أن يكون شخص فى خدمة الله، ويكون مكتئب الوجه أو نظراته مخيفة.
النقاوة، والبساطة المقدسة تستصغر كل حكمة هذا العالم وحكمة الجسد.
يجب ألا نكون حكماء وعقلاء حسب الجسد. بدلًا من ذلك.
المسكين بالروح يحتقر الطمع والجشع والاهتمام بالعالم.