الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خبيرات التوزيع السينمائي: الحكايات تجذب الجمهور في جميع أنحاء العالم

خبيرات التوزيع السينمائي
خبيرات التوزيع السينمائي يتحدثن عن طرق توزيع الأفلام الرقمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضافت فعاليات «جسر الجونة السينمائي»، حلقة نقاشية حملت عنوان «الوضع الراهن لعملية توزيع الأفلام»، والتى تناولت عمليات دعم وتوزيع الأفلام على المنصات الرقمية الحديثة، باعتبار ذلك الاتجاه الذى يتحرك نحوه صُناع السينما العالمية، وتحدث ثلاث من رائدات التوزيع السينمائى في الولايات المتحدة عن عمليات التوزيع وتعقيداتها وصعوباتها، والحلول التى يُمكن للمنتجين وصُناع الأفلام تجربتها. 
وأعربت جوردانا ميد، مديرة التوزيع لدى مؤسسة ITVS، عن سعادتها بتواجدها ضمن فعاليات المهرجان، مُشيرة إلى أن التعاون بين مؤسستها وإدارة المهرجان والسفارة الأمريكية، أتاح نقل الخبرات بين المؤسسات الكبرى في صناعة السينما، وصُناع الأفلام من المصريين سواء المحترفين أو الشباب؛ وتحدثت عن تجربتها في توزيع أفلام مستقلة ووثائقية لمدة تجاوزت الآن عشرة أعوام، متناولة رحلتها في اكتشاف جمهور هذه النوعية من الأفلام.
تقول «هناك العشرات من القصص التى يُمكن حكيها وتناولها في فيلم، أبطال هذه الأفلام هم شخصيات حقيقية وليست خارقة تعيش بيننا وتواصل حياتها يوميًا. طوال عملى في هذا المجال الذى بدأت به عملى في مجال السينما، شاهدت الكثير من الحكايات الأصلية والحقيقة التى يُمكن أن تجذب أشكالا مختلفة من الجمهور، والتى تُظهر ثقافات مختلفة ومُتعددة.
وتطرقت «جوردانا»، والتى يعتبرها كثيرون رائدة في إستراتيجية توزيع المحتوى، حيث تتعاون مع فرق إنتاجية لإعادة تصور التوسع الرقمي، وكانت تدير التوزيع والمبيعات والتسويق العالميين لواحدة من الشركات الكبرى، إلى اهتمامها الآخر بعمليات الملكية الفكرية، والتى تحدثت عنها بشكل كبير خلال الحلقة النقاشية، وتؤكد أنه لدى العمل مع صُناع الأفلام من الكتاب أو المخرجين في أى مكان بالعالم، فإنها تؤكد على أن تكون حقوق ملكية القصة مؤمنة تمامًا من أجل صاحبها «فالفكرة هنا أن المبدعين يقومون بعرض عمل تبلغ مدته من 60 إلى 90 دقيقة، نحن نقوم بتوصيله إلى القنوات أو المنتجين، لكنه في أى وقت أو فرصة أفضل قد يرغب في نقل عمله إلى جهة أخرى، لذا يجب أن يكون محتفظًا بحقوقه، وحتى لو حدث هذا فالعلاقة بيننا مستمرة».
«التقدم التكنولوجى قد ساعد كثيرًا في عملية البحث عن المواهب في أى مكان بالعالم، فلم يعد الأمر كما كان قبل ثلاثين عامًا، حيث كان المنتجون والموزعون يضطرون للسفر لأماكن مختلفة ومتباعدة لاكتشاف مواهب جديدة»؛ هذا ما تؤكده ميسى ليني، مديرة التطوير لدى مؤسسة Adult swim، والتى تقدم برامج مسائية للكبار على قناة cartoon network ؛ والتى أشارت إلى أنها لا تمل أبدًا من البحث المستمر عن المواهب الجديدة من كُتاب السيناريو وصناع الأفلام الجيدين «فهى دومًا عملية متبادلة ومربحة للطرفين سواء الموزع وصانع الفيلم»، حسب قولها، وأضافت «دومًا ما نبحث عن الأصوات الجديدة في صناعة السينما، وأغلب هؤلاء الموهوبين يتم ترشيحهم من أشخاص شاهدوا أعمالهم الأولى بالفعل ورأوا أنها تستحق الانتشار. هناك بعض صُناع الأفلام الذين تعرفنا إليهم عبر صور أو مقاطع سريعة من أفلامهم على موقع إنستجرام، هذا يدعو إلى الالتفات للتأثير الكبير الذى تُحدثه منصات التواصل الاجتماعي والقوة الهائلة الموجودة على شبكة الإنترنت؛ ونحن جميعًا كبشر قد انكسرت لدينا حواجز الحدود واللغة عبر هذه الشبكة العملاقة، فيُمكن لمقطع قصير لا يتعدى الستين ثانية أو عبارة يكتبها شخص ما أن تجوب العالم كله؛ لذلك يُمكن لكتاب القصص وصنُاع الأفلام التواصل مع غيرهم في جميع أنحاء العالم».
وأضافت «ميسي»، التى عملت سابقًا في معهد صندانس، حيث قامت بتطوير مبادرة ArtistServices والتركيز على كيفية تغيير التكنولوجيا للطريقة التى يتفاعل بها الجمهور مع الأفلام، إلى أن هناك نقطة مهمة في عملية التسويق للأعمال الفنية يجب أن ينتبه إليها صُناع ومبدعو هذه الأفلام، وهى أن التقدم التكنولوجى جعل هناك سهولة ودقة أكثر في تحديد نوعية الجمهور المستهدف من خلال العمل «هناك الآن الكثير من الدراسات التسويقية للجمهور المتاح على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يُمكن عبرها تحديد نوع وفئات الجمهور وما إذا كان سيتقبل العمل أم لا، بدلًا من إهدار الوقت والمال في محاولة لفت نظر فئات غير مهتمة أو مستهدفة، يُمكن لك أن تختار جمهورك وتنتقى من يُمكنك بث دعايتك إليه».
«أنا أعمل أكثرية الوقت مع صناع الأفلام الوثائقية، لكنى في الوقت نفسه أفضل التنوع في محتوى هذه الأفلام»؛ تقول هذا ربيكا سوسا، المتخصصة في توزيع الأفلام على المنصات الإلكترونية، وهى مديرة تنفيذية واستشارية للأفلام مع أكثر من خمسة عشر عامًا من الخبرة؛ والتى تضيف في حديثها أنها دائمًا ما تطلب من صناع الأفلام ألا يعتمدوا على طريق واحد فقط لبحث توزيع وانتشار أفلامهم «فمنصات الإنتاج والتوزيع الرقمية صارت مُتعددة وتفى باحتياجات الجميع وتساعدهم». الآن يُمكن لأى من صناع الأفلام أن يجد من يتحمس لتمويل فيلمه أو يقوم بجمع التمويل اللازم عبر المواقع المتخصصة، ونفس الشيء بالنسبة للتوزيع.